موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٤ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١
البطريرك يونان يحتفل بقداس يوبيله الكهنوتي الذهبي والأسقفي الفضّي

أبونا :

 

أحيت الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية اليوبيل الكهنوتي الذهبي (1971-2021) واليوبيل الأسقفي الفضّي (1996-2021) للبطريرك إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وذلك بقداسٍ إلهي حبري مهيب احتفل به غبطته، بمشاركة آباء سينودس الكنيسة، وبحضور ومشاركة أصحاب القداسة والغبطة البطاركة ورؤساء الكنائس وممثّليهم، وأساقفة وإكليروس وجماهير المؤمنين، وذلك في الكنيسة الكبرى في مقرّ الكرسي البطريركي بدير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان.

 

وبعد الإنجيل المقدس، ألقى البطريرك يونان عظة روحية بالسريانية والعربية، بعنوان "ماذا أردُّ للرب عن كلّ ما أحسنَ به إليّ؟ أرفعُ كأسَ الخلاص، وأدعو باسم الرب" (مز116: 12)، قدّم خلالها غبطته الشكر للرب الذي أهّله للاحتفال بهذه المناسبة المباركة، معربًا عن فرحه وتأثّره، شاكرًا آباء السينودس السرياني الأنطاكي الذين دعوا إلى هذا الاحتفال، مثمّنًا حضور ومشاركة البطاركة والأساقفة والإكليروس والمؤمنين، وسائلاً الجميع أن يصلّوا من أجله كي يرضى الرب عن خدمته.

 

وأكّد على افتخاره بالرب الذي يقوّيه ويعضده حتّى في ضعفه وفشله، منوّهاً إلى أنّ "اليوبيل هو لحظةٌ مفصليةٌ في حياة الإنسان، فيها يقف متأمّلاً بما مضى من أيّامٍ وسنواتٍ، باركه فيها الرب، فيجدّد العهد معه بمتابعة العمل كي يأتي بالثمار اليانعة، ثلاثين وستّين ومئة. فاليوبيل ليس توقّفاً، إنّما هو إكمالٌ للمسيرة بالتجدّد، فينفُضَ الإنسان غبار الماضي، ويجدّد شبابه، متّكلاً على نعمة الرب الذي "يجدّد كالنسر شبابه"، فيحلّق في سماء الروح، وتكون مسيرته أنشودة تسبيحٍ وشكرٍ للرب".

 

وشدّد غبطته على أنّه سعى على الدوام "لأكون خادماً أميناً على ما استودعني إيّاه الرب، فأدبّر بيته حسناً. فكانت النجاحات الكثيرة التي منَّ بها عليَّ، كما الإخفاقات التي واجهَتْني، لكنّي تغلّبتُ عليها بقوّة الرب، ومؤازرة الإخوة والمحبّين"، مستعرضاً مسيرة حياته وخدمته الكهنوتية والأسقفية والبطريركية حتّى هذا اليوم، من إكليريكية دير الشرفة في لبنان والحسكة ورعية سيّدة البشارة في بيروت والولايات المتّحدة الأميركية وكندا، وصولاً إلى الخدمة البطريركية، حيث عمل جاهداً في تطبيق شعاره "صرتُ كلاً للكلّ".

 

وتناول الأوضاع العامّة في لبنان وبلاد الشرق وعالم الانتشار حيث يتواجد السريان، وعاد بالذاكرة "إلى أرض الآباء والأجداد، وأنا ابنُ عائلةٍ نازحةٍ مهجَّرةٍ من بلدة قلعة مَرا قرب ماردين في تركيا، نزح والديَّ إلى الحسكة في الجزيرة السورية، طفلين، مثل كثيرين من أهل إخوتي الأساقفة والكهنة والمؤمنين الحاضرين معنا اليوم. لكنّهم حافظوا على الإيمان متّقداً في قلوبهم، رغم كلّ المحن والنكبات، وأضحوا عائلاتٍ شهيدةً ومعترفةً، وربّوا أولادهم على هذا الإيمان والتعلّق بالكنيسة، ولم ينتظروا أن يبقوا في مخيّماتٍ، تساعدهم منظّماتٌ ودولٌ، بل اتّكلوا على أنفسهم وعاشوا حياةً كريمةً في البلاد التي التجأوا إليها، أكان في لبنان وسوريا والعراق وفي بلاد المهجر". 

 

وجدّد البطريرك يونان "الدعوة لنا جميعاً لتجديد هذا الإيمان وتقويته والعيش بموجبه على مثال آبائنا وأجدادنا، والإعتزاز بأمّنا الكنيسة المقدسة. وهنا أذكر بعاطفة الشكر والامتنان إخوتي وأخواتي وعائلاتهم، وهم أغلبهم في المهجر، وأخصّ بالذكر شقيقتي "أمّ سامر" التي تحضر باسمهم معنا اليوم والقادمة من حمص - سوريا، وأترحّم على روح والديَّ العزيزين صاحبَي الفضل الأول عليَّ بعد الله". وختم سائلاً الرب أن يعينه "على المواظبة في عملي وخدمتي بالتواضع والبساطة والوداعة، فأستحقّ الطوبى المُعدَّة للعاملين الصالحين"، مجدِّدًا "شكري لجميعكم فردًا فردًا، وخاصّةً للذين تعبوا في الإعداد لهذه المناسبة، ومؤكّدًا أنّ افتخارنا ليس بعمل نعمله إنما بالرب الإله يسوع المصلوب".

 

وألقى المطران أفرام يوسف عبّا كلمة بهذه المناسبة باسم آباء سينودس الكنيسة السريانيّة، أعرب فيها عن جزيل الشكر والامتنان لغبطته على رعايته للكنيسة. كما ألقى السفير الفاتيكاني في بيروت المطران جوزف سبيتيري رسالة البركة التي وجّهها البابا فرنسيس إلى البطريرك يونان بهذه المناسبة. كما ألقيت كلمات تهنئة من قبل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وبطريرك السريان الأرثوذكس اغناطيوس أفرام الثاني، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، والرسالة التي وجّهها الكاثوليكوس آرام الأول كيشيشيان.

 

وألقى القيّم البطريركي العام وأمين سرّ بطريركية السريان الكاثوليكيّة المونسنيور حبيب مراد كلمة أشار فيها إلى أنّ الدائرة البطريركية قد أصدرت في هذه المناسبة العزيزة كتابًا يؤرّخ محطّاتٍ بارزةً من حياة البطريرك يونان وخدمته، بعنوان "أكثر من خمسين سنةً من الخدمة والعطاء"، وقد أشرف على العمل المطران أفرام يوسف عبّا، وقدّمه كهدية باسم أبرشية بغداد.