موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
البطريرك ساكو: قرار البابا فرنسيس لقى ارتياحًا وفرحًا لدى النساء في الكنيسة

الكاردينال لويس روفائيل ساكو :

 

قال البطريرك الكلداني، الكاردينال لويس روفائيل ساكو: "إنّ الإرادة الرسولية الجديدة للبابا فرنسيس، والتي تمنح النساء بشكل قانونيّ رتبة القارئ والشدياق في خدمة المذبح، تُعد انجازًا مهمًا وذات مغزى كبير، وقد استقبلت النساء قرار البابا هذا بارتياحٍ وفرح".

 

وكتب غبطته: "أخذت المرأة مكانها في المجتمع الحاليّ في مجال الإدارة والقيادة والسياسة والاقتصاد والتعليم، فهناك رئيسة للجمهورية ورئيسة للوزراء ووزيرات... لذلك لا يمكن اقصاؤها في المجال الكنسي. وقد أولى االبابا فرنسيس منذ بداية حبريته اهتمامًا خاصًا بدور المرأة في الكنيسة، وعيّن عددًا من النساء في الدوائر الرومانية وفي مناصب سياديّة. إنه يطمح ان يكون لهنَّ تأثيرٌ حقيقيٌّ وفعّال في التنظيم، واتخاذ القرار وقيادة الجماعة، بأسلوبهنَّ الخاص وببصمتهنَّ الأنثوية".

 

وأوضح أنه من خلال الإرادة الرسوليّة الجديدة "يُعلن البابا فرنسيس قانونيًا أنه بإمكان النساء الحصول على هاتين الخدمتين الشدياق والقاريء اللتين تُمنحان من خلال رتبة ليتورجيّة تشرّعها. ويستند  قرار البابا إلى الطابع العقائدي للمعمَّد والمثبَّت بالميرون باشتراكه في الكهنوت الملوكي العام. كما يذكر أنه استمع إلى آراء الأساقفة في السينودسات التي عقدت بروما". لكن البطريرك ساكو شدّد على أنّ "هذه الخدمة لا تنسحب على كهنوت المرأة وتبقى مختلفة جوهريًا عن خدمة الاشخاص الذين نالوا سرّ الكهنوت بالرسامة"، مؤكدًا "لا طابع أسراري sacramental (نابعة من الأسرار السبعة) لهذه الخدمة".

 

وأشار إلى أنّ" مشاركة النساء في خدمة المذبح ليس أمرًا جديدًا في الكنيسة، وخصوصًا في الكنائس الشرقية التي حافظت مدى تاريخها الطويل على وجود الشماسات فيها. لكن الجديد في الكنيسة الرومانية هو الاعتراف القانوني بهنَّ والتفويض المؤسساتي، إذ كانت هذه الخدم مقتصرة على الذكور وحدهم".

 

وأردف: "نجد جذور هذه الخدمة في العهد الجديد وفي تقليد الكنيسة الاولى. يذكر مار بولس ’فيبي‘ شماسة قنخرية (رومية 16/ 1-2). ونجد ذكر الشماسات عند اوريجانس وفي كتاب الديدسكاليه، ويخصص لها كتاب الرسامات في الكنيسة الكلدانية رتبة خاصة، لكن دورهن ومكانتهن يختلفان عن دور الشماس الانجيلي الذي لرسامته طابع الأسرار. أما الشماسات فكن يعلّمن السيدات في البيوت، ويساعدن في تعميد الإناث، وفي خدمات وأعمال المحبة. ومنذ سنوات لنا شماسات في كنيستنا الكلدانية. جاء في الصلاة الثانية الأساسية لرسامة الأساقفة ما يلي: ’وشحه يا رب قوةً من السماء ليرسم بفضل موهبتك كهنة وشمامسة انجيليين ورسائليين وقارئين وشماسات لخدمة الكنيسة المقدسة‘ (كتاب الرسامات طبعة روما 1957 ص 217)".

 

وخلص البطريرك ساكو في مقاله إلى القول: "إني أرى أن تشريع البابا فرنسيس الجديد للكنيسة الجامعة اعترافٌ بكاريزما المرأة المسيحية، ويُعطيها قوة روحيَّة واسهامًا متنوعًا في مجال حياة الرعية وتعزيز الوحدة والشركة بين المؤمنين من كلا الجنسين".