موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٨ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
افتتاح اللقاء الأول للمكرّسين والمكرّسات في سورية تحت عنوان: معًا نشهد للمسيح

أبونا :

 

تحت عنوان: "معًا نشهد للمسيح"، افتتحت اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرّسة في سورية، يوم الاثنين الموافق 17 كانون الثاني 2022، لقاء هو الأول من نوعه للمكرّسين والمكرّسات، والذي يستمرّ، في بطريركيّة الروم الملكيين الكاثوليك في دمشق، حتى يوم الأربعاء المقبل.

 

وحضر حفل الافتتاح سفير الكرسي الرسولي بدمشق الكاردينال ماريو زيناري، وممثّل البطريرك يوسف عبسي النائب البطريركي العام للروم الكاثوليك في دمشق المطران نقولا أنتيبا، والنائب الرسولي للاتين ورئيس اللجنة الأسقفيّة للحياة المكرّسة في سورية المطران جورج أبو خازن، ولفيف من الأساقفة والكهنة، ورهبان وراهبات من مختلف الجمعيات الرهبانيّة في البلاد.
 

وألقت الأخت الراهبة آني ليون ديمريجيان، من راهبات يسوع ومريم، كلمة ترحيبية، أشارت فيها إلى أنّ "الربّ يسوع أوصانا بأن نكون منتبهين إلى علامات الأزمنة. كانت هذه العلامات في الماضي خفيّة ويصعب علينا تمييزها. فإذا بدا لبعضنا أنّ هذه العلامات صارت واضحة في أيّامنا، فإنّ صعوبة تمييزها تظلّ كما هي: ما الذي يطلبه منّا اليوم يسوع المسيح لنشهد له نحن الّذين كرّسنا أنفسنا له. من هنا أتى عنوان لقائنا: «معًا نشهد للمسيح». فالكلمة الأولى، كلمة «معًا»، تعبّر عن خبرتنا الطويلة في أثناء الحرب، والآن في فترة الأزمة. خبرةٌ بيّنت أنّ تضافر الجهود والتنسيق في العمل يقلّل من هدر الطاقات، ويزيد من الفعاليّة".

 

أضافت: "معًا، كلّ رهبنةٍ بحسب موهبتها الخاصّة، نُظهِرَ للعالم كنيسةً واحدة، جماعةً واحدة متنوّعة المواهب،  تشهد للمسيح من خلال حياتها وخدماتها. لكنّ هذا العمل «معًا» يستدعي لقاءً، وتشاورًا، واتّفاقًا على المبادئ، وإجماعًا على المنهج. ولعلّ لقاءنا هذا هو محطّة في مسيرة، بدأت منذ عشرين سنة ونيّف، حين تشكّلت في عددٍ من المحافظات لجان تنسيقٍ للقاءاتٍ بين الراهبات من مختلف الرهبنات، بهدف تعزيز الروح الكنسيّة، أي المجمعيّة بين المكرّسات. واليوم، في هذا اللقاء، ينضمّ المكرّسون إلينا من أجل مزيدٍ من المجمعيّة، التي تنادي بها وثائق التحضير لسينودس الكنيسة الكاثوليكيّة".

وألقى المطران أنتيبا الرسالة التي وجّهها البطريرك العبسي أشار فيها إلى أنّ هذا اللقاء يمثّل "فسحة للتعارف وتبادل الاقتراحات والآراء، ويسعى إلى رؤية مستقبليّة جيّدة"، مؤكدًا بأنّ "الحياة المكرّسة تندرج في إطار دعوة السيد المسيح الشاملة والعامة لجميع المعمدين إلى القداسة والكمال". لكنه لفت إلى أنّ هنالك دعوة خاصة يوجهها الرب لبعض الأشخاص لتقديم خدمة خاصة في سبيل بنيان جسد المسيح، أي الكنيسة، وهذه الدعوة يصفها القديس بولس الرسول بأنها نعمة.

 

وأوضح النائب البطريركي للروم الكاثوليك في دمشق بأنّ هذا الأمر لا يعني تميّزًا تقضيليًّا، إنما تميّزًا في الخدمة. وبالتالي، ليس هنالك خدمة أفضل من خدمة، بل إنّ جميع خدم تقود في النهاية إلى المسيح. وشدّد بأنّ هذه الخدمة مبنيّة على الإيمان، فالمكرّس هو رجل الإيمان، يؤمن بما يقوله ويفعله، وهذا يحدّد الثقل النوعي للراهبة والراهب، وكذلك فعاليّة خدمتهم والتي يجب أن تكون ضمن "جماعة" متحدّة تعمل معًا من أجل الرسالة، لا من خلال "مجموعة" يعمل أعضاؤها دون تناغم وتعاون أو يسعون إلى العمل منفردين.

 

كما أشار إلى أنّ الدعوة الخاصة يجب أن يُبحث عنها بالتفتيش عن محبّة الرب والإصغاء إلى صوته والتنبّه إلى إشاراته. وتساءل: "كم من دعوة سقطت لأنّ الشخص لم يبحث عن إرادة الرّب!". ولفت إلى أنّ هذه الدعوة هي صداقة مستمرّة مع الله وعلاقة شخصيّة مملوءة ثقة وصداقة، بالتالي، على المكرّس أن يكون رجل الفرح والرجاء، وأن يؤكد للناس بأنّ الله محبّة، وأن الحياة جديرة بأن تحيا، وأنّ السيد المسيح يعطي هذه الحياة كل معناها، لأنّه يحب الناس، كلّ الناس.

وألقى الكاردينال زيناري الرسالة التي وجهها مجمع معاهد الحياة المكرّسة وجمعيات الحياة الرسوليّة في الفاتيكان، باسم البابا فرنسيس. وأشار بأنّ هذا اللقاء يأتي ضمن مسيرة الكنيسة الكاثوليكيّة الجامعة لسينودس الأساقفة لعام 2023، كما أنّه يمثّل علامة هامة ومعبّرة عن مسيرة السينوديّة للكنيسة في سورية، مقدمًا الشكر لجميع المكرّسين والمكرّسات على شجاعتهم ومثالهم، كما على خدماتهم الإنسانيّة لاسيمّا في أوقات الحرب.

 

كما لفت إلى أنّ هذا اللقاء يُعقد بالتزامن مع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين، وقد أُخذ موضوع هذا العام من إنجيل القديس متى: "رأينا نجمه في المشرق، فجئنا لنسجد له"، راجيًا أن يذكرنا هذا النجم برسالة الكنيسة وبنور السيد المسيح لجميع العالم. وخلصت الكلمة بتقديم التحيّة من قبل مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسوليّة ومجمع الكنائس الشرقيّة لجميع المشاركين في هذا اللقاء.

وألقى المطران جورج أبو خازن كلمة أشار فيها إلى أنّ البابا فرنسيس قد دعا إلى سينودس، ابتدأ التحضير به في شهر تشرين الأول 2021، على أن ينتهي في العام 2023 وهي دعوة للاجتماع والسير معًا، لجميع المؤسسات الكنسيّة وفي كلّ الأماكن حيث يجتمع المؤمنون. بالتالي فإنّ هذا اللقاء هو حدث كنسيّ، يأتي ضمن هذه المسيرة، حيث تمّ تعيين ميّسرين في مختلف المناطق السوريّة. وشدّد النائب الرسولي على أهميّة العمل الجماعي، ضمن عنوان السينودس: الشركة والمشاركة والرسالة.

 

للمزيد من الصور