موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١

أحد لوقا التاسع 2021

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
أحد لوقا التاسع 2021

أحد لوقا التاسع 2021

 

الرِّسَالة
 

الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه، قدّموا للربِّ يا أبناءَ الله 

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل أفسس (أفسس 2 : 14-22)

 

يا إخوةُ، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا، هو جعلَ الإثنينِ واحداً، ونقَضَ في جَسدِه حائطَ السِياجِ الحاجزَ أي العداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائِضِه ليخلُقَ الاِثنينِ في نفسِهِ إنساناً واحِداً جديداً بإجرائِه السلام، ويُصالِحَ كلَيْهما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصليبِ بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه، فجاءَ وبشَّركم بالسلامِ البعيدِينَ منكُم والقريبين. لأنَّ بهِ لنا كِلَينا التوصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ بل مواطِنو القدّيسينَ وأهلُ بيت الله. وقد بُنيتم على أساسِ الرسل والأنبياء. وحجرُ الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ الذي بِه يُنسَقُ البُنيان كُلُّهُ، فينمو هيكَلاً مقدَّساً في الرب، وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسِكنًا للهِ في الروح.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس لوقا (لوقا 12: 16-21)

 

قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أَخصبَتْ أرضُهُ فَفكَّر في نفّسِه قائلاً: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أَخزِنُ فيه أثماري. ثمَّ قال: أصنع هذا، أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلاّتي وخيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه التي أعدَدتَها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِر لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسَّمْعِ فَلْيسْمَع.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

المثل الذي نسمعه خلال القداس الإلهي اليوم. الرجل الغني الذي أخصبت أرضه ثمارًا كثيرة لدرجة أنه لم يكن لديه مكان يضعها فيه. وفكر: "سأهدم مستودعاتي وأبني مستودعات أكبر وسأقول: يا نفسي، لديك الكثير من الغلات لسنوات عديدة، كلي، اشربي وأفرحي". لكن الله قال له: يا غبي، إنك في هذه الليلة تترك أنفاسك الأخيرة. إذن لمن سيكون كل ما أعددته؟". "هذا هو الرجل الذي يجمع كنوزاً لنفسه ولا يغني بحسب الله". بهذه العبارة يختم المسيح المثل، راغبًا في مقارنة الاهتمام بالأشياء المادية والاهتمام باقتناء الكنوز الروحية. إنه لا يدين رجل المثل لأنه كان غنياً ولا لأن أرضه أثمرت ثماراً كثيرة. ينتقده بسبب نزعته الأنانية التي اعتبرها من ناحية أن الخيرات التي حصل عليها كانت مخصصة حصريًا لمتعته، ومن ناحية أخرى كان يعتقد أنه سيعيش إلى الأبد ويتمتع بثروته. يصفه المسيح بأنه أحمق، أي أحمق، ليس بسبب بصيرته بل من أجل جشعه. يمكن لرجل المثل الثري أن يجمع بضاعته في المخازن التي لديه ويعطي الفائض للفقراء، في انتظار الحصاد الجديد. لكنه لا يفكر في قريبه فحسب، بل إنه يُظهر بسلوكه أنه لا يثق بالله أو حتى في الأرض نفسها التي تنتج الثمار. والنتيجة ليست سوى أن يحرم نفسه، لأن الله أخذه من الحياة الأرضية، كل ما جمعه بجهد وعرق من أجل متعته الشخصية. كما يدين الرب هذا السلوك، لأن التمركز حول الذات في جوهره هو الكفر ضد الله.

 

يبدو أنّ اهتمامَه الوحيد بالحياة كان الحصول على المزيد والمزيد من المال. فالرّجل من النّوع الذي، بدلًا من أن يكونَ مشغوفًا بجمال الحياة، يكون مشغوفًا بتكديس المادّيّات. كان الرّجل المسكين تحتَ الوهمِ بأنّه، باكتنازهِ الثروة، يخزِنُ السّعادة. ربّما في هذا المثل لم يكن الغنيّ طامعاً بثرواتِ غيره، إذ كانَ مكتفياً ذاتيّا، وكان الربّ مباركاً أرضهُ، وكانت تثمِر. إنّها ليست بفكرة سيّئة من الناحية العمليّة أن يهدم المرء أهراءاته وأن يبني أكبر منها لتسع غلَّته إذ يضيق بها المكان.

 

يفرح الغني بأرضه وممتلكاته، فيؤمن أن كل شيء يخصه وأنه يستطيع أن ينظم حياته بنفسه. لقد نسي أن كل ما لدينا هو هبة من الله، حتى الخيرات المادية. إنه ينسى بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة، هناك دائمًا أحداث ومواقف في حياتنا لا يمكننا التنبؤ بها أو السيطرة عليها أو منعها. وهناك، إن لم يكن هناك شيء آخر، يثبت مدى هشاشة "قدرتنا المطلقة" ومدى حاجتنا إلى مساعدة الله. هذا هو السبب في أن المسيح، في عظته على الجبل، قبل أن يحثنا على الاهتمام بالكنوز الروحية، أخبرنا ألا نهتم بالطعام أو الملابس أو الكنوز الأرضية.

 

إنّ هذا المثل، الذي أعطاه الرّبّ يسوع المسيح حول الرّجل الغنيّ والغبيّ، مثلٌ معروف، ولكنّه لا يخصّ فقط ذوي الأموال الكثيرة، بل كلّ الناس. كم منّا يمضي حياته يجمع المال. هناك من يحلم ببناء بيت شبيه بالقصر، وعندما ينتهي البناء تنتهي فجأة حياته الأرضيّة، فيكون قصره الأرضيّ فارغًا تتخبّط به الرّياح.

 

هذا النّوع من القلق لتكديس المال هو، في الحقيقة، مرضٌ في الأهواء. بعبارةٍ أخرى، إنّه تآكل الرّوح لأنّه بدلاً من العمل من أجل عيش حياةٍ كريمة، يعيش المريضُ هذا من أجل تحقيق المزيدِ من الأرباح. 

 

يتكرّس بالكامل ليصبح أكثرَ ثراءً. ما أُدينَ في الإنجيل ليس امتلاكَ الثروةِ بحدّ ذاتها، بل الطريقة المستخدمة فيها هذه الثروة. وفقًا لمنطقِ الإنجيل، إنّها تجربة كبيرة أن يكون الإنسانُ غنيًّا. إذا كانت ثروته مصدر فرحٍ لجاره، فيمكنه أن يُدعى غنيًّا بالمسيح. حيث إنّه يرى أنّ هذه الوفرة هي من نعمِ الله، يبدّدها بشكرٍ وفرحٍ على الحاجات التي لجيرانه، قائلاً في نفسه هكذا: "التي لك ممّا لك نحن نقدّمها لك..." من خلال إخوتك هؤلاء الصّغار المحتاجين. علينا ألا نشكك بل أن نتوكل على الله الذي يهتم ويقدم الطعام للطيور والألوان الزاهية في الأزهار، وكل خير لازم للرجل الذي يؤمن بالله. لكنه يحثنا على أن نخزن الكنوز السماوية التي لا تتعفن ولا تأكل ولا يستولي عليها اللصوص. لأنه حيث يكون كنزك هناك قلبك. لسوء الحظ، تتحرك قلوب الناس دائمًا وتتشبث بما يرونه، والاهتمام بالحياة والأشياء المادية. إن المجتمع الاستهلاكي الذي نعيش فيه ليس استثناءً ولكنه تجسيد لهذه الحقيقة. نحن البشر ممتلئون بالدراسة للحصول على أكبر قدر ممكن من أجل جعل حياتنا أكثر راحة، وفي النهاية نحن محاصرون في البحث عن السعادة، في بؤس جشعنا.

 

يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، في إحدى عظاتِه حولَ الغنى والفقر، بما يلي: "إنْ كنتَ لا تتذكّر شيئًا، فقط أريدك أن تتذكّر أمرًا واحدًا، ألا وهو أنّ عدمَ مشاركتك الخيرات التي لديك مع المحتاجين يُعتبر سرقتهم وحرمانهم من حقّهم في الحياة: ما نملكه هو ليس لنا، بل لهم، للمحتاجين...".

 

نحن لا نهتم بجارنا أو مشاكله أو احتياجاته. وأخيرًا ، مثل أحمق المثل ، نحن محاصرون في أنانيتنا ولدينا إيمان ضئيل بالله. لا يخبرنا المسيح ألا نعتني بعائلتنا ، من أجل مستقبل أطفالنا ، من أجل توفير ما يلزم. لكنه يؤكد أن كل هذا ليس مهمًا لدرجة أننا ننسى رعاية أرواحنا. لذلك يحثنا على إعادة تحديد أولوياتنا ، لننظر إلى السماء: "اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره ، فيعطيك كل شيء آخر".

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامَة باللَّحن السَّابِع

حَطَمْتَ بِصَلِيبِكَ الموتَ وفَتَحْتَ لِلِّصِّ الفِرْدَوُس، وحَوَّلْتَ نَوْحَ حَامِلَاتِ الطِّيبِ، وأَمَرْتَ رُسُلَكَ أَنْ يَكْرِزُوا بِأَنَّكَ قَدْ قُمْتَ أَيُّهَا المسيحُ الإله، مَانِحًا العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.

 

طروباريّة دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع

اليومَ العذراءُ التي هي مقدِّمةُ مسرَّة اللهِ وابتداءُ الكرازة بخلاصِ البشر، قد ظهرَتْ في هيكلِ اللهِ علانيةً وسبقَت مبشِّرةً للجميعِ بالمسيح، فلنهتِفْ نحوها بصوتٍ عظيمٍ قائلين: إفرحي يا كمالَ تدبيرِ الخالق.

 

قنداق دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع

إنّ الهيكلَ الكلّيَّ النَّقاوة، هيكلَ المخلّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لْمجِد الله. اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّبِ، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوحِ الإلهيّ. فَلْتسَبِّحْها ملائكةُ الله، لأنّها هي المِظلةُ السَّماويّة.