موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ٢٨ يوليو / تموز ٢٠٢١

عدالة توزيع التطعيمات ومعوقات التعافي الاقتصادي

د. أكمل عبدالحكيم

د. أكمل عبدالحكيم

د. أكمل عبدالحكيم :

 

حسب تقرير صدر يوم الخميس الماضي عن برنامج الأمم المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، وجامعة أوكسفورد العريقة، سيتسبب فقدان العدالة في توزيع التطعيمات ضد فيروس كوفيد-19 بين دول وشعوب العالم في إعاقة وتأخير التعافي الاقتصادي الدولي المنتظر. وخلصت تلك المنظمات الدولية إلى أن فقدان العدالة في توزيع التطعيمات، سيكون له أثر عميق وممتد على فرص التعافي الاقتصادي في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، ما لم تتخذ إجراءات فورية لضمان حصول جميع الدول على جرعات كافية من التطعيمات.

 

ففي الوقت الذي أنفقت فيه الدول الغنية تريليونات الدولارات على برامج التحفيز لتنشيط اقتصاداتها، من الضروري أيضاً ضمان مشاركة المتوفر من جرعات التطعيمات ضد كوفيد-19 مع الدول الفقيرة، وعلى وجه السرعة، هذا بالإضافة إلى ضرورة إزالة جميع المعوقات أمام زيادة القدرة التصنيعية، مع توفير الدعم التمويلي الكافي حتى يتسنى توزيع ما ينتج من التطعيمات بشكل عادل، إذا ما كنا نسعى بالفعل لتحقيق تعاف اقتصادي دولي.

 

وعلى حسب ما يعرف بJ(نظام مراقبة عدالة توزيع تطعيمات كوفيد-19)، إذا تمت زيادة الطاقة الإنتاجية، ومشاركة كم كاف من الجرعات مع الدول الفقيرة، بحيث تبلغ معدلات التطعيمات بها مستويات مقاربة لمعدلات التطعيمات الحالية في الدول الغنية، فحينها وحينها فقط، سيضاف 38 مليار دولار لحجم الناتج الاقتصادي المتوقع لتلك الدول خلال عام 2021. ويعتمد نظام المراقبة الدولي هذا على بيانات يستقيها من عدة منظمات دولية، بما في ذلك صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والتحالف الدولي للتطعيمات (جافي).

 

وإن كان من غير الممكن تحقيق هدف التعافي الاقتصادي في الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل، وذلك لأسباب منها تكلفة التطعيمات مبالغاً فيها، بدرجة تضع نظم الرعاية الصحية الهشة أساساً في تلك الدول تحت ضغوطات هائلة، مما يهددها بالانهيار، ومن ثم إعاقة وتعثر برامج التطعيمات الروتينية، وباقي الخدمات الصحية الأساسية، وبالتالي حدوث زيادات ملحوظة في عدة أمراض معدية أخرى، مثل الحصبة، والالتهاب الرئوي، وأمراض الإسهال.

 

وهو ليس بالأمر المستبعد، في ظل حقيقة أن عدداً لا يستهان به من الدول الفقيرة، لم تتمكن حتى الآن من تطعيم العاملين بقطاع الرعاية الصحية وأفراد الطاقم الطبي، أو فئات المجتمع الأكثر عرضة للإصابة بالمرض ومضاعفاته الخطيرة. والخلاصة أنه لن يكون أحد منا في أمان، إلا عندما نكون جميعاً آمنين.

 

(الاتحاد الإماراتية)