موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الثلاثاء، ١٧ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
الكاتب والباحث حنا ميخائيل سلامة نعمان يكتب: خَوفي عليكَ!

حنَّا ميخائيل سلامة نُعمان :

خوفي عليكَ، أنتَ يا مَن تُرْكِن الإنجيل المقدس في رفٍ من رفوف بيتك معتبراً إياه للزينة، أو تقتنيه لإيهام من يزورك أنك وأهل بيتك مِن الحريصين على قراءَته ومن المتدبرين فيه والمتفكرين المتأملين بنوره وهدايته!

خوفي عليكَ، أنتَ يا مَن تَزعُم أنك مسيحي مُلتزم، ولا تعطِ لسيرة حياة المسيح ولوصاياه ومعجزاته، ولصلبه وموته وانتصاره على الموت بقيامته المجيدة شيئاً مِن وقتك مُدعياً أن لا وقت عندك.. متجاهلاً أنك نلتَ حُظوةً لا مثيل لها حين تعمدت فولدتَ ثانية للحياة الجديدة في المسيح!

خوفي عليك، أنتَ يا مَن تُنفِق الساعات مع أصحابك في مقاهٍ للنارجيلة والشيشة أو في التَّسكُّع معهم على الشوارع والطرقات ثمَّ السَّهر لِما بعد منتصف الليل.. ولا تُعطِ من وقتك حِصةً لكتاب الكُتب إنجيل الحياة.. فتلتقي من خلال كلمة الله الحَيَّة بالمسيح:" مَن كلام الحياة الأبدية عنده".

خوفي عليك، أنتَ يا مَن اصطادتك شبكات الاتصال فأخذتَ تصرف وقتاً طويلاً تحدق وتحملق وتتابع أخبار الخلان وذوي القُربى وتتواصل حتى مع أسماء وهمية مستعارة تُخفي هويتها الحقيقية.. ولا تبذل شيئاً من وقتك للشعاع الآسِر المتدفق من منارة المنائر إنجيل الحياة، كتاب الحياة!

خوفي عليك، أنتَ يا من تشكو التحديات والصعوبات والضيقات وخيبات الأمل.. إذ أين أنتَ من الإنجيل المقدس وكيف لا تلتجئ إليه وتعتصم به بإيمانٍ.. وفيه ما يمنحك قوة وتعزية وثقة وتدبيراً وإلهاماً.. وفيه ومعه تستكين نفسك وتستقيم حياتك!

خوفي عليك، أنت يا مَن تتقاعس، بل تخلق الحِجج والأعذار كيلا تتوجه إلى الكنيسة وأوقات القداديس قد رُتِّبت وازدادت لتوافق أوقاتك! فتحضُرَ وتشارك مع جماعة المؤمنين في الصلوات والتراتيل والتأملات وطلب الرحمة ولتتوجه ضيفاً إلى مائدة الرب للمناولة المقدسة، فالمسيح عينه هناك يُحِبّك ويريد خلاصك لتكون أهلاً للحياة الأبدية وللملكوت السماوي!

خوفي عليك، أنت يا من تركت المسيح وإنجيله الطاهر الشريف في أيام تعافيك وصحتِك وبحبوحتك ويُسْرِك ومَسَرَّتِك مِن أن يتركك في أيام اعتلالِك وضِيقِك وعُسْرِك وأزَمَتِك.. وكان أعطاك فرصاً كثيرة، بل وبحثَ عنك فتواريتَ وتجاهلتَ!

hanna_salameh@yahoo.com