موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢٧ مايو / أيار ٢٠٢١
الاحتفال في القدس بذكرى نقل رفات القديس دومينيك (عبد الأحد)
تصوير: نديم عصفور

تصوير: نديم عصفور

حراسة الأراضي المقدسة :

 

بمناسبة تذكار وعيد نقل رفات القديس دومينيك المولود في "غوزمان"، أقيم احتفال بالذبيحة الإلهية في القدس يوم الاثنين 24 أيار، في كنيسة القديس اسطفانوس التي تقع في مقر مدرسة الكتاب المقدسة والأركيولوجيا الفرنسية، في دير الآباء الدومنيكان.

 

ويعود تاريخ هذا الاحتفال إلى الرابع والعشرين من أيار عام 1233، حين تم عقب وفات القديس ودفنه في كنيسة القديس نيكولو في بولونيا، نقل رفاته إلى مكان أكثر لياقة، يتيح الصلاة لأعداد كبيرة من المؤمنين الذين توافدوا لزيارة قبره. وقد تم نقل تلك الرفات مرات كثيرة عبر التاريخ، إما لأسباب عملية، أو استجابة للحظات تاريخية - كتلك الأخيرة التي حدثت في 23 آب 1946، بعد أن نُقلت رفات القديس خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1943. أما اليوم، فإن رفات القديس محفوظة في كنيسة القديس دومينيك في بولونيا، داخل ما يدعى بتابوت القديس دومينيك، وهو عبارة عن ضريح قام بحفره المهندس المعماري نيكولا بيزانو.

 

وبعد الانقطاع مدة عام عن هذا التقليد بسبب جائحة كورونا، ترأس أحد الرهبان الفرنسيسكان في هذا العام - وهو نائب الحارس الأب دوبرومير ياشتال- القداس الإلهي باللغة الفرنسية. وبحسب هذا التقليد الذي يزداد قوة عامًا بعد عام، فإن أحد الرهبان الفرنسيسكان يحتفل بالذبيحة الإلهية هذا اليوم لدى الآباء الدومنيكان، بينما يحتفل أحد الرهبان الدومنيكان بالقداس الإلهي في عيد القديس فرنسيس. يشهد هذا التقليد على الوحدة والشركة القائمة بين الرهبانية التي تأسست على تعاليم القديس فرنسيس، وتلك التي أسسها القديس دومينيك.

 

ألقى العظة خلال الاحتفال حارس الأراضي المقدسة الأب فرانشيسكو باتون. وتطرق الأب باتون في العظة إلى الذكرى المائوية الثامنة على وفاة القديس، والتي يستعد الرهبان الدومنيكان هذا العام للإحتفال بها. وتطرق إلى رواية موت القديس دومينيك "ولوحة ماسكاريلاّ" التي ترافق في هذا العام الإحتفال بالمائوية الثامنة على وفاة القديس. وقال: "كما هي العادة في حياة القديسين، فإن موتهم ينير حياتهم. فمنظور القيامة، ينير في الحقيقة كافة نواحي وجودنا. من يعيشون الحياة المسيحية مثل حجاج وغرباء، فإنهم لا يخافون العيش مانحين حياتهم لله وللإخوة، كما أنهم لا يخافون الموت عندما تحين الساعة".

 

ومستشهدًا بكتابات الطوباوي جوردان من ساكس (محرر سيرة القديس دومينيك)، تطرق الأب الحارس إلى بعض صفات القديس دومينيك، مثل عدم خوفه من الموت، وقدرته على تشجيع إخوته الرهبان حاثاً إياهم على التمتع بالحمية والقداسة –"أي أن يدركوا بأن الوصول إلى الهدف في السماء يعتمد على الطريقة التي يسيرون بها على هذه الأرض"– إضافة إلى الجانب الإنساني الذي يظهر من خلال أشكال الضعف البشري، والتي لطالما تأقلم معها القديس".

 

عبر الأب الحارس في النهاية عن رغبته تحفيز الرهبان الدومنيكان، متمنيًا لهم الاستمرار في المحافظة على الروح والكاريزما الدومنيكانية حية. وأردف قائلاً: "حافظوا على حيوية الكاريزما الخاصة بهذا القديس الذي أسس رهبانية تتمتع بكاريزما توجه دعوة إلى الرجال والنساء في كل زمان، لعيش اللقاء مع الرب بفرح ودون خوف، لأن هذا اللقاء لا يجري في المحكمة أمام قاض صارم، بل في وليمة عرس".