موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ أغسطس / آب ٢٠٢١

منبَع المعرفة

بقلم :
الأخت فاتن حبايبة
الأخت فاتن حبايبة، من راهبات الوردية

الأخت فاتن حبايبة، من راهبات الوردية

 

+ما أرقى تلك المعرفة التي تكشفها لنا المحبّة+

 

"المعرفة تنفُخ صاحبها من الكبرياء، أمّا المحبّة فتبني. فمن ظنَّ نفسهُ أنّهُ يعرف شيئاً لم يعرف بعد كيف ينبغي لهُ أن يعرف" (1كور 8: 1-3).

 

كيف ينبغي لي أن أعرف يارب ؟ فقد أحببتُ كلمتك المقدّسة، كما تقول كلمات المزمور 19 " شريعة الرب كاملة تُنعِش النفوس، أوامر الرب مُستقيمة تُفرِّح القلوب ". يُكمل القديس بولس الرسول فيقول : لكن مَن أحبّ الله هو الذي عرفهُ الله. إذاً كيف ينبغي لي أن أعرف ؟ بأن تكون أولويتي أن أُحِب الله، وبما أنّ الله محبتُهُ كاملة ومعرفتُهُ فينا وبما يُرى وما لايُرى أيضاً كاملة، فمَن أَحبّ الله عرفهُ الله، ومن عرفهُ الله منحهُ من فيض معرفتهِ وبهذا تكون المحبّة منبع المعرفة. لماذا؟

 

لأنّهُ حيث المحبّة يتلاشى التحليل وكأنّ المحبّة تمتلك معرفة صافية. ولأنّهُ حيث المحبّة تضمحِل الفِتَن وكأنّ المحبّة تعرف عُمق النفوس وتتفهمها. لأنّهُ حيث المحبّة تنضُج العلاقات وكأنّ المحبّة تُلهِم الأفكار. ولأنّهُ حيث المحبّة تترسَّخ القيَم وكأنّ المحبّة تجِد طريقاً لمعرفة الحكمة. فحيث المحبّة تتجلّى المعرفة وكأنّ المحبّة هي التي تُبرِزُها. دعوتي لكَ أن تبحث عن كم من الأشخاص الذين تتعامل معهم فقط مِن مُنطلَق المعرفة، وآخرين مِن مُنطلَق معرفة مجبولة بالمحبّة ولاحظ الفرق. وأضِف المحبّة إلى المعرفة، أضف المحبّة لمعرفتكَ لأهلك، لأقربائك، لزملائك، أضف المحبّة لمن تعرفهم ولمن ستتعرّف عليهم. دَع المحبّة هي التي تفتح لكَ أبواب المعرفة، فالمحبّة تُضيف  لمعرفتكَ وتُغنيها بمعارف سماويّة تُساهِم في خلاصكَ وخلاص إخوتك البشر. آمين