موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١

السمو بالنفس

د. مارسيل جوينات

د. مارسيل جوينات

د. مارسيل جوينات :

 

إن الارتقاء والسمو بالنفس يبدأ من إرادة الانسان ومن قرارة نفسه، بالرغم من المحيط او البيئة الذي تربى فيها.

كلنا نملك نعم كثيرة أنعمها الله علينا عز وجل.

 

ولكن كيف لنا ان نستثمر هذه النعم في الخير والإيجابية، وليس في الشر والسلبية.

 

وللأسف كُثر هم من يتبنون السوداوية في حياتهم، برمجوا أنفسهم على السلبية في حياتهم واكتسبوها من خلال التنشئة الاسرية والمجتمعية، وتأثيرها على من حولهم ينعكس بالسلبية، الا إذا كان هناك وعي وأدراك لتجنبهم قدر المستطاع كي لا يؤثرون على من حولهم.

 

ومن ناحية أخرى علينا ان نتحمل المسؤولية الأخلاقية تجههم، بالعمل على مساعدتهم إذا سمحوا لنا بطبيعة الحال، ولكن سيكون عمل شاق ومتعب، لان المبادرة والقرار الذاتي هو اول درجة للوصول الى الغاية او الهدف المنشود، وألا قد لا نصل لنتيجة معهم.

 

وهؤلاء الأشخاص علينا ان نحزن عليهم لما يعانون في داخل أنفسهم من تصارع، ممن ينعكس على صحتهم النفسية والجسدية.

 

وهناك حكمة يقال انها للأمام عمر بن الخطاب: «ولكنها القلوب يا علي إذا صفت رأت».

 

لذا السمو بالنفس اول خطوة في محبة النفس ومحبة الآخر وتمني الخير وصفاء النفس، وما يخرج من القلب يصل الى القلب.

 

تربينا في صغرنا على فطرة أهلنا، لم يكن العالم منفتح مثل هذه الأيام، ولكن كانوا يملكون الحكمة وسمو النفس ومحبة الجميع دون أي نوع من أنواع التمييز، وكانوا يقولون لنا ضع النية الحسنة تجاه المقابل لك حتى لا يخرج منا الخطأ.

 

وللأسف مرة أخرى، في أيامنا هذه نجد ان الذين يجب ان يتمتعوا بالحكمة وصفاء النفس هم متمسكون بالسوداوية، وان لم تكن معنا فأنت علينا. وكأن العالم منحصر وحدوده تنتهي عندهم.

 

وهؤلاء يجب إعادة تأهيلهم لدخول المجتمع والانخراط فيها. وهم يأثرون لما ينشروه من سموم على أجيال المستقبل ان كان من خلال التربية الأسرية والمجتمعية أومن خلال المؤسسات التعليمية، فالتربية والتعليم يكملان بعض، واي خلل في أحدهما ينعكس على الآخر.

 

لذا دعونا نزرع حبة الحنطة في نفوسنا وحياتنا لتنعكس علينا وعلى الاخرين والمجتمع، ونحرق حبة الزوان التي لا فائدة منها.

 

(الدستور الأردنية)