قد دحرج الحجر وقام المعلم كما قال

ها قد تحقق الوعد، فكانت القيامة وكان النور بدل الظلام، وكان الفرح بدل الحزن، وكان الأمل بدل اليأس. نعم هوذا يوم القيامة، هوذا عيد الأعياد، هوذا اليوم الذي صنعه الرب، هوذا اليوم الذي حقق فيه المسيح القائم وعده للذين أحبوه.

كم هي عظيمة تلك المسيرة التي صنعها الإله للبشرية، ليؤكد للإنسان أن المسيح صار إنسانًا وحمل الصليب ومات ثم قام، ليترجم ذاك الحب العظيم ليحيا الإنسان، ويتجلى ذاك الفرح الذي لن يسلبه أحد، لأنه مُزج بدم ثمين وطُبع بقلب خَفقَ حب عظيم.

فيا أيها الإنسان تقوّى وافرح بقيامة المعلم، واحمل أنت أيضًا صليبك في هذه الحياة، واحتمل كل المشقات بصبرك وإيمانك، فتلك القيامة تُشدّد من إيمانك وتعطيك طريقًا لحياتك نحو الخلاص. فلا تدع من ذاك القنوع وذاك اليأس يخنق الأمل الذي فيك، كن قويًا وكن ذو عزيمة تصبغها بطعم القيامة وترسم طريق حياتك بلون الفرح والسلام.

ويا أيها القائم؛ هلمّ تعال إلى قلوبنا وبيوتنا، هلمّ اجعل منا هياكل مقدسة تصلي لك بإيمان ومحبة وتواضع، ولنشهد كما تلاميذك الأوائل بقيامتك المجيدة. انزع أيها القائم وباء الكورونا عن هذا العالم كما نزعت الحجر عن باب القبر، وكنّ معزيًا لمن فقدوا الأحبة بسبب الجائحة، وامنح الشفاء للمرضى وارحم الموتى.

كل عام وأنتم تعيشون فرح القيامة مع المسيح القائم.