موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الأربعاء، ٤ مايو / أيار ٢٠٢٢
الأسلحة النووية: استخدام 1% سيسبب مجاعة غير مسبوقة. فماذا عن النزاع الشامل؟

مونت كارلو الدولية :

 

يتصاعد التهديد باستخدام السلاح النووي من الجانب الروسي منذ بدء الغزو ضد أوكرانيا في 24 شباط 2022. فبعد أيام على بدء الحرب، أعلنت روسيا وضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى، في محاولة لردع الغرب عن دعم أوكرانيا. كما طرح في الإعلام الروسي مسألة استخدام السلاح النووي بشكل متكرر، من قبل إعلاميين وسياسيين مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

وفي كل مرة يقترب العالم من نزاع نووية، تطرح مجددا السيناريوهات المحتملة لاستخدام السلاح النووي وتداعيات كل سيناريو على كوكب الأرض والحياة على سطحه.

 

فما الذي سيحصل إذا قرر البشر اللجوء إلى أخطر الأسلحة بين يديهم؟

 

 

صراع محدود: 1% من الرؤوس الحربية

 

وضعت إحدى الدراسات سيناريو اندلاع نزاع نووي بين الهند وباكستان. يذكر أن كلا الدولتين تمتلكان السلاح الذري لكن بكمية محدودة مقارنة بالقوى العظمى الأخرى.

 

فمن بين ما يقدر بـ14000 رأس نووي في جميع أنحاء العالم، 95% منهم بيدي الولايات المتحدة وروسيا، فيما تمتلك كل من باكستان والهند 150 رأسا تقريبا. وأرادت الدراسة اكتشاف التأثيرات المحتملة إذا ما فجر كل منهم 50 قنبلة بحجم هيروشيما، أقل من 1 في المائة من الترسانة العالمية المقدرة.  

 

لم تحدد هذه الدراسة أعداد الوفيات البشرية في سيناريو الحرب النووية "المحدودة"، ولكن من المفترض أن يصل عددها إلى عشرات أو مئات الملايين.

 

لكن التأثيرات على كوكب الأرض ستكون كارثية: فمع وصول السحاب الأسود إلى طبقة الستراتوسفير، فسيحجب الإشعاع الشمسي عن كافة الأرض بشكل كبير.

 

وسيتسبب نزاع كهذا بأكبر مجاعة موثقة في التاريخ البشري، بسبب انخفاض ضوء الشمس الذي يصل إلى الأرض بنسبة 20 إلى 35٪، مما يؤدي إلى تبريد السطح بما يتراوح بين درجتين وخمس درجات مئوية.

 

 

ماذا عن الصراع الشامل؟

 

في العام 2008، وضعت دراسة سيناريو حرب نووية بين روسيا والولايات المتحدة، يطلق خلاله حوالي 4400 رأس نووي أي ما يعادل نصف المخزونات الحالية التي تحتفظ بها كل من روسيا والولايات المتحدة.

 

وفقا لهذا السيناريو، سيموت 770 مليون شخص فورا، وتنطلق حوالي 180 "تيراغرام" من الدخان الأسود جراء حريق المدن والغابات.

 

كما رجحت دراسة أخرى وفق سيناريو انطلاق 150 تيراغرام من الدخان الأسود أن تنخفض درجات الحرارة إلى معدلات قياسية ولفترات طويلة قد تمتد أكثر من عامين. وأضافت الدراسة: "لن يكون هناك مواسم زراعية... بل شتاء نووي حقيقي".

 

سينهار إنتاج الغذاء في العالم بأكثر من 90%، مما يتسبب بمجاعة عالمية تقتل المليارات من الجوع. وفي معظم البلدان، لن يعيش أقل من ربع السكان بحلول نهاية العام الثاني من وقوع هذا السيناريو. كما ستدمر الثروة السمكية العالمية وتنهار طبقة الأوزون.

 

وفي معظم دول الشمال التي انطلقت منها الحرب وفق هذا السيناريو، كل من نجا من الانفجارات الأولية سوف يموت جوعا في وقت لاحق.