ذهب كاهن الرعية للاحتفال بقداس المساء في الموعد المحدد، فلم يجد أحدًا من المؤمنين. وبعد انتظار ربع ساعة، دخلت امرأتان مسنّتان، فقرر أن يبدأ القدّاس معهما. وبعد أن بدأ، دخل زوجان إلى الكنيسة وجلسا في المقعد الأخير.

على الرغم من إحباطه وعدم استيعابه سبب عدم مشاركة المؤمنين، احتفل الكاهن بالقدّاس بكلّ حبّ ووعظ بحماسة. ولكنه عندما عاد إلى البيت، كتب: إنه أتعس يوم في حياتي، وكان يومًا غير مثمر وفاشلاً في رسالتي. مع ذلك، لا يهمّ، فعلتُ كلّ شيء مع الله ومن أجله.

بعد خمس سنوات، قرّر الكاهن أن يتقاسم مع رعيته هذه القصّة، وعندما انتهى، وقف زوج وزوجة وقالا: "أبونا، الزوجان في القصّة اللذان كانا جالسَين في الأخير هما نحن! كنّا نعاني من مشاكل عديدة، فقررنا في ذلك اليوم أن نذهب إلى الكنيسة لنطلب الانفصال، فدخلنا إلى القدّاس وعندما سمعنا العظة قررنا أن نتراجع عن قرارنا. وبالنتيجة، نحن هنا اليوم مع حياة جديدة...

تأثّر الكاهن وأجهش بالبكاء، فما أعتبره فشلاً في تلك الليلة، صنع الله منه فيما بعد عملاً عظيمًا!

عش دعوتك بإخلاص بغض النظر عن عدد المستفيدين منها أو من يقيّمونها!

أعطِ أفضل ما لديك كل يوم لأنك في كلّ يوم ستكون أداة خير في حياة أحدهم!

في أسوء أيام حياتك، يمكنك أن تكون أيضًا بركة في حياة الآخرين!

الله يستخدم "الظروف السيئة" في حياتك ليصنع منها أعمالاً عظيمة!