وتبع الافتتاح جلسة أولى ألقى خلالها النائب البطريركي للاتين في الأردن المطران جمال دعيبس محاضرة حول "لاهوت الزواج ودور المحامي في الخلافات"، وأدارها السيد خلدون سلايطة. وعن لاهوت الزواج، أكد سيادته بأنّه على ضوء كتاب تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة فإنّ عهد الزواج يقوم على شركة بين رجل وامرأة، تشمل مناحي الحياة كلها، وتهدف من طبيعتها إلى خير الزوجين وإلى إنجاب البنين وتربيتهم، مشيرًا إلى أنّ السيد المسيح قد رقّاه بين المعمّدين إلى كرامة السرّ.

كما تحدّث عن الكتاب المقدّس الذي يُشير في سفر التكوين إلى خلق الله للإنسان رجلاً وإمرأة على صور الله ومثاله. وقد علّم السيد المسيح المعنى الأصيل لاتحاد الرجل والمرأة كما أراده الخالق منذ البدء. فالسماح بتطليق المرأة في شريعة موسى ما كان سوى تساهلاً لـ"قساوة القلب"، في حين أنّ اتحاد الرجل والمرأة في الزاوج لا يقبل الانفصام، لأنّ الله قد أقرّه؛ ولا يفرقنّ الإنسان ما جمعه الله. من هنا، فإنّ صفات الزواج تقوم على الوحدانيّة والديمومة والانفتاح على الحياة.

وقال سيادته: قبل التحدّث عن قوانين الزواج، لا بدّ من معرفة ووعي للزواج كسرّ مقدّس أراده الله منذ الخلق، ورفعه السيد المسيح إلى منزلة سرّ مقدّس، على صورة العهد بين الله والشعب، وعلاقة المسيح مع الكنيسة. وأضاف: يبرز الاحتفال الليتورجي المبادىء الأساسيّة للزواج المسيحي وخاصة من خلال الأسئلة التي يوجهها الكاهن، والتي من خلالها يعلن الطرفان، أمام الله والكنيسة، عن رضاهما المتبادل والتزامهما بالمحبة المتبادلة ’طوال أيام حياتهما‘، واستعدادهما للانفتاح على إنجاب البنين وتربيتهم.

تابع: ويظهر من كل ذلك أنّ الزواج والإنجاب هو نعمة من الله، وهو في نفس الوقت مسؤوليّة الطرفين في تغذية هذا الحب وتعميقه ليكون حبًا مثمرًا بالأولاد. وأشار إلى أنّ المحامي في المحاكم الكنسيّة هو مشارك في رسالة الكنيسة، في الحفاظ على الزواج وخير العائلة، ومعرفته بلاهوت الزواج تجعله مدافعًا عن الزواج لما فيه من خير الزوجين والعائلة.

وفي صباح اليوم التالي، الاثنين 18 تموز، تمّ الاحتفال بالذبيحة الإلهية التي ترأسها في قاعة أعدّت خصيصًا للصلاة المطران جمال دعيبس، والذي يشارك لأوّل مرّة كنائب بطريركي وأسقف في الأردن، بمشاركة الكهنة وعدد من المحامين المشاركين في الندوة.

 وعقدت الجلسة الثانيّة من الدورة بإدارة المحامي بشّار الصويص، وألقاها الأب إميل سلايطة، رئيس المحكمة الكنسيّة اللاتينيّة في القدس، وأتت بعنوان: "أي دعوى أُقدّم: عدم اكتمال، انفصال، أم بطلان؟".

أما الجلسة الثالثة فأدارها ونقلها إلى العربيّة كلّ من الأب إميل سلايطة والأب مجدي سرياني، رئيس محكمة الاستئناف اللاتينيّة في الأردن، وألقاها الأب البروفيسور أروبا كونده حول: "دور المحامي في أصول المحاكمات الكنسيّة".

الجلسة الرابعة أدارتها المحامية كاترين جهشان بيطار، وألقاها المحامي عصام أبو نصّار بعنوان: "أخلاقيات المهنة، وروحانيّة المحامي". أما الجلسة الخامسة والأخيرة لليوم الثاني فقد أدارتها المحاميّة ندى الور، وألقاها المحامي خضر حبش بعنوان: "مراحل الدعوى ومتطلباتها ونتائجها القانونيّة".

هذا وجرى تلو كل لقاء نقاشات هامّة وحوار ثري بين المحامين والمحاضرين حول المواضيع الحيويّة في المحاكم الكنسيّة.

للمزيد من الصور