موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الأحد، ٢٨ فبراير / شباط ٢٠٢١
القديس غابرييل لسيدة الآلام مَثل لشباب اليوم بشهادته الثمينة

فاتيكان نيوز :

 

بدأت في 27 شباط 2021 السنة اليوبيلية للقديس غابرييل لسيدة الآلام.

 

ولهذه المناسبة وجه البابا فرنسيس رسالة ذكَّر في بدايتها بمرور مئة عام على إعلان البابا بندكتس الخامس عشر قداسة غابرييل لسيدة الآلام الذي توفي في 27 شباط 1862 في بلدة Isola del Gran Sasso الإيطالية، وهو في الرابعة والعشرين من العمر. ويُبرز هذا كيف كانت شهادته المسيحية استثنائية وفريدة حتى أنه اعُتبر نموذجًا للكنيسة بأسرها وبشكل خاص للأجيال الشابة.

 

وتوقف البابا عند شخصية القديس غابرييل لسيدة الآلام، فقال: إنه كان شاب زمنه، مفعمًا بالحياة والشغف، يحفزه تطلع إلى ملء الحياة كان يدفعه إلى ما يتجاوز الواقع الدنيوي واللحظي ليكون المسيح ملجأه. بالتالي، يدعو هذا القديس شباب اليوم إلى أن يلمسوا في ذواتهم الرغبة في حياة ورضا لا ينفصلان عن البحث عن الله ولقاء كلمته ليُرسخوا عليها حياتهم، وعن خدمة الأخوة وخاصة الأكثر ضعفا.

 

 

القديس غابرييل لسيدة الآلام في سطور

 

هذا وتجدر الإشارة إلى أن القديس غابرييل لسيدة الآلام قد وُلد في الأول من آذار سنة 1838 في أسيزي لعائلة متيسرة الأحوال، واسمه فرنشيسكو بوسّينتي وهو الابن الحادي عشر من بين 13، وقد علمه والداه منذ الصغر الصلاة ونقلا إليه إيمانًا قويًا. توفيت والدته وهو في الرابعة من العمر في سبوليتو حيث انتقلت العائلة للعيش بعد تسلم والده منصبا رسميا هناك.

 

تعلم في المدارس اليسوعية حيث نما تعبده لمريم العذراء، وتأمَّل خلال سنوات الدراسة حول حياة المسيح والتناقض بين قيم الإنجيل والعالم. وفي سنة 1855 توفيت شقيقته بعد الإصابة بالكوليرا، ودفعه تأثره بهذا الحدث إلى التأمل في فراغ البهجة البشرية وفكر جديًا في الرهبنة لكن والده جعله يعدل عن هذا الميل. وفي 22 آب 1856 مرّ أمامه في طرقات المدينة تطواف يحمل أيقونة مريم، فشعر بأن العذراء تحدثه داعية إياه إلى أن يتبع دعوته، فغادر سبوليتو بعد 15 يومًا، وهو في الثامنة عشرة من العمر، وتوقف في مدينة لوريتو للصلاة إلى مريم ثم طلب في موروفالي الالتحاق برهبنة الآلام واختار اسم غابرييل سيدة الآلام. وتحدث في رسائله إلى العائلة عن مشاعر رضا وفرح لا يمكن وصفها مقارنةً ببهجة المتعة خارج الدير. وقال إنه لا يستبدل حتى ربع ساعة يقضيها هنا في الصلاة أمام العذراء بسنة أو أي وقت يمتلئ بعروض وترفيه المدينة.

 

أبرز نذوره في 22 أيلول 1857 وانتقل سنة 58 إلى بييفي تورينا لاستكمال دراسة الفلسفة وبدء دراسة اللاهوت، وكان ينمّي تعبده لسيدة الآلام ويكرس وقته للفقراء. وفي سنة 59 أُرسل إلى دير الحبل بلا دنس في Isola del Gran Sasso استعدادًا للسيامة الكهنوتية. وفي أيار 1861 نال السيامة الشماسية، إلا أن أوضاعه الصحية لم تكن جيدة وتم تشخيص إصابته بالسل وتوفي في 27 شباط 1862 في الرابعة والعشرين من العمر محتضنًا صورة المسيح على الصليب وأسفله العذراء سيدة الآلام.