موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٢
البابا: اللجوء إلى السلاح لحل الصراعات هو مؤشر ضعف وهشاشة

فاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس هذا الجمعة في الفاتيكان أعضاء المنظمة غير الحكومية "قادة من أجل السلام"، ووجه لضيوفه خطاباً أكد فيه أن اللجوء إلى السلاح لحل الصراعات هو مؤشر ضعف وهشاشة، موضحًا أن التفاوض والوساطة وإطلاق المصالحة، جهد يتطلب الشجاعة، ولفت إلى أن الأشخاص الضعفاء لا يريدون سلامًا نظريًا بل أملاً في الحياة.

 

واعتبر أن كون الإنسان "قائدًا من أجل السلام" في الزمن الذي نعيشه اليوم يشكل مسؤولية كبيرة وليس التزامًا وحسب. ولفت إلى أن العائلة البشرية التي تهددها الحرب، تواجه اليوم الخطر الأكبر، ألا وهو: انعدام الإرادة في بناء السلام. وقال: إن خبرة ضيوفه تعلمهم أنه إزاء الحرب تتمثل الخطوة الأولى في إسكات الأسلحة قبل الشروع ببناء حاضرِ ومستقبل التعايش والمؤسسات والبنى والخدمات، مشيرًا إلى أن السلام يتطلب أشكالاً من المصالحة والقيم المتقاسمة، ومسارات من التربية والتنشئة.

 

وقال البابا فرنسيس: إن بناء السلام يتطلب منا أن نكون خلاقين، وأن نتخطى النماذج الاعتيادية للعلاقات الدولية، وأن نتصدى لمن يلجؤون إلى الحرب كوسيلة لحل الخلافات بين الدول وداخلها، أو يفكرون بأن يفرضوا بالقوة العدالة التي هي ضرورية من أجل التعايش بين الشعوب، مؤكدًا أنه لا يسعنا أن ننسى أن التضحية بالأرواح البشرية، ومعاناة السكان، والتدمير العشوائي للبنى المدنية، وانتهاك مبدأ الإنسانية، ليست آثارا جانبيةً للحرب، إنما هي جرائم دوليّة.

 

وشدد على أن اللجوء إلى السلاح لحل الصراعات هو مؤشر ضعف وهشاشة، موضحا أن التفاوض والوساطة وإطلاق المصالحة، جهد يتطلب الشجاعة، شجاعة ألا نشعر بأننا متفوقون على الآخرين، شجاعة التعامل مع مسببات الصراع والتخلي عن مصالح ومخططات الهيمنة، شجاعة تخطى نظرة العداوة، كي نصبح بناة للأخوة الكونية، التي تجد قوة في الاختلافات والوحدة ضمن التطلعات المشتركة لدى كل شخص.

 

وأشار إلى ثمة حاجة إلى شجاعة العمل معًا إزاء مطالب الأشخاص المهمشين الذين لا يريدون سلامًا نظريًا، بل أملاً في الحياة، مؤكدًا أن بناء السلام يتطلب إطلاق ودعم مسارات للتنمية من أجل إزالة الفقر، التغلب على الجوع، وضمان الصحة والرعاية، حماية البيت المشترك، تعزيز الحقوق الأساسية وتخطي التمييز الناتج عن تنقل الأشخاص. ولفت الحبر الأعظم في الختام إلى أنه بهذه الطريقة فقط يصبح السلام مرادفاً للكرامة بالنسبة لكل الأخوة والأخوات.