موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
البطريرك ساكو: ثلثا المسيحيين هاجروا والميليشيات تستولي على العقارات
البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو

البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو

المدى :

 

دعا البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو، العراقيين إلى التكاتف والمغفرة فيما بينهم والوقوف مع الدولة بوجه الميليشيات والسلاح المنفلت. وكشف عن استيلاء بعض الجهات على املاك المسيحيين، لافتًا إلى أن عدد المسيحيين في العراق انخفض من مليون ونصف إلى 500 ألف تقريبًا.

 

وقال البطريرك ساكو خلال برنامح تلفزيوني، إنّ "بيوت وعقارات المسيحيين زُورت سنداتها ومازالت مسيطر عليها من جهات، وفي سهل نينوى عادت العوائل لكن هناك قلق من الوضع الأمني". وأضاف إن "الدولة لم تقدم شيئًا للمناطق المسيحية التي تضررت من داعش، الكنائس والمنظمات هي من قامت بإعادة ترميم المدارس وبعض الكنائس".

 

ولفت إلى أنه "لا يوجد اهتمام بالمكون المسيحي في العراق رغم أنه مكون مسالم وولاؤه للدولة، لكن الدولة أدارت ظهرها له وهذا يحز في انفسنا". وتابع "لا يوجد جمرك على الكلام. فقط نسمع كلام طيب وخطابات والناس باتت تفقد الثقة ليس فقط المسيحيين بل جميع المواطنين، فقدوا الثقة".

 

وأشار إلى أن "عدد المسيحيين في العراق قبل عام 2003 كان يقدر بـمليون ونصف المليون، لكن هاجر منهم قرابة المليون والمتبقي نصف مليون تقريبًا"، لافتًا إلى أن "هناك محاولات ونشر أخبار لتخويف المسيحيين وجعلهم يهاجرون على أنه لم يتبق مسيحيون في العراق". واستدرك بالقول: "ما يجري كانما التاريخ يعيد نفسه، كما حصل مع اليهود سابقًا من تهجير، الهدف هو الاستيلاء على أملاكهم"، موضحًا أن "المسيحيين قدموا ترجمات مهمة من اليونان وثقافات اخرى وخدموا الثقافة العراقية".

 

وحول زيارة البابا فرنسيس المنتظرة إلى العراق، قال البطريرك ساكو، إنّ "العراق بلد محوري فمنه انطلقت الديانات الإبراهيمية اليهودية والمسيحية والإسلام، وهناك تراث مهم في البلاد، والعراق عانى حروبًا كثيرة وعانى فيه المسيحيون"، مشيرًا إلى أن "البابا سيأتي ليوجه رسالة سلام ومحبة من العراق، لاحترام الآخر والحق على التقدم والازدهار، فنحن أبناء عائلة واحدة بدل تمزيق بعضنا لنتعاون لنعيش بسلام".

 

ودعا البطريرك الكلداني لويس روفائيل ساكو، خلال مقابلته، العراقيين إلى أن "يغفروا لبعضهم البعض، ليعيشوا بسلام، عقدين من السنين ذهبت وتدمرت، وحان الوقت للنظر الى البعيد لتحقيق السلام والاستقرار من أجل سيادة البلد والحفاظ على بلدهم"، مشيرًا إلى أنّ "الكل يتحدث عن الحوار لكن الواقع هو حوار البارود، والكل يريد أن يسيطر على المناصب".

 

وقال "يجب الاستماع للآخر ومن ثم التكلم للوصول إلى فضاء مشترك للعمل، قتل الآخر وإثارة الآخرين وفرض الأفكار بالقوة لا ينفع"، منوهًا إلى أن "حوار الدين كثير متقدم عن الحوار السياسي، بل إنه لا يوجد حوار سياسي أصلاً، حيث الشيعة متشظين والسنة متشظين والآخرين متشظين". وحول تمثيل الأقليات في مجلس النواب، قال ساكو "الخلل بالدستور والقوانين وفي البرلمان من المفترض أن أي عراقي هو يمثل الكرد، غير صحيح أن يكون التمثيل السياسي على أساس طائفي وقومي"، مؤكدًا أن "الكوتا المسيحية المكونة من 5 مقاعد هي مختطفة، ولا تستطيع أن تفعل شيئًا، الكتل الكبيرة هي من تصوت وتربح المرشحين، فعندما نحتاج شيئًا نذهب إلى المسلمين، فهم يتفهمون مشاكلنا أكثر من الكوتا المسيحيين في البرلمان".

 

وتابع البطريرك ساكو أنّ "الدولة ليست لها القدرة على فرض هيبتها والقانون وتحقيق العدالة، فالميليشيات أقوى من الدولة، والعراق يحتاج إلى وقت ووعي من الموظفين على ألا يقبلوا بالتزوير الذي يجري". وأوضح "نحن على مفترق طرق، ونسير نحو الاسوأ إذا لم يتكاتف العراقيون، حيث أن الانتماء للخارج يأخذ بنا للأسوأ". وفي الختام دعا البطريرك ساكو إلى "الوقوف مع الدولة لتقوية البلد لأن الشر ليس له مستقبل، والفساد حرام، والعراق يحتاج إلى صحوة ضمير وأخلاق".