موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر السبت، ٢١ مايو / أيار ٢٠٢٢
إِذا كان الله معنا، فمن يكون علينا؟
«اِحذَروا النَّاس، فسَيُسلِمونَكم إِلى المَجالس، وَيجلِدونَكم في مَجامِعِهم... فَلا يُهِمُّكُم حينَ يُسلِمونَكُم» (مت 10: 17، 19)

القديس أوغسطينس :

 

يستطيع المسيحيّون الأخيار والأوفياء، وخصوصًا الشهداء العظماء أن يقولوا: "إِذا كانَ اللّهُ معَنا، فمَن يَكونُ علَينا؟" (رو 8: 31). "ارتجَّت الأمم ضدّهم وبالباطل تَمتَمت الشعوب، وملوك الأرض قاموا" (راجع مز 2: 1-2)؛ تمّ اختراع عذابات جديدة وآلام مبرحة ضدّهم. كما أُلصقت بهم وصمات العار والاتهامات الباطلة، ووُضعوا في زنزانات مريعة، وتعرّضوا للوخز بالأظافر الحديديّة، وذُبحوا بالسيوف وتمّ رميهم للحيوانات المفترسة، وأُحرقوا بالنيران، وكان شهداء المسيح أولئك يردّدون: "إِذا كانَ اللّهُ معَنا، فمَن يَكونُ علَينا"؟

 

العالم كلّه عليكم وتقولون: "مَن يكون علينا؟" لكنّ الشهداء يجيبون: "ما معنى هذا العالم كلّه بالنسبة إلينا، عندما نموت من أجل ذاك الذي خلق العالم؟" فليَنطق الشهداء ويكرّروا، ولنصغِ إليهم ولنكرّر معهم: "إِذا كانَ اللّهُ معَنا، فمَن يَكونُ علَينا؟" يستطيعون إطلاق العنان لغضبهم، وشتمنا واتهامنا زورًا ورمينا بسهام النميمة؛ كما يستطيعون ليس فقط قتلنا بل تعذيبنا أيضًا. ماذا سيفعل الشهداء؟ سيكرّرون العبارة التالية: "ها إِنَّ اللهَ يَنصُرُني والسَّيِّدَ مع الَّذينَ يُسانِدونَ نَفْسي" (مز 54[53]: 6)... فإذا كان الله يساند نفسي، كيف يمكن للعالم أن يؤذيني؟ فهو أيضًا مَن سيشفي جسدي... "شَعَرُ رؤوسِكم نَفسُهُ مَعدودٌ بِأَجمَعِه" (لو 12: 7). فلنردّد إذًا بإيمان، فلنردّد برجاء بقلب ينبض بالمحبّة: "إِذا كانَ اللّهُ معَنا، فمَن يَكونُ علَينا؟"