موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٢٩ يونيو / حزيران ٢٠٢٠

لهذا يتم استهداف الكنائس!

سميح المعايطة

سميح المعايطة

سميح المعايطة :


تاريخ الجماعات المتطرفة في العالم العربي يحمل فصلا من الأفكار والممارسات التي تستهدف المسيحيين والكنائس بالاعمال الإرهابية من تفجير باصاتهم بمن فيها وتفجير الكنائس، ولعل مايذكرنا بهذا الفكر ما قرأناه أمس عن عملية إرهابية تم اكتشافها من قبل المخابرات الأردنية كانت إحدى المجموعات الإرهابية تخطط للقيام بها ضد إحدى الكنائس.

 

وهذا التاريخ في الاستهداف الإرهابي للكنائس والمسيحيين كان جزءا رئيسا من نشاط التنظيمات المتطرفة في مصر منذ عقود وكان أيضا في دول اخرى مثل سورية والعراق ومناطق اخرى، وهذا الاستهداف ليس فقط لتصنيف هذه التنظيمات للمسيحيين بالكفر لأن هذا الوصف بالكفر يطلقونه أيضا على المسلمين من غير اتباع تنظيماتهم، لكن الاستهداف له أسباب اخرى إضافة للتصنيف بين الإيمان والكفر منها أن هذه التنظيمات ترى أن المسيحيين في العالم العربي نقطة ضعف للدول، واستهداف الكنائس والمسيحيين يرسم صورة ضعف للدول بانها عاجزة عن حمايتهم أمام العالم، وأن ضرب المسيحيين بعمليات إرهابية يجعل من الدولة في وضع حرج امام العالم الغربي.

 

والمسيحيون مستهدفون لأن بعض التنظيمات الارهابية ترى فيهم امتدادا للدول الغربية في أوروبا وأميركا وإن استهداف المسيحيين استهداف لهذه الدول وكأنهم جاليات أوروبية أو أميركية في العالم العربي، ويغيب عن أذهانهم أن المسيحية مهدها وظهورها في بلادنا العربية حيث ولد السيد المسيح في فلسطين وكانت السيدة مريم العذراء تقيم في فلسطين، وأن العالم المسيحي يقوم بالحج المسيحي إلى بلادنا وأن المغطس هنا، وأن المسيحيين العرب كانوا قبل الإسلام وبعده جزءا من مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ونحن وإياهم ثقافة واحدة ولنا تاريخ واحد وليسوا جزءا من جاليات الغرب.

 

تاريخ عمل التنظيمات المتطرفة يقول ان الاستهداف كان لكل جهة من غير اطار تنظيماتهم لكن استهداف الكنائس والمسيحيين كان له خصوصية في عملهم، وكان السطو على محلاتهم وتفجير كنائسهم وتجمعاتهم.

 

خلال أزمتي سورية والعراق ساهم الاستهداف المركز للكنائس والمسيحيين في تهجير المسيحيين من البلدين بشكل متسارع. التهجير كان من كل الأديان لكن تفريغ المنطقة من المسيحيين كان بشكل اكبر، وكانت رسالة الاستهداف أن المسيحي لا مكان له على تلك الجغرافيا.

 

بفضل الله أننا في الأردن تقوم الجهات المعنية بحصار هذه التنظيمات ولهذا لم تتم عمليات استهداف الكنائس والمسيحيين، وما كان من عمليات إرهابية استهدف عامة الناس واجهزة الأمن، لكن تركيبة هذه التنظيمات فيها مساحة للشر تخص المسيحيين ومؤسساتهم، والاسباب أولا سياسية وفكرية وليست فقط من باب التكفير لانهم يرون كل من هو خارج تنظيماتهم كافرا وأولهم المسلمون.

 

(جريدة الرأي الأردنيّة)