موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢

التنمر والتبلي

الدكتورة مارسيل جوينات

الدكتورة مارسيل جوينات

د. مارسيل جوينات :

 

في ظل ما يعيشه البعض من ضغوط وتحديات نفسية واجتماعية أصبح التنمر والتبلي ظاهره تستحق ان نتوقف عندها، وخاصة إذا خرجا من البيئة الداخلية الى البيئة المحيطة، وانعكاساتهما اصبحت تضر بالآخرين.

 

والتنمر والتبلي أصبحا وجهان لعمله واحدة وهو السيطرة والتسلط. والتنمر أنواع منه لفظي او جسدي، نفسي، ان كان في أماكن العمل وفي العلاقات بين الأصدقاء والعائلة والاهل، والتنمر الالكتروني، ... .

 

وبحسب الدراسات ان هناك عوامل للتنمر ومنها المدرسة كعدم احترام المعلم للطالب، وضعف القوانين، اعتداء أولياء الأمور على المعلم. واما العوامل التكنولوجية كانتشار الألعاب المخيفة والادمان عليها.

 

وبالإضافة للعوامل السابقة، تعد التربية الاسرية أي التنشئة الاسرية وكيفية تنشئة الطفل تؤثر على سلوكه في المستقبل، وكذلك نوعية وظروف المجتمع الذي نشاء فيه.

 

والاسئلة الذي تطرح نفسها هنا

 

هل على المتنمر ان يبقى متنمر مع نضوجه العقلي والجسدي؟

 

الا يستطيع ان يرمم تربيته بالابتعاد عن المحيط او البيئة الذي تدفعه للتنمر؟

 

الا يستطيع ضبط سلوكه مرة تلو المرة؟

 

الا يكون الالتزام الأخلاقي والديني مصدر لنبذ التنمر؟

 

تعلمنا من أهلنا ومن معلمين واساتذتنا ان الاخلاق الحميدة والإرادة الطيبة والنية الصافية تقف حاجز امام كل الحواجز التي تواجهنا وتعيق حياتنا. وما أجمل ان نصقلهم من خلال تجاربنا وخبراتنا الحياتية.

 

إن الحل لظاهرة التنمر التي أصبحت منتشرة بشكل لافت، وعلى كافة المستويات والمجالات، لا يأتي بالتمنيات وانما بالعودة الى انسانياتنا وضمائرنا واخلاقنا والثقة بالنفس. والابتعاد عن التزييف والتبلي والادعاء والطمع.

 

والأديان السماوية نبذة التنمر والذي هو شكل من اشكال العنف، ان كان من خلال الآيات او الاشعار او القصص والدلائل عديدة ومنها:

 

"وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لَاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لِأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ" متى 5:44):

 

قال تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" النحل 125.

 

ويقول الكاتب والاديب النمساوي شتيفان تسفايغ: «بعض الناس لا يراعون حقوق الآخرين ويحاولون مجابهة آرائهم بالعنف، لكن حين يتعلق الأمر بهم تجدهم الأكثر حساسية تجاه أي اعتراض».

 

وانا أقول لا فائدة من التنمر والتبلي، وانما بالمحبة والقناعة.

 

 

(الدستور الأردنية)