موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٤ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠

سامحنا يا إلهنا

بقلم :
الأب أشعياء مكرم لبيب - مصر
سامحنا يا إلهنا وأرحمنا وأيقظنا من غفلتنا قبل ضياع الوقت

سامحنا يا إلهنا وأرحمنا وأيقظنا من غفلتنا قبل ضياع الوقت

 

في جو من التأمل نظرت حولي وجلست أفكر في بعض الأمور التي تصدر منا. فما كان في وسعي إلا أن أرفع عيني إلى السماء وأناجي ربي قائلا له: سامحنا. سامحنا يا إلهنا على أننا نتحدث كثيرًا عن كرامة الإنسان وندعي أننا نحافظ عليها في حين أننا نهدرها. وأمام الإنسان تتبخر كل الأعمال وتتنافي وكرامة الإنسان.

 

سامحنا يا إلهنا على إننا إذ ونحن خطأة ننتظر مراحمك العليا نبحث في الآخرين عن كبش الفداء. نبحث عن أحد المخطئين لنلقي عليه جميع أخطائنا. قد نكون خطأة مثله وربما أكثر منه. فنحكم على غيرنا بالموت والفناء والزوال. وكأنه لا يوجد خطأة في الكون إلا ذاك الآخر.

 

سامحنا يا إلهنا على كثرة كلامنا وقلة عملنا. على كل مؤامرة قمنا بها ضد بعض الناس لنثبت لذواتنا ولمن حولنا أننا أفضل خلق الله والآخرين لا قيمة لهم إلا حينما يرتبطون بنا ويحققون ما نرغبه.

 

سامحنا يا إلهنا على كل تعليم بطال وغير حقيقي ومزيف قدمناه للناس. فحدفنا بمن حولنا في بحر من الظلمات وجعلناه مغيبا فاقدا للوعي والإدراك والتمييز. في الوقت الذي كان مطلوب منا أن نجدد للناس صورة الخالق فيهم قمنا بتشوية صورة الله لهم. وقدمنا لهم إلها من نسيج خيالنا ويتماشى مع ميولنا وأهوائنا.

 

سامحنا يا إلهنا على كل وقت نصبنا أنفسنا كقوة مطلقة وسلطان مطلق. فأوهمنا من حولنا أننا محور الكون ومحور الطبيعة. ولن يتحقق أي شيء بدون وتحت إشرافي. أننا في كثير من الأوقات حولنا نظر رعيتك منك إلينا. فأوهمناهم أننا الكل في الكل وجعلناه يتعبدون لنا وينصبوننا آلهة وأباطرة.

 

سامحنا يا إلهنا على كل عمل قمنا به كان هدفه الخير الشخصي والمصلحة العامة ولم نبتغ الخير والصالح العام. لقد علمنا رعايانا عن طريق الخطأ بالطبع روح الأنتهازية وروح التآمر على البعض وروح العدوانية وروح الإرتقاء على أكتاف بل على أشلاء الآخرين. سامحنا يا إلهنا لأن كل ضعف في الكنيسة السبب الأكبر فيه هو نحن. فنحن من علمنا وورثنا رعايانا أن يقدموا العبادة لنا دون الله.

 

سامحنا يا إلهنا وأرحمنا وأيقظنا من غفلتنا قبل ضياع الوقت.