موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
الكنيسة الكاثوليكية في السلفادور تحتفل بإعلان أربعة طوباويين

أبونا :

 

احتفلت الكنيسة الكاثوليكيّة في العاصمة السلفادوريّة سان سلفادور، يوم السبت 22 كانون الثاني 2022، بإعلان طوباويّة الكاهن اليسوعي روتيليو غراندي غارسيا، واثنين من رفاقه العلمانيين، والكاهن الفرنسيسكاني كوزمي سبيسوتو، شهداءً في سبيل الإيمان.

 

ووقف هؤلاء الشهداء إلى جانب الفقراء، يشهدون للإنجيل والحق والعدالة وصولاً إلى سفك دمائهم خلال الحرب الأهلية التي استمرّت لمدة 12 عامًا، وتميّزت بالعنف الشديد من قبل الحكومة العسكريّة وجبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني (وهي ائتلاف مكوّن من خمسة جماعات حرب عصابات يساريّة).

 

وكان الأب روتيليو غراندي، وهو كاهن يسوعي استشهد إلى جانب مانويل سولورزانو (72 عامًا) والمراهق نيلسون ليموس (16 عامًا)، في 12 آذار 1977، معروفًا بخدمته تجاه الفقراء. وكان غراندي يبلغ من العمر 49 عامًا عندما قُتل بينما كان يقود سيارته مع سولورزانو وليموس. وقد كان مصدر إلهام للقديس أوسكار روميرو، رئيس أساقفة السلفادور آنذاك. وقد استشهد روميرو بعد ثلاث سنوات.

 

أما الكاهن الفرنسيسكاني كوزمي سبيسوتو فهو إيطالي وصل إلى السلفادور في عام 1951، واستشهد بالرصاص أثناء الصلاة على مذبح رعيته في 14 حزيران 1980. وكان معروفًا برسالته في أحد أفقر مناطق السلفادور. وقد رفض المغادرة رغم تهديدات القتل التي وجهت له.

 

وقد وصف مبعوث البابا فرنسيس، الكاردينال غريغوريو روزا شافيز، الطوباويين بـ"النماذج والمثال للجميع".

 

فيما قالت إحدى الحضور: "روتيليو ومانويل ونيلسون وكوزمي، هذه هي أسماء الضحايا الأبرياء الذين تمّ التضحيّة بهم على مذابح السلطة والمتعة والمال". وأضافت: "إنّ الدماء التي سفكت من قبل شهدائنا، والمرتبطة بذبيحة السيد المسيح على الصليب، هي بذرة للمصالحة والسلام".

 

وبين الأعوام 1977 و1989، قتلت فرق الموت والجنود 13 كاهنًا في السلفادور.

 

وكان البابا فرنسيس قد قال لكهنة أمريكا الوسطى، خلال زيارته إلى بنما عام 2019: "إنني من محبي روتيليو حتى قبل أن أتعرّف على روميرو بشكل أفضل. عندما كنت في الأرجنتين، أثرّت حياته على حياتي، كما أثرّت وفاته على حياتي". وأضاف: "لقد قال ما كان عليه أن يقول، إنما شهادته واستشهاده هي التي حرّكت روميرو في النهاية. هذه كانت نعمة".

 

هذا وأطلق قناص النار على أوسكار روميرو في 24 آذار 1980 بينما كان يحتفل بالقداس لمرضى السرطان في مراحلهم الأخيرة، وذلك في كابيلا المستشفى. وكان قبل أيام قد طلب في عظته من الجيش أن يوقف القمع. وأعلن البابا فرنسيس روميرو قديسًا في 14 تشرين الأول 2018.

 

وخلّفت الحرب، التي انتهت بتوقيع اتفاقات السلام عام 1982، أكثر من 75 ألف قتيل وحوالي 12 ألف في عداد المفقودين.