موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٢٢ يوليو / تموز ٢٠٢٢

علم الطاقة والتنمية البشرية

هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي :

 

تتحكم الطاقة في قدرات الانسان، فكما نعرف انه كلما زادت طاقته الايجابية زادت قدرته على العمل والانتاج، على عكس الطاقة السلبية التي تجلب الامراض النفسية والعصبية والانفعالية.

 

فجلب الطاقة الايجابية عبر الوسائل المختلفة ذاتياً، او بمساعدة الآخرين المختصين حتماً سيؤدي الى حياة صحية سليمة ونفسية معافاة من أي اضطرابات.

 

وكثير من العلماء يعتبرون علم الطاقة انه لا يتعارض مع الاديان السماوية، لان الله خلق في الكون طاقة عظيمة تسمى بالطاقة الكونية، التي تقسم الى قسمين طاقة ايجابية تتمثل في الرحمة والمحبة والامن والسلام وغيرها، وطاقة سلبية تتمثل بالكراهية والبغض والحسد وغيرها.

 

وهذه الطاقة بانواعها تؤثر على جوانب حياة الانسان النفسية والعاطفية، حيث انها طاقة كامنة داخل الانسان، وهي قوة مؤثرة ومحركة له اذا ما تم تفعيلها بشكل سليم وتحقق توازن نفسي وعقلي.

 

فكثير من الاشخاص يقولون انه ليس عندهم طاقة لفعل اي شيء، وبالمقابل آخرون يقولون انهم يمتلكون طاقة ايجابية لفعل كل شيء منتج بعض النظر عن نسبتها، فهي تنعكس على تفكير وسلوك ومشاعر الانسان، فصاحب الطاقة الايجابية تجد انه صاحب تفكير ايجابي، وقادر على اتخاذ القرارات وحل المشكلات ويمتاز بالنجاح اما صاحب الطاقة السلبية فهو يمتاز بالتشاؤم والكسل والعجز عن العطاء، وغير قادر على تحقيق متطلبات الحياة اليومية ويعيش في صراع داخلي، فالطاقة تسيطر على مشاعر الانسان بشكل عام.

 

وهناك كثير من الدجالين يستغلون هذا العلم لخداع البسطاء، بقدراتهم على معالجة كثير من الامراض النفسية والعاطفية وغيرها ولا بد من تنقية هذا العلم من شوائب كثيرة وافكار تتعارض مع المنطق العقلي، والمنطق ان المختصين هم من يساعدون الشخص على التخلص من الطاقة السلبية وتحويلها الى طاقة ايجابية، كطب بديل للطب النفسي ولحل الخلافات الاسرية والمجتمعية والعملية.

 

والطاقة الايجابية تعدل السلوك، وكثير من القياديين الاداريين، لديهم مهارات في تعديل سلوك الموظفين وشحنهم بطاقة ايجابية لزيادة فعالياتهم الانتاجية، فهي صناعة القدرات العملية الانتاجية الايجابية.

 

ونحن نجد حاليًا أن كثيرًا من الموظفين في مختلف الجهات وفي جميع القطاعات، يمرون بحالات نفسية كئيبة لاسباب عديدة معيشية او عملية وغيرها، ويحتاجون الى مساندة ودعم من قبل المعنيين لديهم، لشحنهم بالطاقة الايجابية وحتى لا تتفاقم لديهم الطاقة السلبية وانعكاساتها.

 

(الدستور الأردنية)