موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٠ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٠

ماذا ننتظر من الطفل الآتي؟

بقلم :
تيمور العوابده - الأردن
ماذا ننتظر من الطفل الآتي؟

ماذا ننتظر من الطفل الآتي؟

 

لربما هذا الميلاد يختلف تمامًا عن ما سبقه ولا أعني بالجوهر وإنما هنالك متغيرات كثيرة حالت دون إقامة كافة الفعاليات والاحتفالات التي تسبق تلك الليلة، ونحن اليوم جزء من هذا العالم الذي أخذ ينغلق على نفسه رغمًا عنه لمِا أصاب الإنسانية بهذا الوباء الذي أفتك بحياة الكثيرين وغيّر مسار الحياة ونشاطها، كما أُغلقت منشآت كبرى ومحال تجارية وغيرها من الإجراءات التي رافقت هذه الجائحة التي أطاحت بالعالم برمته.

 

ومن جانب آخر إلا أننا ننتظر بشغف عيد الميلاد والذي به نحن كمسيحيين نتحضر لهذا الطفل الآتي، إن كان في تحضير الزينة وإقامة الصلوات التي تسبق تلك الليلة التي يولد فيها الطفل الإلهي، كما أننا نتحضر روحيًا لنجعل من تلك القلوب المثقلة بهموم هذا العالم وما خلفه وسيخلفه هذا الوباء على حياة الانسان إلا علينا أن نجعلها قلوبا دافئة فيها كل الحب الصادق، فيها النقاء والصفاء، فيها كل العطاء ليولد إله السلام.

 

نعم هذا اليوم ما ننتظره وما ينتظره العالم بأسره بميلاد المخلص، الخلاص من هذا الوباء وأن ينعم العالم والإنسانية جمعاء بسلام القلوب وأن تعود الحياة إلى عادتها ويعود كل شيء لمكانه الطبيعي ليعيش الانسان بكرامة وبحياة هانئة فيها كل الخير والفرح.

 

اليوم ماذا تنتظر أنت من هذا الطفل؟

 

نعم لكل إنسان في قلبه نية صادقة، طلبة خاصة، أمنية نابعة من إيمانه بأنه سينال كل ما يريد، لأنه يؤمن بيسوع الآتي والحاضر معنا كل لحظة، هو يسمع آنين المتعبين. اليوم ننتظر كغيرنا الكثيرين ينتظرون نجاحًا، تطورًا، صحةً، ينتظرون حياة أفضل، ينتظرون في الحياة كل شيء جميل. فالكلّ ينتظر شيئًا ما، وبحسب ما تحتاجه نفسه، إلا أنني أقول لنطلب مشيئة الله وملكوته أولا والباقي سيزاد لنا. نعم سيزاد بيوم ذاك اللقاء الذي فيه الفرح والسلام.

 

فيا أيها الطفل الآتي إمنح بلادنا سلامًا

وامنح النفوس المتعطشة إليك أمانًا

واملأ قلوب الحزانى في الحياة فرحًا

وسترنم لك الملائكة بميلادك إبتهاجًا