موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠

عيد القديسين وشريعة العهد الجديد

بقلم :
الأخت كلارا معشر - الأردن
يا قديسي الله وقديساته، صلّوا لأجلنا

يا قديسي الله وقديساته، صلّوا لأجلنا

 

يُشبِّه متى الإنجيليّ يسوع، وهو يَعِظ على الجبل، بموسى وهو يُعِلن للعبرانيين شريعة الرَّبِّ على جبل سيناء. وكما أن موسى بدأ إعلانه الشريعة بالوصايا العشر، كذلك بدأ يسوع إعلان برنامجه الرّسولي التّبشيري بالتّطويبات ،إنها خلاصة ما سيقوله يسوع ويُعلِّمه أثناء حياته الأرضيّة وما سيعيشه.

 

التطويبات

 

طوبى كلمة سريانية تعني السّعادة والهناء. ومنها اشتُقّ لقب "طوباوي" الّذي يطلقُ على كلِّ من عاش سيرة صالحة، وذلك قبل إعلان قداسته، وقد وردت هذه الكلمة المهمّة حوالي عشر مرّات في العهد القديم من الكتاب المقدّس وسبع وعشرين مرّة في العهد الجديد.

 

طوّب يسوع الفئات المهمّشة والحزينة والمرذولة والأقلّ حظًّا، وتُعدُّ عظة يسوع على الجبل أعظم خطبة عرفها التّاريخ على الإطلاق وقد ردّد فيها كلمة طوبى تسع مرّات وبهذا سار يسوع عكس تيار المجتمع الّذي يطوّب القويّ والغنيّ وذي النّفوذ وصاحب السّلطة، وقلب معاييره، فأصبحت التّطويبات سببًا لثورة روحيّة وفكريّة واجتماعية في زمن يسوع وفي زمننا هذا، لأنّ منطق يسوع ليس كمنطق العالم، العالم ينتظر المكافآت الماديّة أمّا يسوع فوعد بإعطاء مفاتيح الملكوت والتّمتع برؤية وجه الرّب لمن يعيش روحانيّة التّطويبات، والّتي هي شريعة العهد الجديد. هذا ما فهمه القديسون الّذين نحتفل بعيدهم في الأوّل من شهر تشرين الثّاني.عاشوا التّطويبات، ولم ينتظروا مكافآت ماديّة، بل كان شغلهم الشّاغل أن يعيشوا في مرضاة الرّب، والآن ها هم يتمتعون برؤيته في الملكوت، ويصلّون من أجلنا نحن الكنيسة الّتي ما زالت تجاهد ضد جميع أنواع الشرور والخطيئة على هذه الأرض، ويصلّون للكنيسة المتألمة الّتي ما زالت في حالة تطّهر استعدادًا لملاقاة الرّب.

 

القداسة ما زالت ممكنة في عصرنا، ليس المهم أن ننعزل عن العالم كي نصبح قديسين، ولكن المهم أن نعيش التزامنا المسيحي ولا نضحّي بقيمنا الإنجيليّة تماشيًا مع متطلبات العالم.

 

يا قديسي الله وقديساته، صلّوا لأجلنا