موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١

أعطوهم ليأكلوا

بقلم :
وائل سليمان - الأردن
أعطوهم ليأكلوا

أعطوهم ليأكلوا

 

كنت أفكر الْيَوْمَ بأعجوبة الخمسة أرغفة والسمكتين التي استطاعت من إطعام 5000 شخص، وزاد ما زاد من سلال مليئة بالخبز والسمك.

 

ابتدأت الأعجوبة عندما جاعت الجموع المحتشدة وراء يسوع فقال لتلاميذه؛ أعطوهم ليأكلوا... وذهب التلاميذ عند الجموع وعادوا وقالوا: لا يوجد لدينا طعام. إلا أن شابًا كان من بين الجموع وكان معه الخمسة أرغفة والسمكتين، وتبرّع بها للجموع بمحبة وتواضع وهكذا حصلت الأعجوبة.

 

أعجوبة تكثير الخبز كانت وما زالت لنا درسًا لحياتنا الْيَوْمَ...

 

أولاً: درس إيمان بأننا بالقليل نستطيع أن نفعل الكثير ونخدم الكثيرين...

 

ثانيًا: المشاركة بروح المحبة بكل ما نملك. لقد أعجبني يومًا ما تحليل آحد الكهنة الأفاضل عن تلك الأعجوبة عندما قال بأن الجموع كان لديهم طعام لأنهم لا يمكن أن يخرجوا في نزهة دون أخذ الزوادة معهم... لكنهم لم يضعوا طعامهم بالمشاركة... وعندما رأت الجموع شجاعة الشاب الذي تبرع بالخمسة أرغفة والسمكتين تشجعوا هم أيضًا وقدموا ما كان لديهم من طعام أيضًا...

 

وثالثًا: كان درسًا واضحًا جدًا بأننا لا نستطيع أن نطعم الجميع إلا إذا تعاونا جميعنا وعملنا معًا بقلب محب ومتواضع وبلا منافسة، وبلا رمي حجارة على بَعضُنَا البعض، ووضع ما نملك بالمشاركة، فنصل إلى إطعام الجميع دون الضغط على جهة واحدة.

 

صوت من السماء لا زال يقول لنا جميعنا: "أعطوهم ليأكلوا". متى ستأتي تلك اللحظة ونفتح قلبنا ونصغي الى ذلك الصوت ونبدأ بالعمل معًا بوضع كل ما نملك من أجل أطعام الجياع. فقط بهذة الطريقة يتكاثر الطعام فنطعم الجياع وما يزيد يكفي لمن لم يحضر بالمكان!

 

لنتحضر للزمن المقدس ولنبدأ سباق المحبة العملية والحقيقية بالمشاركة ونساعد الجميع ونعمل فقط من أجل الخير العام ولنشاهد الاعجوبة تتكرر مجددا امام اعيننا.