موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٧ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠١٩

كيفية الصلاة بصفاتها العميقة

بقلم :
الأب بيوس فرح ادمون - مصر

إن كان الحديث مع الله بتواضع، بإحساس النفس عميق، بإحساس بخطيئتها عندئذٍ لا تكون الصلاة عبئًا على الإنسان بل تريحه. الصلاة متَّصلة بالإيمان القويم، بالأعمال الصالحة وبأعمال الرحمة. ترتبط أيضًا بقراءة الكتاب كما ذكرنا، بالسهر وبالصوم ونظام الطعام، إلى حدّ تستطيع فيها النفس أن تقول مع نشيد الأناشيد "لقد جرح قلبي بالعشق الإلهي". يحدثنا إنجيل الوحي عن الصلاة بأنها علاقة فردية بين المؤمن والله، فهي علاقة شخصية تربط الفرد المؤمن بربه. لذلك فهي ليست شيئاً يُفاخَرُ به أمام الناس لأن الصلاة علاقة مع الله وليست علاقة مع الناس، وهو سبحانه الفاحص القلوب والعالِم بالنيّات. أما الناس لو رأوا إنسانا يصلّي لا يرون إلا الظاهر، لذلك تظاهر الإنسان بصلاته أمام الناس يُحذِّرُ منه الإنجيل، لأن التظاهر بالصلاة أوالصوم يعمّم الرياء ويكثر من النفاق في الأمة، ويَحْرِفُ المصلي عن جوهر الصلاة للاهتمام بمظاهرها الخارجية وكسب مديح الناس. لذلك يقول المسيح القدوس في عظته على الجبل المدونة في إنجيل متى الإصحاح الخامس الكلمات التالية: "ومتى صليت فلا تكن كالمرائين . فإنهم يحبّون أن يصلّوا قائمين في المجامع وفي زوايا الشوارع لكي يظهروا للناس، الحق أقول لكم أنهم قد استوفوا أجرهم. وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء. فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية". ثم يقول: "وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلاً كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم. فلا تتشبهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه". لنصلي: يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق. يا يسوع، أنت ذو القلب الشفيق، الكلي الجودة و الصلاح. أنت تراني و تحبني. أنت رحيم وغفور، إذ لا يمكنك أن ترى الشقاء دون أن ترغب في مداواته. ها إني أضع كل رجائي فيك، وأثق أنك لن تهملني، وأن نعمك تفوق دائماً آمالي. فحقق لي يا يسوع، جميع وعودك، وامنحني النعم اللازمة لحالتي، وألق السلام في عائلتي، وعزّني في شدائدي، وكن ملجأي طيلة حياتي وفي ساعة موتي. إن كنت فاتراً في إيماني فإني سأزداد بواسطتك حرارة. أو كنت حارًا فاني سأرتقي درجات الكمال. أنعم عليّ يا يسوع بنعمة خاصة: أن ألين بها القلوب القاسية، وأنشر عبادة قلبك الأقدس. اكتب اسمي في قلبك المعبود، كي لا يمحى إلى الأبد. أسألك أن تبارك مسكني حيث تكرّم صورة قلبك الأقدس. آمين.