موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٩ مايو / أيار ٢٠٢٢
الأب زغيب: لم يفز أحد ولم يخسر أحد حقًا؛ حان الوقت للسعي إلى توافق كبير

وكالة فيدس :

 

يبدو أنّ الوضع السياسي الناتج عن الانتخابات النيابية اللبنانية التي أجريت يوم الأحد 15 أيار، معرّض لخطر الشلل، يتسم بتجزئة الكتل السياسية واستقطاب محاور التحالف المتعارضة المحتملة. فقد خسرت الأغلبيّة البرلمانيّة التي انتصرت في المجلس النيابي السابق والتي حدّدت تشكيلات الحكومة الأخيرة (حزب الله الشيعي الموالي لإيران وحلفاؤه).

 

لكن خسارة المقاعد محدودة ولا تسمح بتصور محتمل للإطاحة بالإطار السياسيّ.

 

لا يبدو أن توزيع المقاعد بين القوى الفردية قد تم تعريفه بعبارات معينة، لكن من المؤكد أن حزب الله والأحزاب المتحالفة لم تعد تسيطر على 70 مقعدًا من أصل 128 كان بإمكانهم الاعتماد عليها في البرلمان السابق. ويحتفظ حزب الله، وحليفه الرئيسي حزب أمل الشيعي، بقيادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالسيطرة على معاقلهما.

 

ومن بين ما يسمى بالأحزاب المسيحية، خسر التيار الوطني الحر، الذي أسّسه الرئيس ميشال عون وحليف حزب الله، بعض المقاعد، من 20 إلى 18، فيما حصلت حزب القوات اللبنانيّة الذي يرأس هيئته التنفيذيّة سمير جعجع والمدعوم من السعودية والدول الغربيّة، في البرلمان الجديد ما لا يقل عن 18 مقعدًا (مقارنة بـ14 مقعدًا في الانتخابات السابقة).

 

وفي هذه الحالة أيضًا، لا يبدو أن نقل المقاعد النيابية من التيار الوطني الحر إلى القوات اللبنانية كافٍ لإحداث انعكاس كامل لمواقف القوة بين الاصطفافات والتوجهات التي تحدد السياسة اللبنانية. أما المعسكر السني، فقد قاطع تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري الانتخابات، مما أضعف التمثيل النيابي للقوى التي وضعت نفسها في السابق في موقف معاد لحزب الله وحلفائه.

 

وأبرز ما ميّز المجلس النيابي الجديد هو وصول 13 نائبًا إلى البرلمان مرتبطين بجماعات تشير بطرق مختلفة إلى حركة الاحتجاج الشعبي التي ظهرت في عام 2019، بعد فشل نظام المصارف، والتي تولت قيادتها احتجاج عالمي ضد كل القوى السياسية التقليدية في الادارة اللبنانية. لكن دعاة ما يسمى بـ "قوى التغيير" ظهروا في الانتخابات بدون ترتيب معين، وقد يضعف تفتيتهم تأثير نجاحهم الانتخابي في القاعة النيابية.

 

 

توافق سياسي

 

"في مواجهة مثل هذه الصورة الغامضة" - يعترف الكاهن الماروني روفائيل زغيب، المدير الوطني للأعمال الرسوليّة البابوية بأنّه "لا يزال من السابق لأوانه المخاطرة بالتنبؤ بالمستقبل السياسي للبلاد. لكن من الواضح مرة أخرى أنه إذا أردنا تجنب المأزق، فمن الضروري الاعتراف بأن لبنان كمفتاح لهويته هو حقيقة كونه بلدًا مفترق طرق، حيث تُدعى المكونات المختلفة لتشكيل فسيفساء من التعايش".

 

أضاف: "لا أحد يستطيع التفكير في قيادة لبنان من خلال ممارسة هيمنة تخرج خصومهم السياسيين من الصورة. إنّ المخرج من الأزمة هو توافق سياسي، وأيضًا توافق جيوسياسي، يأخذ بعين الاعتبار خطورة الوضع وتشكّل مصالح وطلبات القوى الفردية من أجل الخير العام".