موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
الأب باتون: البابا يشدد دومًا على أهمية بلوغ حلول سلمية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني

فاتيكان نيوز :

 

أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع حارس الأرض المقدسة الأب فرنشسكو باتون سلط فيها الضوء على الخطوات الصغيرة التي تحققت على صعيد التقارب بين الإسرائيليين والفلسطينيين، في وقت تُعيد مدينة بيت لحم فتح أبوابها أمام الحجاج كي تتمكن الجماعة المسيحية من العمل لكسب لقمة العيش.

 

وأشار إلى أنّ "الوضع قد تحسن بعض الشيء" منذ الصادمات المسلحة بين حماس وإسرائيل في أيار المنصرم، وقد أبصرت النور حكومة إسرائيلية جديدة وعُقدت جلسات حوار مع السلطة الوطنية الفلسطينية، من بينها لقاءات سرية وأخرى علنية، شأن الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في أواخر الماضي.

 

ولم يُخف الأب باتون قلقه حيال بعض المشاكل والعقبات من بينها مسألة الاستيطان، وهي أمور لا تساهم في تهدئة الأوضاع ولا تسهّل الحوار الثنائي، لكنه اعتبر أن استئناف الاجتماعات بين الجانبين أمر جيد بحد ذاته، مع أن أحدًا لم يطّلع على مضمون النقاشات التي دارت بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

 

وأكد حارس الأرض المقدسة أنه عندما يلتقي المسؤولون الإسرائيليون والفلسطينيون بالبابا، يشدد دائمًا فرنسيس على أهمية البحث عن حلول سلمية من خلال العمل الدبلوماسي والاتفاقات. وأضاف الراهب الفرنسيسكاني أن هذا ما يؤكده البابا على صعيد تعليمه، إذ يكفي النظر إلى ما كتبه في رسالته العامة Fratelli Tutti، وفي خطابات ومناسبات عدة، إذ إنه يقول "لا" لكل شكل من أشكال الحرب والعنف والتسلح. وقال: أنا أعتقد أن البابا سيدفع في اتجاه الحوار بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينية، ونأمل جميعاً بأن يُستأنف الحوار وأن تطغى لغة الدبلوماسية على باقي الأدوات.

 

وتوقف الأب باتون عند دعوات البابا فرنسيس المتكررة إلى المغفرة، وهذا ما تطرقت إليه الرسالة العامة المذكورة والتي يشدد فيها فرنسيس على ضرورة التوفيق بين الحقيقة والعدالة والمغفرة، لأن المغفرة لا يمكن أن تسير لوحدها. كما أن هذه المغفرة لا تمحو ذكرى الأحداث التاريخية الموضوعية. لذا لا بد أن يُعاد النظر في واقع الأمور خصوصًا عندما تُدرّس الأحداث التاريخية بطريقة تستثني الآخر، وهذا يتطلب الابتعاد عن المواقف الإيديولوجية من قبل الطرفين.

 

 

عودة الحجاج

 

وحول أهمية عودة الحجاج إلى مدينة بيت لحم بعد انقطاع طويل بسبب جائحة كوفيد-19، قال حارس الأرض المقدسة إن هذا الأمر يعني الكثير بالنسبة للجماعة المحلية، وخصوصًا لبيت لحم التي عانت أكثر من سواها بسبب غياب الحجاج، بالإضافة إلى بلدات بيت ساحور وبيت جالا.

 

ولفت إلى أن عودة الحجاج تشكل مؤشرًا إيجابيًا للغاية وتعني أن سكان بيت لحم، لاسيما المسيحيين منهم، سيتمكنون من استئناف عملهم ليكسبوا لقمة العيش، أكان بالنسبة لمن يعملون كأدلّة، أو من يشتغلون في الفنادق أو من يصنعون التذكارات ليبيعوها للحجاج. وأوضح الأب باتون في هذا السياق أن عودة الحجاج ستعطي دفعًا قويًا للفئات الأكثر ضعفًا، أي للمسيحيين في بيت لحم.

 

بعدها أكد حارس الأرض المقدسة أنه لأمر حزين جدًا أن تحتفل المدينة بعيد الميلاد للسنة الثانية على التوالي، بغياب السياح والحجاج الذين يتوافدون من أنحاء العالم كافة. وذكّر الأب باتون في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني بأن الأعياد الميلادية تبدأ في بيت لحم في أواخر تشرين الثاني أو مطلع كانون الأول، وباستطاعة الزوار أن يلمسوا البهجة والحيوية في الأجواء، وتستمر الاحتفالات طيلة شهر كانون الثاني، وتشمل مختلف الطقوس المسيحية التي تعبّر عن هويتها بصورة جلية.