موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢ أغسطس / آب ٢٠٢١

نعم لإلزامية لقاح كورونا

فارس الحباشنة

فارس الحباشنة

فارس الحباشنة :

 

من الحتمي الاعتراف ان اللقاح هو الحل الانجع لمقاومة كورونا. وان الحكومات والاطباء والناس لا يملكون غير «لقاحات كورونا» لكي يقاموا الفايروس وتحولاته، وعودة تفشيه، واعتماده كجواز سفر وشهادة صحية.

 

دول انتصرت في معركة التطعيم، ودول تجاوزت حد ازمة كورونا، ومضت الى مربع الامان الصحي بعدما قامت بتلقيح اكثر من نصف عدد السكان، وقامت بحملات منظمة زمنيا لاعطاء اللقاح، وربطه بشروط عودة الحياة.

 

اردنيا، هناك جزء معطل لعودة الحياة. ورافضو»لقاح كورونا» والمؤمنون بنظرية المؤامرة، وان للقاح اثار صحية سلبية على مدى البعيد، وغير ذلك من اخبار التشويش والتضليل حول اللقاح.

 

الجزء المعطل لعودة الحياة واعداء اللقاح، ليسوا من الطبقة غير المتعلمة، ومحدودي التعليم، بل الادهى في سماع روايات ووجهات نظر رافضي اخذ اللقاح، انهم من ابناء الطبقة الوسطى، اطباء ومهندسين وصيادلة، واكاديميين.

 

كثيرو الاجتهاد حول اللقاح لم يقدموا رأيا طبيا وعلميا، واكثر ما نسمع خزعبلات واوهام واساطير وكلام مضلل. والاهم ان ذاك الكلام ليس خارجا عن بيوت علم ومراكز ابحاث ودراسات بيولوجية، كلام انطباعي واتهامي، وكلام ليس قائما على وجهة نظر علمية وعقلانية.

 

في الاردن ودول كثيرة لم يسجل اي اضرار وتوابع صحية سببها لقاح كورونا. ولم يشكُ متعاطي اللقاح من اي تبعات ودواعي سلبية ادت الى تاثيرها على صحتهم العامة وغير ذلك.

 

اللقاحات متوفرة، ولا تمايز بين اي لقاح والثاني. الامريكي والصيني والروسي، ونصف الكرة الارضية واكثر اخذوا من «سلة اللقاحات»، وتعافت شعوب من الفايروس، ودول فتحت حدودها واعلنت عودة الحياة والاقتصاد. والفضل بالاول والاخير يعود الى اللقاح وابرة المطعوم، ويد الممرض المتطوع التي وخزت الناس بالمطعوم.

 

نعم لالزامية التطعيم. والرأي العام المضاد للقاح تبدد واختفى. وحدة القلق من اللقاح خفت، الشريحة المضادة والمعادية للقاح، وكما يبدو بانها مسلحة بعداء مسبق من الحياة والعلم. وثمة ما يوجب في زمن المحن والازمات لرفع رايات حمراء وتطبيق روح القانون براديكالية وتطرف لحماية سلامة المجتمع، وسلامة البلاد، وامنها الصحي، وللنجاة من الوباء باقل الخسائر والضحايا بشريا واقتصاديا.

 

نعم، فمن يرفض اخذ اللقاح، لماذا لا يمنع من الحركة والعمل والنشاط العمومي؟ فما دام رافض للمطعوم، ولكي يتجنب الاصابة وحماية نفسه والاخرين من الفايروس، فهذا من الحتمي والمنطقي ان يحجر ويمنع من الحركة، ويحرم من حق طبيعي حتى ينقشع الفايروس، وتزول الاسباب المانعة والمعيقة لذلك.

 

ديكتاتورية كورونا. ومن هنا احض الحكومة على التشدد في مسألة اللقاح واجباريته، وان تتوسع في وضع اجراءات صارمة وحازمة بما يتعلق بالزامية التلقيح.

 

وانا، افهم ان عجوزا وشخصا غير متعلم قد يعادي اللقاح خوفا وقلة علم ودراية، ولكن ما نراه في الاردن من شريحة متعلمة واكاديمية ومهنية تخاصم وتعادي اللقاح، فهذا امر يستحق التعليق والتأمل والمراجعة.

 

الاردنيون ذهبوا الى التلقيح بقناعات، وبعد حملات تشوية وتضليل وتشويه للقاح روجت لها اطراف في الداخل والخارج، ويبدو انها خسرت معركتها مع اللقاح، لا حل عن اللقاح واجبارية اخذ اللقاح.

 

وهذا الرأي لربما لم يحسم عالميا، ولكن هناك اتفاقات ضمنية طبية وعلمية على وجوب تبنيه، وان يكون مفتاح معركة كورونا، ومفتاح الخلاص والنجاة من الفايروس اللعين، فالخلاص من كورونا يبدأ بالتطعيم، وهذا التحدي التاريخي الصحي لا يمكن ان يواجه الا بسياسات صحية صارمة ومفصلية، وسياسات صحية تعجل من اكساب المجتمع مناعة ذاتية بالتطعيم والوقاية والسلامة العامة.

 

(الدستور الأردنية)