موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٨ سبتمبر / أيلول ٢٠١٩
البطريرك الراعي يفتتح مؤتمر ’التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس‘

البطريركية المارونية :

افتتح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، الأربعاء، في حديقة البطاركة في الديمان أعمال المؤتمر الأول حول "التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس" بدعوة من رابطة قنوبين للرسالة والتراث.

وألقى البطريرك الراعي كلمة رحب فيها بالحضور وقال: "يطيب لي أن أرحب بكم جميعًا في هذا المؤتمر الخاص بالتراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس. ومعكم أوجه كلمة شكر وتقدير لرابطة قنوببن للرسالة والتراث، التي دعت إلى عقد هذا المؤتمر ونظمته موجهة دعوتها الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نحييه والى أصحاب الغبطة بطاركة الشرق ورؤساء اساقفة من مختلف الكنائس المعنية بتراث الوادي المقدس المشترك. كما وجهت الدعوة إلى اختصاصيين في التاريخ وعلم الآثار على تنوّع مضامينه، وسنستمع الى مداخلاتهم القيّمة".

وأضاف: "أوّد توجيه تحيّة ترحيب بسيادة المطران تيوكليتوس راعي ابرشية stagon وMeteora ونشكره على زيارته من أجل تعزيز روابط التوأمة بين الوادي المقدس في قنوبين وميتيورا في اليونان. وتؤلمنا كما تؤلم قداسة الكاثوليكوس آرام الأول وفاة والدته المرحومة لوسين، التي تقام في هذه الأثناء صلاة الجنازة لراحة نفسها في كاثوليكوسية انطلياس. إننا ننضم إليه وإلى أشقائه وذويه بالصلاة والاسى، ولنقف ونصلي الابانا والسلام لراحة نفسها".

تابع: "عندما نتكلم عن الوادي المقدس الموضوع على لائحة التراث العالمي، لا نتحدث فقط عن الآثار والأطلال التي تعود الى الماضي. فالوادي المقدس، بمختلف اقسامه : من وادي قاديشا الى وادي قنوببن، مرورا بوادي مار أنطونيوس قزحيا وصولا إلى وادي حمّاطوره، مأهول بأدياره وشعبه. فوادي قنوببن على سبيل المثال يحتضن كرسيا بطريركيا عاش فيه البطاركة الموارنة اربعماية سنة في عهد العثمانيين، وما زالت الحياة الروحية نابضة فيه بعناية الراهبات الانطونيات. وترانا أمام قرية لبنانية لها مختارها وشعبها ورعيتها قائمة انها رعية قنوببن التي يخدمها الكهنة باستمرار واليوم كاهنها الخوري حبيب صعب".

وقال: "من المعروف أن الوادي المقدس يحمل ميزة قنوببن. ولكن بكل أسف الطريق إلى قنوببن، حيث الكرسي البطريركي والرعية والقرية المأهولة، هو من أصعب الطرق لكونه ترابيا وحجريا الأمر الذي يحرم معظم الحجاج والسواح من الوصول إليه. ولا زلت حتى اليوم ومنذ بداية خدمتي البطريركية في آذار 2011 اناضل واطالب شخصيا بتعبيد هذا الطريق. أطالب مديرية الآثار والاونيسكو ولكن من دون جدوى، وهذا امر معيب لأنه من حق كل سائح الوصول إلى هذا الوادي المقدس، والتمتع بمناظره، والصلاة في حناياه ومعابده، وتمجيد الله الخالق فيه".

وختم البطريرك الراعي:" كل الشكر "لرابطة قنوببن للرسالة والتراث"، رئيسًا وامين سر وأعضاء، على عملهم الدؤوب من اجل استخراج تراث الوادي المقدس، وإعطائه حياة، واطلاقه رسالة وعسى ان تندرج الغاية من هذا المؤتمر في هذا السعي. فيكون المؤتمر دافعًا للدولة اللبنانية، بوزاراتها المختصة، كي تعير كبير اهتمامها إلى الوادي المقدس كمعْلم وطني وروحي ثمين وعنصر أساسي للسياحة المدنية والدينية. بارك الله أعمال هذا المؤتمر، وبارك كل الذين يتكلمون فيه على كل ما يغنون به تاريخنا وثقافتنا وروحانيتنا".

وفي ختام الإفتتاحية قلد البطريرك الراعي نجيب ساويروس وسام سيدة قنوبين من الدرجة الاولى على مبادرته بالمشاركة في احياء تاريخ الوادي المقدس من خلال تقديمه لأعمال بناء بيت "الذاكرة والإعلام "في حديقة البطاركة حيث يعمل فريق متخصص لجمع الوثائق التاريخية للمساهمة في نقل التراث المشرقي حول العالم وذلك وفاء منه للأعلام المسيحيين المشرقيين.