موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٥ مايو / أيار ٢٠٢٢
البابا: يمكن لكبار السنّ أن ينقذوا شباب اليوم من تجربة المعرفة المجردة من حكمة الحياة

أبونا :

 

أجرى البابا فرنسيس، صباح اليوم الأربعاء 25 أيار 2022، في ساحة القديس بطرس بحاضرة الفاتيكان، مقابلته العامة الأسبوعيّة مع المؤمنين، حيث واصل قداسته تعليمه حول الشيخوخة، متحدثًا عن الشيخوخة وسفر الجامعة في الكتاب المقدّس (العهد القديم).

 

وقال: يحتوي سفر الجامعة يحتوي على بعض التّعابير، منها: كلُ شيءٍ باطل، كلّ شيءٍ ضباب ودخّان وفراغ. وهذه التّعابير في الكتاب المقدّس تحملنا على الشكِ في معنى الوجود نفسه. وأمام هذا التقلّب بين المعنى واللامعنى، يمكن أن تبدو لنا طريق اللامبالاة على أنّها الحلّ الوحيد المناسب تجاه خيبة أملٍ تشمل الحياة.

 

ولفت إلى أنّ اللقاء مع خيبة الأمل في الشيخوخة أمرٌ لا مفرّ منه، لكن البابا فرنسيس أشار في تعليمه الأسبوعيّ إلى أنّ بعض كبار السّن قد قاوموا خيبة الأمل هذه، فحافظوا على حُبّهم للبّر والصلاح، وأعطوا بذلك أملًا لبقاء المحبّة والإيمان في الحياة.

 

وأوضح بأنّ البحث الحديث عن الحقيقة قد حاول أن يتخلّى تمامًا عن حبّ البر والصلاح، لافتًا إلى أنّ المعرفة في هذه الأيام تريد أن تكون شاملة وجامعة، لكن من دون التزام أخلاقيّ ومن دون مسؤوليّة. وأكد البابا فرنسيس في هذا السياق، على أنّ سفر الجامعة قد كشف عن هذه التجربة القاتلة لوهم العلم المُطلق، والذي يُولّد في النهاية عجزًا في الإرادة.

 

وقال: إنّ الفراغ من المعنى والقوّة الذي تؤدي إليه هذه المعرفة، التي ترفض كلّ مسؤوليّة أخلاقيّة وكلّ توجّه نحو الخير الحقيقيّ، ليس أمرًا بريئًا، إنما يُجرّد الإنسان من قوّة الإرادة والتوجه نحو الخير، ويفتح الباب لعدوانيّة قوى الشرّ. وخلص البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعيّ إلى القول: إنّ تقدّم العلم أمرٌ جيّد، لكنّ رفضه لحكمة الحياة هو أمرٌ مُضرّ، ويؤدّي إلى طريق مسدود. وكبار السنّ المليئون بالحكمة يمكنهم أن ينقذوا الشباب من تجربة المعرفة المجردة من حكمة الحياة.