موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢

هذا هو حملُ الله الذي يَرفعُ خطيئة العالم

بقلم :
المطران كريكور كوسا - مصر
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

المطران كريكور اوغسطينوس كوسا، أسقف الاسكندرية للأرمن الكاثوليك

 

يوحنّا المعمدان كان يُعمّد في نهر الأردنّ، وقد جاء إليه العديد من الأشخاص ليتعمّدوا على يديّه هذا الذي كان يذكّرهم بإيليّا، هذا النبّي العظيم الذي نقّى الإسرائيليِّين من عبادة الأوثان قبل تسعة قرون وقادهم إلى الإيمان الصّحيح بإله العهد، إله أبراهيم وأسحق ويعقوب.

 

يوحنّا المعمدان كان يبشّر باقتراب ملكوت السّماوات، وكان يحثّ الناس على الاستعداد لقبول المسيح والإرتداد والسّلوك في دروب البِرّ، وراح يعمّد في نهر الأردنّ ليعطي الشّعب أداة ملموسة لهذه التوبة.

 

يوحنّا كان يعلم أن قدوم المسيح بات وشيكاً، وسيعرفه عندما سيحلّ عليه الرّوح القدس، لأنّ المسيح هو الذي سيأتي بالمعموديّة الحقيقيّة، ألا وهي معموديّة الرّوح القدس.

 

يسوع جاء إلى نهر الأردن وسط الناس الخطأة وكان هذا أوّل ما صنعه، إذ ترك بيته في الناصرة وذهب إلى اليهوديّة، إلى نهر الأردن ليتعمّد على يديّ يوحنّا المعمدان. وقد نزل على الربّ الرّوح القدس بشكل حمامة وسُمع صوت الله الآب يُعلن ويقول: "أنت ابني الحبيب. عنك رَضِيت" (مرقس ١ : ١١).

 

الرّوح القدس أنار يوحنّا وجعله يفهم أنّه من خلال عماده ليسوع سيُتم كلّ برّ، وسيتم مخطط الله الخلاصيّ. يسوع هو المسيح، إنّه ملك إسرائيل، لكنّه لم يأتِ بقوّة هذا العالم، إذ جاء عندها كحمل الله الذي يحمل خطيئة العالم.

 

يوحنّا دلّ أتباعه على يسوع، مع العلم أنّه كان لديه العديد من التلاميذ الذين اختاروه كقائد روحيّ، ومن بين هؤلاء مَن أصبحوا تلامذة ليسوع وهم سمعان بطرس وأخوه إندراوس ويعقوب وأخوه يوحنّا، وكانوا كلّهم صيادي سمك وقدموا من الجليل مثل يسوع.

 

إنَّ أهمية هذا الحدث العظيم، لقاء يسوع بيوحنا المعمدان بالنسبة لإيماننا ولرسالة الكنيسة لأنها مدعوَّة إلى التمثل بيوحنا المعمدان، كي تدل وتعرٰف الناس على يسوع، قائلةً: "هوذا حمل الله الذي يحمل خطايا العالم"، وأنَّ يسوع المسيح هو الرب المتواضع واقف وسط الخطأة، وحده يُخلّص شعبه من الخطيئة، وحده يُحرره من العبودية ويقوده إلى أرض الحرية الحقيقية.