موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الإثنين، ١٠ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
الخوري جوزف سلّوم يكتب: يداي فارغتان

الخوري جوزف سلّوم :

 

أعظّمك يا ربّ، وأعتصم بك، وأبارك اسمك على الدوام.

سيّدي، باكرًا جدًّا، قبل بزوغ النور، خرجت إليك،

أتيت لأقيم في خيمتك، أسكن جبل قدسك،

أفرح وأبتهج بك، أرفع نحوك يديّ

العابقتين بأريج ميرون يوم تكرّسي…

أنظر مليًّا إليهما يا سيّد، فإنهما أصبحتا فارغتين

بسبب بؤسي ومضايقي وشدائدي وعنائي وآثامي…

إليك أصرخ، وعليك توكّلت، وإيّاك رجوت،

ذرّيت على يديّ رماد توبتي وانسحاق قلبي.

أرفع يديّ إلى قدس أقداسك ملتمسًا سبيل الاستقامة،

سامحني سيّدي، فلم تنجز يديّ شبيه ما أبدعت يداك،

صنعت يداي شرورًا وفسادًا ولم تبتغيا السلام،

وحماقاتي سبّبت لي جروحًا، وفاضت دموعي،

فلا تجازني ربّي حسب أعمالي،

بل بحسب غنى مراحمك وفيض نعمك.

استمع لصلاتي وأصعدني من هاوية جحيمي وغربتي،

امسك يميني واعفُ عنّي،

بتسليم مطلق أضع يديّ وحياتي بين يديك…

 

في اعتمادك أيها المسيح على نهر الأردن،

انشقّت السماوات التي أرسلك الآب منها شاهدًا ومعلنًا:

أنت ابني الحبيب، بك سررت! فيروي لنا آباؤنا الروحيّون

أنك نزلت إلى أعماق المياه، وخبّأت فيها كنزك،

فكل من يعتمد بالمسيح وينغمس به، ينزل إلى أعماق المياه،

فينال هذا الكنز الثمين وهذا الميراث ويحظى بالحياة الأبديّة.

أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم!

إننا نلبس بالمعموديّة النور رداء،

نلبس عواطف الحنان واللطف والتواضع والوداعة والصبر،

فيحفّزنا القديس بولس بقوله: “والبسوا فوق ذلك كلّه ثوب المحبّة،

فإنها رباط الكمال” (كو 3: 13).

نحمل شعلة نعمة المعموديّة في آنية من خزف

ونثبّتها في اعترافات الإيمان، فتثمر فينا تلك القداسة الجديدة،

ونكمل معك كل برّ، نلبسه، فإننا نلبسك أيها المسيح،

ونتّحد بك غير أن الحقيقة أنك أنت بادرت ولبستنا،

لبست إنسانيّتنا وجسدنا، وشابهتنا في كل شيء ما عدا الخطيئة،

ودعوتنا لنلبسك كثوب لا يفنى،

ودعوتنا إلى أن نحافظ على بهاء ثوب معموديّتنا،

فننال تلك المسحة التي لا تمحى، تلك علامة الملكوت!

بامتنان نشكرك لأنك أعطيتنا نعمة أن نصير أبناء الله بقبولنا لك،

فإنني عابر إلى حضن الآب، عندها، يعلّمنا الروح مناداتك: أبّا!