موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠

ها أنا أمة الرب!

بقلم :
الأب منويل بدر - الأردن
في أحد المجيء الرابع والأخير، تقف مريم أمامنا كمِثال حيٍّ بإيمانها واستسلامها لإرادة الله

في أحد المجيء الرابع والأخير، تقف مريم أمامنا كمِثال حيٍّ بإيمانها واستسلامها لإرادة الله

 

أحد المجيء الرابع / الإنجيل لوقا 1: 26-38

 

حسب توقعات البشر وخاصة حسب حالة العالم الذي كان قد وصل إلى درجة لا يُرثى لها من التعاسة، كان الكلُّ يتساءل، إذا لم يكن قد حان الوقت ليظهر المخلّص المنتظر ويُعيد النظام في العالم، كما نتسائل نحن اليوم أيضا، إذا لم يحن الوقت لظهوره وسط المصيبة التي نعيشها من جرّاء انتشار وباء الفايروس كورونا ويضعُ لها حدّا. فلا أحد يُنكر أن العالم اليوم هو ليس ذاك العالم، الذي خرج من يده تعالى. ذاك العالم كان حسنا، وأما عالمنا اليوم فلا يجد فيه الكثيرون شيئا حسناً. إذ تشعّبت الخطيئة الأصليه فيه، بكامل وجوهها ولا تعرف التّوقُّف، كدودة الخشب فهي ليل نهار تنخر وتتغلغل حتى يهرم الخشب ويهدد سقف البيت القائم عليه بالسقوط.

 

في الأحد الرابع من المجيء يبرز دائما وجه مريم، لأن لها دورا حاسما في مخطط الله الخلاصي. لقد نالت عند الله بإيمانها وطاعتها، اختيارا ونعمة خاصتين. فكما قال يسوع لكنعانيّة أصرّت عليه بإلحاح أن يشفي ابنتها، مادحاً إياها: إيمانك عظيما يا امرأة. هكذا نقدر أن نقول عن مريم: طوبى للتي آمنت. هذا الأحد يُقرِّبنا إلى الإحتفال بعيد الميلاد، الّذي تمَّ في أحشاء مريم، تلك الفتاة، التي أَعطَتْ لابن الله مسكنا في أحشاها، فصارت المباركة بين النساء. لأنها أعطت لله بحضرة مُرسَلِه جبرائيل مسكنا، فقد أعطاها مكانا ما حظت به امرأة إلى الأبد. لكننا نقدر أن نقول، إنّ كلَّ من يفتح قلبه لإرادة الله، ليلعب دورا في الإيمان، ويضحّي بحياته لهدفٍ سامي، سيكون أجره عظيما في السّماء.إيمانك عظيم أيتها الإمرأة.

 

حاسة الشّم والنّظر هي من أهم الحواس فينا. فنحن نشعر ونرى، من الأجواء الخارجية حولَنا (هذه السنة أقل من غيرها بسبب الكورونا والحجر الشامل) أنّ عيد الميلاد على الأبواب. فالأسواق التجارية، بجميع أنواع بضاعتها المُكدّسة، سواء في المخازن أو الأماكن التجارية  أو على البازارات السابقة لأوانها، مصحوبة بالأغاني والترانيم الميلادبة الصاخبة، تجذب أنظارنا وتنبهنا إلى قروب هذا الحدث، كأننا ما سمعنا به بعد. هذا وقد ننعدي من إفراط الناس في الشراء، فنشتري نحن أيضا سلفا بعض الأشياء، خاصة للأكل والشرب، التي تجعل من أيام العيد أياما ممتعة. يُقال إن كثيرا من هذه المتاجر تكسب نصف مدخولها السّنوي من تجارة عيد الميلاد. كثيرون يفتكرون بأن الأسواق والمشتريات هي التي تذكّرنا بأن عيد الميلاد قريب، وأن الأفراح تقوم بالمشتريات. أما الكنيسة فتكافح، بالكلام والتبشير، لتُفْهِم النّاس ما هو عيد الميلاد وما هو محوره، فهو غير مُرتبط، بظواهرَ خارجية وأسواق تجارية على اسمه: أسواق الميلاد، أو بازار الميلاد أو إضاءة شموع او نجمة الميلاد أو أو.... وإنّما بتحقيق شيء لا شبيه له، لا في التّاريخ ولا في الدّيانات المعروفة، أو غير معروفة أيضا، وهو تجسّد ابن الله – أخذ جسدا، ووُلِدَ مثل أيّْ صار واحد منا. وأما طريقة تحقيقه، فوَصَفَها لنا إنجيل اليوم: لمّا حان الزّمان، أرسل الله الملاك جبرائيل بسؤال إلى فتاة بسيطة في الناصرة، ليسألها إن كانت مستعدّة أن تتحملّ مسؤولية في برنامج الخلاص؟ إن كانت مستعدّة أن تُشارك الله في خِطَّتِه، وتصبح أُمّا لابنه. جوابها على هذا السؤال، كان يهمُّ طبعا بالدّرجة الأولى الله بالذات، ولكن أيضا يهمُّ العالم كلَّه، قبل أن يهمَّ شعبها، الذي كان ينتظر مخلِّصا، بعد طرده من الفردوس. مريم، ككل فتاة من بنات شعبها، لم يكن لديها أيَّ مانع أو اعتراض، من أن يختار الله إحداهن، لتكون أمّ المخلِّص المنتظر. لكن أن يختارها هي بالذات، فهذا لم يكن خطر على بالها، خاصة وأنها كانت مخطوبة لقريبها يوسف النّجار: "أُرسِلَ جبرائيل إلى عذراء مخطوبةٍ لرجلٍ من بيت داؤد إسمه يوسف". لكن أفكار الله هي غير أفكارنا(أشع. 55: 8)، ونحن لا نقدر أن نجعلها تطابق أفكارنا ومخطّطاتنا، أو أن نعرف مسبقاً كيف تكون. لكن التوراة تكشف لنا، أنّ الله غالباً ما يختارا أفرادا لمهمة معيّنة، لا تخطر على بالنا أو أنَّ لنا بها عِلماً مُسبَقاً. ومن لا يخطر على باله، دعوة الصبي صموئيل الذي ما كان عمره يزيد عن الخمس سنوات (1 صموئيل 3) حينما دعاه الله لرسالة كبيرة بين شعبه. هذا وإذا بيومٍ ما، تتفاجأ فتاة في الناصرة، إسمها مريم، بزيارة شخص غريب، أسمَتْه التّوراة ملاك الله جبرائيل، حيّاها وأعلنها مباركة بين النساء. ثمّ أدهشها بخبر غريب، لكنّه للتّوِّ طمأنها بقوله: لا تخافي يا مريم! فتشجّعت ووجّهت هيَ، سؤالَ استفسار له. فردّ عليها بجواب منطقيٍّ مُقنع واضح، جعلها تقبل بالخضوع لإرادة الله: "ها أنا أمة الرّب، فليكن لي بحسب قولك". كم يجب أن يكون إيمان هذه الفتاة قويّا، حتّى تسلِّم أمرها لله. فحقّا نقدر أن نقول "إن الإيمان ينقل الجبال". ففرحت الأرض قبل السماء بهذا الجواب المتواضع، الذي تجلّت فيه طاعة مريم لله، بدل كبرياء حوّاء، لذا فبه حلّت محلَّ حوّاء القديمة، بل صارت هي حوّاءُ الجديدة. مريم عرفت أن الله يطلب منها وسيكافئُها إن قَبِلت، فما تركت المناسبة تضيع من يديها، لتعلن بجوابها أيضا، أن بوسع الإنسان، أن يكون مؤمنا ومطيعا، وليس فقط متكبِّرا، إذ نصيب المتكبِّر هو الهلاك. هي تقبل بتواضعٍ عرضَ الملاك "لأن الله نظر إلى تواضع أمتِه"، بالنيابة عن العالم الذي سيعرف السلام والعدل، إذ ستبدأ حقبة تاريخ جديد ة مع خلائقه البشر. هي ستلد ابنا وتبقى عذراء، "إذ ليس من مستحيل عند الله" ولو أن هذا الحدث الوحيد هو سبب خلافات وانشقاق في الكنائس. هذا الإبن هو ابن الله. "المولود منك يُدعى ابنّ الله". فهذا هو سبب فرحنا، وليس الأسواق الميلادية المتنوّعة والبيع والشراء المُكثّف. الآن بعد جواب مريم يبدأ الفرح بعيد الميلاد، الذي لن يطول. عن قريب سيظهر نور ابنِ الله، فيبدّد الظلام المخيّم على الأرض، الّذي ترمز له الأضواء الكثيرة، الّتي نُضيئها في هذه الأوقات المُعتِمة. لذا فليلة عيد الميلاد هي ليلة مُقدّسة، إذ فيها تلد االقداسة لحياة كلِّ البشر.

 

هذا كلُّه قد تمّ على يد ابنة النّاصرة مريم، الّتي كرّست باقي حياتِها، لخدمة ومرافقة ابنها المخلِّص، على طرق، أخفاها عنها(سيجوز سيف في نفسك)، لكنها سارتها وراء من قال : أنا الطّريق، من تبعني لا يسير في الظّلام. هي قالت: القدير صنع بي عظائم، إذ منها سيلد هذا المخلِّص. فهذا هو سبب فرح البشر. وليكن معلوما أنه لا أسواق تجارية موسّعة، ولا مشتريات ثمينة، تحدث في هذا الوقت، بوسعها أن تُسبِّب فينا فرحا، أكبرَ وأهمَّ من مشاهدة هذا الطفل في مغارة الميلاد. فهو الله، الّذي أراد هذه المناسبة، فربطت السماء بالأرض بسلّم يعقوبٍ جديد، لتفرحا سوية: إني أٌبشِّركم بفرح عظيم، يكون لجميع الشعب (لو 2: 10).

 

ففي أحد المجيء الرابع والآخير اليوم، تقف مريم أمامنا كمِثال حيٍّ بإيمانها واستسلامها لإرادة الله. هي خضعت لإرادة الله دون تردّد، لأنها أدركت أنّ مَن الله معه فمن عليه. هي قالت لله نعم، وعرفت أن الله أيضا قال لها بالخفاء نَعَمَه. فهي تشجّعُما أن نقول أيضا نعم، لإرادته في حياتنا، ونعرف أن حياتنا هي بيده أيضا. نحن نصلي لها: الرّب معك! نعم الربّ مع كلِّ واحدٍ منا، إذ اسمه عمانوئيل أي الله معنا.

 

ففي عيد الميلاد إذن، نحن لا نحتفل بِكَرَمِنا بشراء هدايا عديدة وثمينة، لكن بظهور نعمة الله ومحبته بيننا، كما يقول بولس في الرسالة (تيط 2: 11).نعم تَجَسُّدُ ابنِه بطبيعتنا يعني أن الله انخرط في عالمنا كليّاً، وبلا تراجع، إذ الملاك كان قد كشف عن اسمه، عمّانوئيل شعبه، أي الله مع شعبه. فما أن قبلت مريم بالعرض الإلهي، حتى نزل روح الله فيها، فاحتفلت هي بعيد الميلاد الحقيقي، قبل أن يحتفل العالم به.

 

هناك فرق كبير بين ما قاله فلاسفة العصور القديمة عن الله، وبين الله الذي تقدِّمُه لنا التوراة. الفلاسفة قدّموا الله، نعم كخالق العالم، ولكنه بقي بعيداً عن هذا العالم، مختبئاً صامتا خلف الغيوم، لذا فالإنسان يبقى خائفا من هذا الإله، ويوعزُ كل كارثة تحدث على الأرض، إنتقاما منه ليبقى الناس يهابونه. حتى الرّعد والفياضانات كانت كلها لهم، قصاص لسيّئآت الإنسان ولعدم رضى آلهتهم عليهم. لذا فكان الإنسان يعيش منزويا مُختبأً عن ربّه كآدم.

 

الفرق كبير بين هذه الآلهة وبين الإله الذي كرز به الأنبياء والذي نقرأ عنه في التّوراة ونكتشفه بالإيمان. هو ليس إلهاً مُختَرَعاً، لكن مُوحى. لذا فصفاته لا يعلو عليها صفات، أوّلها أنه إله مُحب: لستم أنتم الّذين أحببتموني بل أنا أحببتكم.. هو عادل رحيم، لا يحقد "يغفر الخطايا لمن يغفر خطايا غيره". لا يبثُّ خوفا بل ثقة: "تعالوا إليَّ وأنا أريحكم".. هو ليس جالساً على عرشٍ، كحاكم ليُقاصِص، بل يُفتِّش عن الخروف الوحيد الضائع والإبن الضّال. بميلاده جعل من التّاريخ العالمي تاريخا مُقدَّسا.

 

 

زيارة مريم لأليصابات

 

بَعْدَ سَماعِ الخَبَرِ مِنْ فَمِ الملاكِ جبريل

أليصاباتُ العاقِرُ تَنْتًظِرُ مولوداً جليل

 

أسْرَعَتْ مريمُ لِتَهْنِأةِ أليصاباتِ قريبتِها

زَوْجَةِ زَكَرِيّا فِيْ عَيْنِ كارِمَ إسْمُ قريتِها

 

زَكَرِيّا كانَ مُصاباً بالْخَرَسِ عَنْ قِلَّةِ إيمانه

يَنْطُرُ تَحْقيقَ حُلْمِ مِيلادِ ابْنِهِ لِيُعْلِنْهُ بلسانه

 

مَريمُ ما كانَتْ خائفة ًحَتّى وإِنْ كانَتْ سريعة

تَحْمِلُ ابنَ الله في قلبِها فَهْوَ مَعْها في الطليعة

 

قالوا حيثما كانَ جَفافٌ وشوكٌ على حافَّةِ الطريق

أزْهَرَتْ الورودُ بِأَشْكالِها وسالَ في جَوْفِها رحيق

 

جُنْدُ جِبريلَ تُرَفْرِفُ فَوقَها لِلْحمايَةِ والحراسة

يُرافِقُوها غَيْرُ منظورينَ فهذا بُرْهانُ القداسة

 

وَضيعَةً مُطيعَةً لإرادَةِ الله لا يَغيبُ عَنْ بالها

أَنَّها أَعْلَنَتِ التَّخَلّيْ عَنْ إِرادَتِها تقديراً لحالها

 

الصَّلاةُ حَلَّتْ مَكانَ التَّذَمُّرِ عَنْ وُعورَةِ الطريق

فَما وَعَتْ إلا وَهْيَ بِإِرْشادٍ أمامَ بَيْتٍ بابُهُ عتيق

 

يا بيتُ يا مَسْكِناً أرْضِيّاً لَكِنَّهُ يُذكِّرُنا بالسماء

فَسُكَّانُهُ مُنهمِكون بالعِبادَةِ بِكُلِّ إيمانٍ ورجاء

 

رَفَعَتِ الطَّرْفَ وإذا بأليصاباتِ فاتِحَةَ الذراعين

تَحْني الرَّأْسَ احْتِراماً للسَّلامِ ومُغْمِضَةَ الجفنين

 

أليصاباتُ كانَتْ تَحْمِلُ ابْناً موعوداً في أحشاها

كَأُمِّهِ شَعَرَ بِزِيارَةِ نَبِيِّ الأنبيا ابْنِ يهواهُ ويهواها

 

بِسُرْعَةِ البَرْقِ مَدَّ يَداً خَفِيَّةً صافَحَ الضَّيْفَ باحترام

شَعَرَتْ بِهِ أليصاباتُ باهْتِزازِ الجَنينِ فيها بِلا كلام

 

يا لَهُ مِنْ مَوْقِفٍ يَبْعَثُ على التَّفْكيرِ إِذِ الْمُسِنَّةُ منهما

لا تَفْهَمُ كَيْفَ لَمْ تَبْقَ عاقِراً وَلِمَ الله بابْنٍ عليها أنعما

 

يا لِلدَّهْشَةِ مريمُ كانَتْ عَرَفَتْ أَنَّ أليصاباتَ أُمّاً ستكون

وأَمّا أليصاباتُ فما عَرَفَتْ أنَّ مريمَ أمُّ ابنِ الله الحنون

 

تَعانقتا بِحُبٍّ وحنانٍ فَهُما مِنْ زمانٍ ما كانتا تقابلتا

وبإِلْهامٍ صَرَخَتْ أليصاباتُ عِندما يداهُما تشابكتا

 

مَنْ أنا حَتّى تَزورَنِي أمُّ ربّيِ الَّذي تَحْمِلْهُ في أحشاها

يا لَها مِنْ  نِعْمَةٍ حبانا بِها الخالِقُ ما عادَ أَحَدٌ يخشاها

 

يا مريمُ يا ابْنَةَ أخي واكِيمَ هيّا ادْخُلي وادْخِلِي الْهَنا

في بَيْتِنا حَيْثُ سَيَلِدُ ابْني قَبْلَ أنْ تَتْرُكينا وابنُكِ هُنا

 

فَرَفَعَتْ مريمُ الجَفْنَ إلى السّما وَصَلَّتْ لِرَبِّ العُلى

تُعَظِّمُهُ نَفْسي مِنْ تَعْظيمِ شَأْني أمامَ شَعْبي والمَلا

 

ما أنا إلّا أَمَةٌ لَهُ قَبِلْتُ أنْ أكونَ أُمّاً لابْنِهِ الموعود

ما طَلَبْتُ المديحَ لَكِنَّ حُبَّ الشَّعْبِ لنا غيرُ محدود

 

هُوَ العَلِيُّ القَوِيُّ الْقَديرُ يُنْزِلُ المُتَكَبِّرينَ عَنِ الكراسي

بل َيَرْفَعُ المُتَواضِعينَ أَمامَهُ ويَغْمُرْهُمْ بِحُبِّهِ الأساسي

 

أقامَتْ مريمُ ثلاثةَ شُهورٍ عندَ أليصاباتِ حَتّى وَلَدَتْ

إبْناً أَسْماهُ زكرِيّا يُوحنّا فَانْحَلَّتْ عُقْدَةُ لِسانِهِ وشفتْ

 

الإسْمُ يوحنّا يَعْني الله رحيمٌ وَهْوَ كَذلِكَ لا يَحْقِدُ علينا

بَلْ يَجِدُ مَنْفَذاً لِيَرُدَّنا إلى الصَّوابِ فَهْوَ لا يَكيلُ بكيلنا

 

يا يوحنّا آخِرَ أنبياءِ العَهْدِ القديمِ وَأوَّلُهُمْ في الجديد

أنتَ سَبَقْتَ المسيحَ عُمْراً لِتَفْتَحَ لهُ قَلْبَ شَعْبِهِ العنيد

 

خِطاباتُكَ ومِثالُكَ ما كانَ لهُما شَبيهٌ عِنْدَ الفريسيين

حتّى افْتَكروكَ أَنَّكَ النَّبِيُّ المُنْتَظَرُ حَوْلَكَ الكروبين

 

أَنْتَ أبْعَدتَّ الشُّبْهَةَ قُلْتَ ما أنا أَهْلٌ لِحَلِّ سَيْرِ حذائه

ومريمُ أُمُّهُ زارَتْني قَبْلَ مَولدي فعَلَّمَتْني جُلَّ آرائه

 

فيا مريمُ يا نَقِيَّةً ما لها بينَ الخلائِقِ أجْمَعينَ مِنْ مثيل

اشْفَعي بِنا عِنْدَ ابْنِكِ لِتَبْقى نُفوسُنا نَقِيَّةً بِفَضْلِهِ الجليل