موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٦ أغسطس / آب ٢٠٢٢
آلاف الحجاج يحتفلون بعيد انتقال السيدة العذراء في مدينة لورد الفرنسية
مصلية في عيد انتقال السيدة العذراء في مدينة لورد، جنوب فرنسا

مصلية في عيد انتقال السيدة العذراء في مدينة لورد، جنوب فرنسا

أ ف ب :

 

جمعت مسيرة نظمت مساء الأحد وقداس أقيم الاثنين بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء آلاف الحجاج من مختلف الأعمار والجنسيات في مزار مدينة لورد الكاثوليكي في جنوب غرب فرنسا الذي يتوقع أن يستقطب هذه السنة نحو 1,6 مليون مؤمن.

 

وقالت نينا إفلين (50 عامًا) من ساحل العاج قبل دقائق من بدء قداس عيد انتقال السيدة العذراء، الاثنين، إنها أفادت من إجازتها في فرنسا لزيارة لورد للمرة الأولى. أما مونيك نغوتا (47 عامًا) التي حضرت هي الأخرى من ساحل العاج فقالت "سمعت القديسة برناديت تناديني وأتيت لأتبع خطاها"، في إشارة إلى برناديت سوبيرو التي ظهرت مريم العذراء لها عام 1858.

 

وسار الأحد نحو 15 ألف شخص، بحسب إدارة المزار المقدس، في عشية العيد، حاملين المشاعل والشموع، خلف تمثال أبيض للسيدة العذراء، وهم يرتلون ويتلون صلاة "السلام عليك يا مريم" مرات عدة، عشية القداس الاحتفالي صباح الاثنين.

 

وأعربت إديت أنتونيس (67 عامًا) وماريا سيلفا (58 عامًا)، اللتان حضرتا من البرتغال، عن تأثرهما لزيارتهما مزار لورد للمرة الأولى، وخصوصًا أنهما لم تتمكنا من الذهاب إلى مزار سيدة فاطيما البرتغالي منذ فرض القيود الصحيّة بسبب جائحة كوفيد.
 

"فترة نقاهة"

 

وأدت هذه القيود إلى خفض كبير لعدد زوار لورد منذ عام 2020.

 

وانخفض عدد هؤلاء من نحو 3,5 ملايين سنويًا قبل الوباء إلى 800 ألف عام 2020، ثم عاود الارتفاع إلى 1,6 مليون زائر عام 2021. ومن المتوقع أن يصل عدد مماثل للزوار هذه السنة، على ما قال مدير التواصل في المزار دافيد تورشالا لوكالة فرانس برس.

 

ونظرًا إلى أن المصدر الوحيد لتمويل موازنة المزار البالغة نحو 30 مليون يورو سنويًا هو تبرعات المؤمنين، ستضطر إدارته إلى إبقاء نحو ثلاثة أرباع موظفيه البالغ عددهم 320 في وضع بطالة جزئية بين شهري أيلول وحزيران.

 

واعتبر تورشالا أن المزار، وهو أحد أهم المعالم الدينية التي يحج إليها الكاثوليك في العالم، لا يزال في فترة "نقاهة". وكان من بين الحاضرين الأحد نحو أربعة آلاف مشارك في الحج الوطني، وهو الأهم للكاثوليك الفرنسيين، وينظم كل سنة بتاريخ 15 آب.

 

وأدرج البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950 انتقال مريم العذراء إلى السماء ضمن العقيدة الإيمانية الكاثوليكيّة.

"ماء مقدس"

 

اصطف عدد كبير من المشاركين في مسيرة الأحد أمام صنابير المياه المباركة.

 

ومع أن الجفاف جعل من الصعب توفير مياه الشرب في بعض المدن الفرنسية، لن يشهد مزار لورد أي نقص، إذ أن لديه نظامًا لتخزين المياه من نبع مغارة ماسابييل التي ظهرت فيها العذراء إلى القديسة سوبيرو. ويتيح هذا النظام تخزين كمية كافية من المياه لعدد كبير من الحجاج المتوقعين في الصيف، على ما أوضح المدير الفني للمزار سيباستيان ميسوناف.

 

لذلك، تتدفق المياه كالمعتاد هذا الصيف من 15 صنبورًا وتبقى موجودة في 18 نافورة يضمها المزار. وفي المقابل، لا تزال الأحواض التي درج المؤمنين على النزول في مياهها "المباركة" فارغة تفاديًا لمخاطر الإصابة بفيروس كورونا.