موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢١ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢١

الفكر والتنمية!

م. هاشم نايل المجالي

م. هاشم نايل المجالي

م. هاشم نايل المجالي :

 

كثير من الحكومات المتعاقبة لا تعطي الاهتمام المطلوب للمراكز والمؤسسات المهتمه بالفكر ورسم الرؤية لانواع الاستراتيجيات المطلوبة، انما تعطي هذه الحكومات الاهمية للامور الحركية ومتابعة الاحداث السريعة، وما يتعلق بمتطلبات العمل الآنية من ضرائب ورفع اسعار وغيرها.

 

حيث تعتبر انه لا يجوز اضاعة الوقت والجهد في قضايا التفكير، او ليس لديهم القدرة على تحويل الافكار والخطط والاستراتيجيات إلى برامج عمل تنفيذية.

 

فالفكر هو الذي يحدد الاهداف المرجوة من اي عمل ، وهو الذي يصنع وضوح الرؤية خلال مسيرة العمل وتنفيذ البرامج العملية وما فائدة الفكر اذا بقي اسير العقول والتنظير، لان القيمة الحقيقية لاي فكرة تتحصل من تعاملها مع الواقع ومشاكله، والقدرة على حل الازمات عملياً قبل ان تتشابك القضايا والازمات مع بعضها البعض، واختلاف الاولويات والاهتمامات خاصة في ظل طروحات للاصلاحات بشكل عام، والاعتراض على مخرجاتها والركود الاقتصادي وتحديات الامن والاستقرار ، والحفاظ على النسيج الاجتماعي من التكفكك ومن الآفات المختلفة، ودخول متغيرات جذرية على العادات والسلوكيات.

 

اي اننا بحاجة الى مجموعة من الضوابط التي ترشد الحركة في معالجة ومواجهة اياً منها بخطوات ايجابية ، ووقف عمل مشترك من كافة القطاعات الوطنية ، واي ضغط داخلي سيؤدي الى هيمنة خارجية ، وعلينا ان لا نتحدث عن الغايات في معزل عن الواقع ، ولا نكتفي بوصف الحلول نظرياً وكأنها كلمات سحرية سوف تتحقق بمجرد النطق بها.

 

والتنمية غاياتها توسيع خيارات الانسان، فكثير من النخب تطرح شعارات تنموية ساهمت في سياسة التيه وفقدان البوصلة ، لانها نخبة تبحث عن مصالحها ، اولاً تستثمر الاراضي الشاسعة الشاسعة لتوليد الكهرباء لبيعها بالسعر الذي يتناسب مع ارباحها، على حساب تلك الاراضي الشاسعة والتي لم تعد حينها تدر اي دخل لمناطقها لا زراعياً ولا سياحياً ولا صناعياً، ولا مشاريع لخلق فرص للعاطلين عن العمل.

 

لا يعني قول ذلك ضد مصلحة الوطن، بل لأنه واقع حقيقي كلنا حريصون على طرح التناقضات الايجابية والسلبية ولثراء طبقة على حساب طبقة اخرى، فهناك مؤشرات كلية ومؤشرات جزئية عندما نقارن التنمية بين بلد وآخر وتفاوت مستوى الدخل وارتفاع نسب الفقر والبطالة ونسب هجرة الشباب.

 

فالتنمية خرجت من رحم الاقتصاد وتمددت الى حقول معرفية بواسطة الفكر العملي، فوجدت التنمية البشرية من اجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي لاحداث تغيرات جذرية في المجتمعات، وتحسين نوعية الحياة واكساب المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر واستغلال الموارد المتاحة، فظهر مفهوم التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وترقية الانسان.

 

كذلك التنمية الاجتماعية التي تهدف الى تطوير التفاعلات المجتمعية بين اطراف المجتمع، ليتطور مفهوم التنمية الشاملة لكل المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والبيئية

 

(جريدة الدستور الأردنية)