موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٢

حياتك الروحية

بقلم :
الأخت فاتن حبايبة
أعطتنا أمنا مريم العذراء الجواب الروحي: افعلوا كل ما يأمركم به

أعطتنا أمنا مريم العذراء الجواب الروحي: افعلوا كل ما يأمركم به

 

حياتي الروحيـة! صعبة، غير مفهومة، أنا تقدمت في السِن، أنا ما زلت صغيرًا، ليس لدي وقت لها، للقديسين، ظروف الحياة والناس لا يوجد ما يِساعدني... جميع هذه المبررات وغيرها الكثير ستسقط، لا بل حياتك الروحية ستساعدك على توجيهها عندما تثق وتُقدّر أن الحياة الروحيـة هدية ثمينة لك من الله، وهي ملكك ومسؤوليتك، هي حياة الله فيك ومن خلالك للآخرين؛ "وباركهم الله وقال لهم انموا واكثروا واملأوا الأرض وأخضِعوها، وتسلـطوا على أسماك البحر وطيور السماء وكل حيوان يدُب على الأرض" (تكوين ١: ٢٨).

 

نعم فنحن بطبيعتنا البشريـة قد اعتدنا على أخذ القرارات التي تُحدِّد نمط حياتنا من نوعية غذاءنا ومن مركزنا المهني والعلمي والاجتماعي... فأصبح اعتمادُنا على مقدار ما نمتلئ بهِ من مُحيطِنا الخارجي. وطبيعتُنا الروحيـة أيضًا نموها يعتمد على مقدار امتلاءنا من فكر الله،  والسر يكمُن باتخاذ قرار بالتسليم الكامل وانفتاح القلب لهذا الملئ الإلهي؛ "فنصل بأجمعنا إلى وحدة الإيمان بابن الله ومعرفتهِ، ونصير الإنسان الراشد إلى مقدار قامة ملئ المسيح" (أفسس٤: ١٣).

 

وهذا ما أعلنهُ القديس بطرس للرجل المُقعَد الذي التقى بهِ عند باب الهيكل المعروف بالباب الحسن؛ "فقال له بطرس لا فضة عندي ولا ذهب، ولكني أُعطيكَ ما عندي باسم يسوع المسيح الناصري امشِ" (أعمال الرسل ٣: ٦). وما أعلنهُ القديس بولس الرسول: "فالحياة عندي هي المسيح، والموت ربح" (فيلبي ١: ٢١).

 

كيف وصلتُما أيها القديسان بطرس وبولس لهذا الملئ في المسيح؟

 

يسوع المسيح أعلن لبطرس أنّهُ الصخر الذي عليهِ سيبني كنيستَهُ؛ "أنا أقول لك أنت الصخر وعلى هذا الصخر سأبني كنيستي فلن يقوى عليها سلطان الموت" (متى ١٦: ١٨)، وبالحقيقة أنّ يسوع هو الصخرة التي بنى عليها بطرس ثقتَهُ ومستقبلَهُ.

 

أعلن يسوع المسيح لبولس عن نفسه ليُبشـِر باسمه عند الوثنيين والملوك وبني اسرائيل (أعمال الرسل ٩: ١٥)، وبالحقيقة أنّ قلب بولس قد كان يشتعل غيرَةَ على الرب؛ "وأتقدّم في ملّة اليهود كثيراَ من أترابي من بني قومي فأفوقهم حميّةَ على سُنن آبائي" (غلاطية ١: ١٤).

 

أنا وأنت، المساحة من قلبنا التي نُسلّـمها للمسيح كي يملأها بقوة حضوره ستكون هي بالذات قوتنا، سيُسلمها المسيح لنا لتكون هي قوتنا الروحيّة التي تكشف لنا رسالتنا في الحياة، هذه هي مسيرة النمو في الحياة الروحيّة. دعونا نغتني بحياتنا الروحية فهي تحمل لنا سر النجاح بكل نواحي حياتنا، في حل الأزمات (مثل نفاذ الخمر في عرس قانا الجليل) قد أعطتنا أمنا مريم العذراء الجواب الروحي: افعلوا كل ما يأمركم بهِ.

 

فماذا يُريد الرب منّا أن نفعلهُ عندما نمر بصعوبات وأزمات الحياة؟ في حل المعاناة المُزمنة (مثل معاناة المرأة النازفة) لنلتجئ إلى يسوع بثقة، (مثل عليل بركة بيت ذاتا) لنتوقف عن القاء اللوم على الآخرين ونلتقي بحوار صادق مع يسوع المسيح. آمين