موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٢
الفايز يرعى مؤتمر المركز الكاثوليكي حول الدروس التي تعلمها العالم من الجائحة
الفايز يرعى مؤتمر المركز الكاثوليكي حول الدروس التي تعلمها العالم من الجائحة (تصوير: ليث خوري / موقع أبونا)

الفايز يرعى مؤتمر المركز الكاثوليكي حول الدروس التي تعلمها العالم من الجائحة (تصوير: ليث خوري / موقع أبونا)

أبونا :

 

رعا رئيس مجلس الأعيان دولة الأستاذ فيصل الفايز، صباح اليوم الثلاثاء، المؤتمر الذي نظمه المركز الكاثوليكيّ للدراسات والإعلام، بالتعاون مع مؤسسة الأنشطة التربويّة في أوروبا الشرقيّة في هولندا، والذي تناول العبر والدروس التي تعلمها العالم من جائحة كورونا.

 

ولفت الفايز إلى أنّ الدول قد اتخذت العديد من التدابير القاسيّة لمواجهة الوباء والحدّ من أعداد الوفيات والمصابين، كما دفعتهم إلى إعادة النظر في السياسات الاقتصاديّة والصحيّة والتعليميّة بهدف تجاوز الوباء والاستعداد المستقبلي لأي حدث مشابه، كما كشفت على القدرات المتباينة للدول وإمكانياتها في تقليل الخسائر، وأهميّة دور الدولة في امتلاك منظومة صحيّة قويّة، وضرورة رفع مستوى الواقع الصحيّ وتكامل الأدوار في مختلف القطاعات الصحيّة العامة والخاصة، وإدراك المخاطر الناجمة عن أي وباء في المستقبل.

 

رئيس مجلس الأعيان متحدثًا خلال المؤتمر

كما أشار إلى أنّ الجائحة أوجدت أيضًا بعض السلوكيات السلبيّة غير المقبولة إنسانيًّا واجتماعيًّا ودينيًّا، كالخوف في التعامل مع الأطقم الطبيّة والمصابين بكورونا كأشخاص غير مرغوبين فيهم، لا بل ذهب البعض إلى محاولة تجاهل الفيروس والحديث عن مؤامرة، إلا أنّه ورغم الظواهر السلبيّة هذه فقد كانت هنالك ظواهر إيجابيّة تمثّلت في الكثير من المبادرات الفرديّة والجماعيّة، كنشر الوعي من مخاطر الوباء، وتقديم المساعدات للمحتاجين، وتعزيز التكافل الاجتماعي في المجتمع.

 

وقال الفايز: لم نكن في الأردن بمعزلٍ عن تداعيات الوباء، فقد تمّ اتخاذ إجراءات وتدابير استباقيّة جعلته أنموذجًا في طريق التعامل مع الوباء، ومنحته القدرة على احتواء انتشاره وتقليص الخسائر وإبقائه تحت السيطرة، مؤكدًا على أنّ النظرة الاستشرافيّة لجلالة الملك عبدالله الثاني مكنتنا من التعامل الناجح مع الجائحة، والموازنة ما بين الحفاظ على صحة المواطنين، واستدامة الحياة الاقتصاديّة والمعيشيّة، وديمومة النظام التعليميّ، وعمل مختلف المؤسّسات من جهة أخرى.

المشاركون في المؤتمر

أضاف: أصبحت التجربّة الأردنيّة، وبفضل توجيات جلالة الملك، في التعامل مع كورونا محطّ أنظار الجميع، وشكّلت في ذات الوقت قصة نجاح أردنيّة تدلّ على قدرة مؤسساتنا الوطنيّة على الإنجاز في أصعب الظروف، والانتقال من طريقة العمل بالفزعة إلى نظام العمل المؤسّسي، ووفق منهجيّة واضحة، كما أثبت التعامل مع الوباء قدرة مواطنينا على التضحيّة والصبر من أجل الوطن والحفاظ على صحتهم.

 

ولفت الفايز إلى أنّ الجائحة دفعتنا إلى ضرورة إعادة النظر في العديد من السياسات المتعلقة بضرورة الاعتماد على الذات، ومنها ما يتعلّق بالأمن الغذائي وديمومته، وقد أثبتت الجائحة أنّنا في الأردن، قيادة وشعبًا، قادرين على تجاوز أشد الأزمات، راجيّصا أن تشكّل جائحة كورونا وتداعياتها عبرة للجميع لتفادي مخاطر مثل هذه الأوبئة وتقليل خسائرها، مؤكدًا على أهميّة إنشاء مركز عربي لمكافحة الأوبئة وتوفير الدعم اللازم لتمكينه من إجراء البحوث ووضع الخطط العلاجيّة والوقايّة الاستباقيّة.

مدير المركز الكاثوليكي متحدثًا خلال المؤتمر

من جهته، أشار مدير المركز الكاثوليكيّ الأب د. رفعت بدر إلى أنّ المؤتمر يأتي بالتزامن مع مرور عشر سنوات على تأسيس المركز الكاثوليكي، لافتًا إلى أنّ المؤتمر ينظر بعين أولى إلى الماضي، ولكن بالعين الثانيّة إلى المستقبل، لنشكر الله العلي أولاً على نعمة تعافي الوطن والأسرة البشريّة من عدو صغير لكن كانت آثاره كبيرة ومدمرة، وثانيًا للتفكير في الدروس والعبر والإشارات.

 

وقال: لم يبخل علينا الوطن بالجهود الأمنيّة والصحيّة في فترة عصيبة، بدءًا من "شدة وبتزول" لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي ألهب في النفوس المعنويات العالية، وجعل الخوف يتبدّد والعزاء يدخل إلى البيوت الكئيبة والخائفة، فرافقته جهود الجيش والأمن والدفاع المدني وكل المؤسّسات الإعلاميّة التي لم توفر جهدًا لخدمة المواطن والإنسان والإنسانيّة. فكلّ التحيّة لمملكتنا الحبيبة التي كرّسة كل جهود جنودها البواسل، لخدمة الإنسان والحفاظ على صحته وكرامته الإنسانيّة.

الممثّل المفوّض عن مؤسسة الأنشطة التربويّة متحدثًا في المؤتمر

أمّا الممثّل المفوّض عن مؤسسة الأنشطة التربويّة في هولندا السيّد مارتن جانسن، فقال إنّ جميع الأطياف السياسيّة في هولندا تدرك تمامًا أهميّة الأردن واستقراره، مؤكدًا على أنّ المملكة تشكّل مثالاً مضيئًا لما يجب عليه أن يكون العالم. ولفت إلى أنّه منذ العام 2013 نظمت المؤسّسة العديد من الأنشطة واللقاءات في الأردن، وفي العام 2019 نظمت أول مؤتمر لها في المملكة بالتعاون مع المركز الكاثوليكيّ.

 

وأضاف: لقد جعلت جائحة كورونا العالم مكانًا مختلفًا، ووضعت كلّ الناس والمجتمعات في العالم في ذات الوضع تمامًا، من إغلاقات أثرّت على حياة الأشخاص اليوميّة، وعاشت معها الإنسانيّة جمعاء نفس الحالة البشريّة وعانت ذات الآلام. وتطرّق لبعض الأمثلة حول التأثير الاجتماعي والتعليمي للجائحة على مجتمعات العالم، لافتًا إلى المؤتمر يهدف إلى مشاركة الخبرات التي عاشها العالم للخروج بعبر ودروس إيجابيّة ومفيدة.

المتحدثون في الجلسة الأولى من المؤتمر

وخلال الجلسة الأولى من المؤتمر التي أدارتها الإعلاميّة نسرين أبو صالحة، تطرّق معالي الدكتور جواد العناني إلى الدورس الاقتصاديّة التي تعلمها العالم من كورونا، والأب بشير بدر حول الأجواء الأسريّة أثناء الجائحة، فيما تطرّقت السيّدة رهام الزغيّر إلى النواحي التربويّة، والدكتور جمال الشلبي إلى الدروس السياسيّة.

 

وفي الجلسة الثانيّة التي أدارتها الإعلاميّة علا شخشير، تحدّث السيّد طارق رزق الله عن الدور الذي قام به المركز الكاثوليكي أثناء الكورونا، وبيّن نتائج الدراسة التي أجريت على ألفي مشارك حول إسهام المركز بإيصال الصلوات الدينية، عبر مواقعه الإعلاميّة. وتحدث الدكتور زياد شخانبة عن الإعلام ودوره الرئيسي خلال الجائحة، فيما قدّمت السيّدة ربى الريحاني نظرة مستقبليّة للبشريّة ما بعد الوباء.

المتحدثون في الجلسة الثانية من المؤتمر

هذا وشارك في المؤتمر، الذي أدارته الإعلاميّة رزان سلامة، عدد من المختصين والأساتذة، والقائم بأعمال السفارة البابويّة في الأردن المونسنيور ماورو لالي، وممثلو الكنائس الأردنيّة، وممثلو دائرة الإفتاء ودائرة قاضي القضاة، وشخصيات مدنيّة وأكاديميّة، وطلبة جامعيون من الجامعات الأميركيّة في مادبا، وفيلادلفيا، الجامعة الألمانيّة الأردنيّة، جامعة الطفيلة وجامعة اليرموك.