الأحد الذي بعد عيد ميلاد المسيح 2022

 

الرِّسالَة

 

رتِلوا لإلهنا رتِّلوا

يا جميعَ الأممِ صفِقوا بالأيادي

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول إلى أهل غلاطية (غلاطية 1: 11-19)

 

يا إخوةُ، أُعلِمُكم أنَّ الإنجيل الذي بشَّرتُ بهِ ليسَ بحسبِ الإنسانِ، لأني لم أتسلَّمْهُ أو أتعلَّمْه من إنسان،ٍ بل بإعلانِ يسوعَ المسيح. فإنَّكم قد سمعتُم بِسيِرتي قديماً في مِلَّةِ اليهودِ أني كنتُ اضطَهِدُ كنيسةَ اللهِ بإفراطٍ وأدمِرُها. وأزيدُ تقدُّمًا في ملَّةِ اليهودِ على كثيرينَ من أترابي في جِنسي بِكوني أوفرَ منهم غَيرةً على تَقليداتِ آبائي. فلمَّا ارتضَى اللهُ الذي أفرزني من جوفِ أمي، ودعاني بنعمتِه، أنْ يُعلِن ابنَهُ فيَّ لأُبشِرَ بهِ بينَ الأُمم،ِ لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم،ٍ ولا صَعِدْتُ إلى أورشليم،َ إلى الرسلِ الذين قبلي، بل انطَلَقتُ إلى ديارِ العربِ. وبعدَ ذلكَ رَجَعتُ إلى دِمشق. ثمَّ إني بعدَ ثلاثِ سنينَ صَعِدتُ إلى أورشليمَ لأزورَ بطرسَ. فأقمتُ عندَهُ خمسةَ عَشَرَ يوماً، ولم أرَ غيرَهُ من الرسلِ سوى يعقوبَ أخي الربّ.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس متى (متى 2: 13-23)

 

لمّا انصرف المجوسُ إذا بملاكِ الربّ ظهر ليوسفَ في الحُلم قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واهرُبْ إلى مصرَ، وكُنْ هناك حتى أقولَ لك، فإنَّ هيرودسَ مُزمِعٌ أنْ يطلبَ الصبيَّ ليُهلِكهُ، فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ ليلاً وانصرف إلى مصر، وكان هناك إلى وفاة هيرودس، ليتمَّ المقول من الربّ بالنبيّ القائل: من مصر دعوت ابني. حينئذٍ لمَّا رأى هيرودس أنَّ المجوسَ سخروا بهِ غضب جدًّا، وأرسل فقتل كلَّ صبيانِ بيت لحم وجميعِ تخومها من ابنِ سنتينِ فما دونَ، على حسب الزمان الذي تحقَّقهُ من المجوس. حينئذٍ تمَّ ما قالهُ أرمياءُ النبيُّ القائل: صوتٌ سُمع في الرامةِ، نوحٌ وبكاءٌ وعويلٌ كثيرٌ. راحيلُ تبكي على أولادها، وقد أبتْ أنْ تتعزَّى لأنَّهم ليسوا بموجودين. فلمَّا مات هيرودسُ إذا بملاكِ الربِ ظهر ليوسفَ في الحلمِ في مصر قائلاً: قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واذهبْ إلى أرض إسرائيلَ، فقد مات طالبو نفسِ الصبيّ. فقام وأخذ الصبيَّ وأمَّهُ، وجاءَ إلى أرض إسرائيل. ولمَّا سمع أنَّ أرْشيلاوس قد مَلك على اليهودية مكانَ هيرودس أبيهِ، خاف أنْ يذهبَ إلى هناك، وأُوحيَ إليهِ في الحلم، فانصرف إلى نواحي الجليل وأتى وسكن في مدينة تُدعىَ ناصرة ليتمَّ المقول بالأنبياء إنَّهُ يُدعَى ناصرياً.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين. 

 

"قُمْ فخُذِ الصبيَّ وأمَّهُ واهرُبْ إلى مصرَ"

 

يصف لنا الإنجيلي متى اليوم في قراءة إنجيله حدثًا عجائبيًا: هروب يسوع المسيح إلى مصر. كما يروي لنا مذبحة أطفال بيت لحم الأبرياء التي أمر بها هيرودس اذا كان يعتقد ان من بينهم الرضيع يسوع . كان يقكر أن مملكته كانت في خطر.

 

ماذا حدث والمسيح الصغير أجبر على الهجرة بعد والدته ويوسف الشيخ إلى دولة أخرى وتحديدا إلى مصر؟

 

لفهم الحقيقة، يجب أن نتذكر أن يسوع المسيح وُلِد في مغارة في بيت لحم ، لأنه لم يقبل أحد العذراء تلك الليلة في منزله. لم يستضيف أحد تلك الليلة المقدسة والمباركة. سيدتنا بسبب قلة المحبة والشخصية المضيافة تجاه المرأة الحامل، فقد الجاهلون في ذلك الوقت العظمة الإلهية لنعمة الله.

 

أبو الآباء إبراهيم، الذي كان رجل محبة مباركًا يستضيف الثالوث الأقدس في منزله. هل نحن إخواني مضيافون أم أننا غير مضيافين مثل أهل بيت لحم؟

 

لقد بارك الله العائلات المضيافة واستضافت القديسين في منازلهم في كثير من الأحيان، دون أن يعرفوا ذلك... على العكس من ذلك، عندما وجدت السيدة العذراء جميع أبواب بيت لحم غير المضيافة مغلقة، لجأت إلى خارج المدينة في مغارة، حيث تحول القرويون إلى إسطبل.

 

لكن في تلك الليلة أنجبت سيدتنا مسيا العالم. تم طرح العديد من النقاط في ذلك الوقت، والتي لم يطلع عليها إلا الصالحين والمؤمنين. رأى الرعاة المتواضعون ملائكة يهتفون "المجد لله في الأعالي". رأى المجوس علماء الفلك في ذلك الوقت من بلاد فارس، نجمًا كبيرًا قادهم في النهاية إلى بيت لحم لعبادة الملك الجديد المسيح. الرحلة في ذلك الوقت بين بلاد فارس ومدينة بيت لحم، يجب أن نعرف أنها استغرقت قرابة عامين. لهذا السبب عندما وصل المجوس إلى بيت لحم، اقترب يسوع المسيح من سن الثانية. يُستدل على هذا من الإنجيل، الذي ينص على أنه عندما سأل الملك هيرود المجوس عن المدة التي رأوا فيها نجم الطفل ، أجابوا قبل حوالي عامين.

 

نستنتج بشكل معقول، بالطبع، أن العذراء مريم لم تبقى في الكهف خلال هذين العامين، لكن يبدو أنها استأجرت منزلاً. يذكر إنجيل عيد الميلاد أيضًا أن "المجوس أتوا إلى المنزل ووجدوا الطفل وأمه وسجدوا له". فسجدوا في البيت الذي كان يقيم فيه حسب إنجيل متى.

 

لكن عندما أُبلغ هيرودس بسن يسوع، قرر قتل جميع أطفال بيت لحم والمنطقة المحيطة بها ممن هم في الثانية من العمر وما دون. ثم أرسل الله ملاكه على الفور لتحذير الشيخ يوسف، ليأخذ يسوع الصغير والعذراء بسرعة ويغادران إلى مصر، لأن الملك هيرودس يسعى إلى ذبح الطفل. هكذا كان ربنا منذ صغره مضطهدًا وأصبح لاجئًا في بلد أجنبي. في غيظه على إبادته قام هيرودس بقتل آلاف الأطفال الذين ذبحوا واستشهدوا مع والديهم من أجل يسوع المسيح. كلهم قديسين أقامتهم الكنيسة على شرفهم تذكار لهم  في عيد الأطفال القديسين.

 

هيرودس منذ ذلك الحين كتب في التاريخ بأحرف سوداء ، كأول مضطهد للمسيح والمسيحية. ومع ذلك يتكرر تاريخه عبر القرون حتى اليوم، في وجوه كل أولئك الذين اضطهدوا أو اضطهدوا الملك المسيح حتى يومنا هذا. هذه الكراهية ضد الكنيسة وضد المؤمنين تعود إلى حقيقة أن الكنيسة قد حافظت وما زالت تحافظ على عقيدة المسيح التي هي نور العالم.

 

نحن مدينون بهذا الإيمان بالمسيح لأعضاء الكنيسة المؤمنين ، وعلينا أن نعترف به لأن الإنسان المعاصر يحتاج إلى سماع رسالة المسيح ، وفوق كل شيء يرى أنها تصبح فعلًا في حياتنا.

 

حياتنا هي طبقًا لوصايا المسيح وشهادة لمخلصنا في العالم الذي نعيش فيه. لقد سقي دم الأطفال القديسين جذور شجرة المسيحية بنشر أغصانها في جميع أنحاء الأرض ، كذلك يستمر دم الشهداء المعاصرين في سقي نفس الشجرة اليوم ، مرسلاً رسالة المسيح إلى جميع الأمم.

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع

إنّ تلميذاتِ الربّ تَعلَّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.

 

طروباريَّة القديس يوسف باللَّحن الثاني

يا يوسف بشّر داودَ جدَّ الإله بالعجائب الباهرة، لأنكَ رأيتَ بتولاً حاملاً. فمع الرّعاة مجَّدتَ، ومع المجوس سجدت، وبالملاك أوحي اليك، فابتهل الى المسيح الإله ان يخلّص نفوسنا.

 

طروبارية عيد الميلاد باللَّحن الرابع

ميلادُكَ أيّها المسيحُ إلهنُا قد أطلعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ الساجدين للكواكب به تعلَّموا من الكوكب السجودَ لك يا شمسَ العدل، وأن يعرفوا أنّك من مشارقِ العلوِّ أتَيْت، يا ربُّ، المجدُ لك.

 

قنداق الميلاد باللَّحن الثالث

اليومَ البتول تلدُ الفائقَ الجوهر، والأرضُ تقرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقتربِ إليه. الملائكة مع الرعاة يمجِّدون، والمجوس مع الكوكب في الطريق يسيرون، لأنه قد وُلِد من أجلنا صبيٌّ جديد الإلهُ الذي قبلَ الدهور.