موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٢ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١

المعرفة خير من الجهل

م. هاشم نايل المجالي

م. هاشم نايل المجالي

هاشم نايل المجالي :

 

كثير من الناس يطرحون افكاراً واسئلة مع أنفسهم، كيف نعيش في اجواء متضاربة، وكيف هو الواقع على حقيقته، وهل علينا ان نصدق كل ما يقال ونسمعه، فهناك واقع وحقيقة وقيمة لكل شيء، وتضارب المفاهيم فيما بينها تجعل في نفس المواطن هموماً كثيرة، وكلنا نسعى الى المعرفة الحقيقية لكل شيء حتى نرتاح نفسياً، ونطور امكانياتنا الى تحسس العالم من حولنا، وقدرتنا على التمييز بين المناخات والحضارات المختلفة عن واقعنا فالمعرفة خير من الجهل.

 

فالدروب للمعنيين بشأن الأمور مختلفة بين هذا وذاك بين من يسعى الى بناء بلده ويسابق الدول الاخرى على الحضارة والابداع والابتكار، وبين من هو مشغول بهمومه الداخلية.

 

فهناك صراع مع النفس وتضايقنا مشاعرنا، واصبحنا ننقل همومنا الشخصية الى هموم كونية بالتواصل مع اشخاص من مناطق آخرى من هذا العالم، بحثاً عن الاتزان او راحة البال، وبنفس الوقت وضع حيرتنا وصعوبات حياتنا في منظورها الصحيح مهما كانت المشاكل التي تحيطنا من جميع الجهات.

 

فنبحث دوماً عن الحكمة لعل هناك جانباً مرضياً ورغبة في ذلك، لاننا نعيش احياناً حالات غضب واحياناً نعيش محطات الرضا، فهناك من اتخذ قراراً للخروج الى خارج الوطن، ليقيم هناك بحثاً عن راحة البال مهما كان مستوى المعيشة ليتكيف معه ويرضى بما قسمه الله له.

 

ولنكون اكثر تواضعاً وعقلانية مع واقعنا وان نتلمس اين القصور في واقعنا او في ذاتنا، كانسان مفكر ويسعى بكل شجاعة لاتخاذ القرار المناسب لذلك.

 

لقد اصبح التعمق في جوانب الحياة امراً يثير كثيراً من التساؤلات، ولقد اصبحت الكتابة لان نعبر عن كثير من الجوانب استنساخ متواصلة، وان النصوص الاصلاحية والارشادية والتوعوية تكرر ذاتها.

 

فماذا يتبقى للانسان اذا كان يقول الشيء نفسه ليصبح رأيه على وجه التقريب، حيث لا تسمح هذه العبارة بأي مساحة كبيرة للتجديد، بل تصبح في كثير من الاحيان هامش الخسارة ان لم تكن للربح، او هامش للضياع والفائض غير المقنع للبعض.

 

علماً بان الكتابة بفكر هو كشاف جديد يضيء الطريق المظلمة بدل ان تتكلس الكلمات في تكرارها بلا مجيب.

 

فهل وصلنا الى مرحلة الاستحواذ فيتحول الفرد الى مجرد آلة مبرمجة لاداء وظائف معينة تضعف قدراته عاماً بعد عام حتى يصيبه الهوان ليصبح (عديم النفع).

 

(الدستور الأردنية)