موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١١ أغسطس / آب ٢٠٢١

الأحد الثامن بعد العنصرة 2021

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأحد الثامن بعد العنصرة، وتذكار نقل رفات القديس استفانوس أول الشهداء

الأحد الثامن بعد العنصرة، وتذكار نقل رفات القديس استفانوس أول الشهداء

 

الرسالة

 

إلى كل الأرض خرج صوته، السماوات تذيع مجد الله

 

فصل من أعمال الرسل القديسين الأطهار (أعمال الرسل 6: 8–15 ، 7: 1-5، 47- 60)

 

 في تلك الأيام إِذْ كَانَ اسْتِفَانُوسُ مَمْلُوًّا إِيمَانًا وَقُوَّةً، كَانَ يَصْنَعُ عَجَائِبَ وَآيَاتٍ عَظِيمَةً فِي الشَّعْبِفَنَهَضَ قَوْمٌ مِنَ الْمَجْمَعِ الملقببمَجْمَعُ اللِّيبَرْتِينِيِّينَ وَالْقَيْرَوَانِيِّينَ وَالإِسْكَنْدَرِيِّينَ، وَالَّذِينَ مِنْ كِيلِيكِيَّا وَأَسِيَّا، يُباحثون اسْتِفَانُوسَ .فلَمْ يستطيعوا أَنْ يُقَاوِمُوا الْحِكْمَةَ وَالرُّوحَ الَّذِي كَانَ يَنطق بِهِحِينَئِذٍ دَسُّوا رِجَالاً يَقُولُونَ لَنَا سَمِعْنَاهُيَتَكَلَّمُ بِكَلاَمٍ تَجْدِيفٍ عَلَى مُوسَى وَعَلَى اللهِوَهَيَّجُوا الشَّعْبَ وَالشُّيُوخَ وَالْكَتَبَةَ معًا. فَنهضوا واَخَتطَفُوهُ وَأَتَوْا بِهِ إِلَى الْمَحفل.وَأَقَامُوا شُهُود زورٍ يَقُولُونَ ان هذَا الانسان لاَ يَفْتُرُعَنْ أَنْ ينطقبكَلاَّمًات تَجْدِيفٍعلى هذَا الْمكان الْمُقَدَّسِ وَالنَّامُوسِ. فاَّنَنا سَمِعْنَاهُ يَقُولُ إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ هذَا سَيَنْقُضُ هذَا الْمَكان ، وَيُبدل ُالسنن الَّتِي سَلَّمَها إِلينامُوسَى. فَنفرس فيهجَمِيعُ الْجَالِسِينَ فِي الْمَحفلفرَأَوْا وَجْهَهُ كَأَنَّهُ وَجْهُ مَلاَكٍ. فَقَالَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَتُرَى هذِهِ الأُمُورُهكَذَا . فَقَالَأَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ وَالآبَاءُ اسْمَعُوا. إن إِلهُ الْمَجْدِ تراءَى لأَبِينَا إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ فِي مَا بَيْنَ النَّهْرَيْنِ من قَبْلَ ان سَكَنَ فِي حَارَانَ. وَقَالَ لَهُ اخْرُجْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَهَلُمَّ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. حِينَئِذٍ خَرَجَ مِنْ أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ وَسَكَنَ فِي حَارَانَ. وَمِنْ هُنَاكَ نَقَلَهُ بَعْدَ وفاة أَبُيهُ، إِلَى هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتُمُ الآنَ سَاكِنُونَ فِيهَا. وَلَمْ يُعْطِهِ فِيهَا مِيرَاثًا وَلاَ موَطْىء قَدَمٍ. ثم أن سُلَيْمَانَ بَنَى لَهُ بَيْتًا. لكِنَّ الْعَلِيَّ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَاتِ الأَيَادِي كَمَا يَقُولُ النَّبِيُّ. السَّمَاءُ عرش لِي، وَالأَرْضُ مَوْطِئٌ قَدَمَيَّ. فأَيَّ بَيْتٍ تَبْنُونَ لِييَقُولُ الرَّبُّ ام أَيٌّ مَوضعٍ يكون لرَاحَتِي. أَلَيْسَتْ يَدِي هي صَنَعَتْ هذِهِ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا. يَا قُسَاةَ الرِّقَابِ وَغَيْرَ الْمَخْتُونِينَ بِالْقُلُوبِ وَالآذَانِ. أَنْكم تُقَاوِمُونَ الرُّوحَ الْقُدُسَ دَائِمًا. كَمَا كَانَ آبَاؤُكُمْ كَذلِكَ أَنْتُمْ.أَيُّ الأَنْبِيَاءِ لَمْ يَضْطَهِدْهُ آبَاؤُكُمْ. وَقَدْ قَتَلُوا الَّذِينَ سَبَقُوا فَأَنْبَأُوا بِمَجِيءِ الْصديقِ الَّذِي صِرْتُمْ أَنْتُمُ الآنَ مُسَلِّمِيهِ وَقَاتِلِيهِ. انتم الَّذِينَ أَخَذْتُمُ النَّامُوسَ بِتَرْتِيبِ المَلاَئِكَةٍ وَلَمْ تَحْفَظُوهُ. فَلَمَّا سَمِعُوا ذلك  تمزقوا في قُلُوبِهِمْ وَصَرُّفوا عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِمْ. وهُوَ اذ كان مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ تفرس في السَّمَاءِ فَرَأَى مَجْدَ اللهِ، وَيَسُوعَ قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَقَالَ هَاءَنذا أرى السَّمَاوَاتِ مَفْتُوحَةً وَابْنَ البشر قَائِمًا عَنْ يَمِينِ اللهِ. فَصَرحُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَسَدُّوا آذَانَهُمْ وَهَجَمُوا عَلَيْهِ بِعزمٍ وَاحِدَ. وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجعلوا يرَجَمُونهُ. ووضع َالشُّهُودُ ثِيَابَهُمْ لدى قدمي شَابٍّ اسمه شَاوُلُ وجعلوا يَرْجُمُونَ اسْتِفَانُوسَ وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ: أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ المسيح اقْبَلْ رُوحِي. ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ عليهُمْ هذِهِ الْخَطِيَّةَ. وَلما قَالَ هذَا رَقَدَ.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس متى (متَّى 14: 14-22)

 

في ذلكَ الزَّمانِ أَبْصَرَ يسوعُ جَمْعًا كثيرًا فتحَنَّنَ عليهِم وأَبْرَأَ مَرْضَاهُم. ولمَّا كانَ المساءُ دَنَا إليهِ تلاميذُهُ وقالُوا إِنَّ المكانَ قَفْرٌ والسَّاعَةُ قد فاتَتَ، فاصْرِفِ الجُمُوعَ ليذهَبُوا إلى القُرَى ويَبْتَاعُوا لهُم طعامًا. فقالَ لَهُم يسوعُ لا حاجَةَ لَهُم إلى الذَّهَابِ، أَعْطُوهُمْ أَنْتُم لِيَأْكُلُوا. فقالُوا لهُ ما عِنْدَنَا هَهُنَا إِلَّا خَمْسَةُ أَرْغِفَةٍ وسَمَكَتَانِ. فقالَ لَهُم هَلُمَّ بِهَا إِلَيَّ إِلى هَهُنَا، وأَمَرَ بجلُوسِ الجُمُوعِ على العُشْبِ. ثُمَّ أَخَذَ الخَمْسَةَ الأَرْغِفَةِ والسَّمَكَتَيْنِ ونَظَرَ إلى السَّمَاءِ وبَارَكَ وكَسَرَ وأَعْطَى الأرغِفَةَ لتَلَامِيذِهُ، والتَّلامِيذُ لِلْجُمُوع، فَأَكَلُوا جَمِيعُهُم وشَبِعُوا، ورَفَعُوا مَا فَضُلَ مِنَ الكِسَرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مَمْلُوءَةً. وكانَ الآكِلُونَ خَمْسَةَ آلافِ رَجُلٍ سِوَى النِّسَاءِ والصِّبْيَان. ولِلْوَقْتِ اضْطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أَنْ يَدْخُلُوا السَّفِينَةَ ويَسْبِقُوهُ إِلى الْعِبْرِ حتَّى يَصْرِفَ الْجُمُوع.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد.أمين

 

ذكر جميع الإنجيليين معجزة تكثير الأرغفة والأسماك وبالتالي شبع خمسة آلاف رجل (متَّى 14: 14-22 ، مرقس 6: 31-44، لوقا 9: ​​10-17، يوحنا 6: 1-15). والسبب هو أن المعجزة مهمة جدًا لإيمان الكنيسة واللاهوت.

 

هذه المعجزة أخذت مكانها في بشارة البشير متى بعد رفض مواطنيه ليسوع (13: 53-58) وقتل القديس يوحنا المعمدان السابق على يد هيرودس أنتيباس. عندما علم يسوع بموت يوحنا المعمدان، غادر بالقارب إلى مكان لم يحدده الإنجيلي. وتبع مسار يسوع حشد كبير "من سكان المدن" سيرًا على الأقدام على طول الساحل.

 

بعدما نزل يسوع من القارب، وجد نفسه أمام حشد كبير "أشفق عليهم وشفى مرضاهم". وتجدر الإشارة إلى أن فعل "شفق" يستخدم في حالات أخرى مماثلة من قبل الإنجيليين. لا ينبغي أن يقودنا خطأ أن نستنتج أن معجزات يسوع تتم ببساطة بدافع التعاطف مع الأشخاص الذين يضطهدهم الشيطان بأي شكل من الأشكال. ولكنه تعبير ودليل على قوة وسلطة كيانه الإلهي المسياني.

 

بعد غروب الشمس جاء تلاميذ المسيح وقالوا له: "إنّ المكانَ قَفْرٌ، والسّاعة قد فاتَتْ فاصرف الجموع إلى القُرَى ليبتاعوا لهم طعامًا ". لقد كانوا جائعين للغاية لساعات طويلة ، وكان عليهم الذهاب إلى القرى المحيطة وشراء شيء ما لتناول الطعام إذا كانت هناك بالطبع إمكانية لإطعام أكبر عدد ممكن من الناس مثل بلدة كبيرة من القرى المجاورة.

 

كان هناك خمسة آلاف رجل بالإضافة إلى ربما أكبر عدد من النساء والأطفال، وبطريقة متناقضة، لا يُظهر يسوع أي اهتمام، ولا يشارك تلاميذه الخوف. يخاطبهم بعد اقتراحهم لرعاية الحشد ويحثهم. "أعطوهم شيئا ليأكلوه. كيف يمكن، يا رب، إطعام مثل هذا العدد الهائل من الناس من قبل التلاميذ. للوهلة الأولى الأمر غير قابل للتطبيق. إنه لا يسير جنبًا إلى جنب مع العقل والفكر البشري. هذا بالطبع، يريد الرب أن يعلم أن حضوره لم يتم تفسيره بالترتيب المنطقي. تكلم لصالح الأرض وصار إنسانًا مثلنا، ولادته ليست مثل ولادتنا. كان موجودًا إلى الأبد بمجد اللاهوت مع الآب والروح "فوق كل العصور". إنه يدخل عالمنا، إلى الكون، في الخليقة، إلى الفضاء حيث جلب الإنسان، آدم إلى الخطيئة والألم والموت.

 

في الاقتراح المفاجئ لمعلمهم ، أجاب التلاميذ أن لديهم خمسة أرغفة وسمكتان فقط. يأمر الرب بإن يجلس الجموع على الأرض في مجموعات من مائة وخمسين، وفقًا لمرقس. حتى تنظيم الحشد في مجموعات من مائة وخمسين شخصًا، يذكرنا بالتنظيم الذي كان للناس بناءً على اقتراحه في الصحراء سواء أثناء المشي أو أثناء التخييم. يجدر التأكيد على أن التلاميذ يقومون بدور نشط في هذه المعجزة الضخمة والفريدة من نوعها. إنهم يحضرون الطعام الموجود إلى السيد، ويوزعون الطعام على الحشود، ويجمعون بقايا الطعام.

 

يتضح من ملاحظة الإنجيلي أن كل تلك الأعداد الكبيرة من الناس أكلوا ولم يكتفوا فقط. تم جمع المزيد من بقايا الطعام من قبل التلاميذ الإثني عشر، اثنتي عشرة سلة مليئة ببقايا الطعام، ويظهر لنا عدد السلال الاثنتي عشرة أن يهوذا الذي خان يسوع كان له أيضًا شرف المشاركة في توزيع الطعام.

 

لقد رفع يسوع نظره إلى السماء قبل هذه الأعجوبة، لكي يظهر أنه مرسل من الآب. ورب سائل: "ألا يتناقض هذا مع كون يسوع مساويًا للآب؟". فيجيب الذهبي الفم: "كان يتمم المعجزات تارة بسلطانه وطورًا باستدعاء أبيه. وحتّى لا يُعطى الانطباعُ أنّ الأمرين يتنافَيان، كان عند تتميمه للعجائب الصّغيرة يرفع نظره إلى السّماء، وعند تتميمه العجائب الكبيرة يفعلها بملءِ سلطانه". وهنا يمكن أن نتساءل: أما كان بوسع الرب يسوع أن يجعل الناس لا يشعرون بالجوع، مكتفياً بهذه الأعجوبة دون أن يكون مضطرًا لاجتراح أعجوبة تكثير الخبز والسمك.

 

عن هذا السؤال يجيب القديس الذهبي الفم: "لقد ترك الجموع تجوع لكي لا يظن أحد أن ما جرى كان خيالاً... كان بإمكانه أن يزيل جوع اليهود. إلا أنه لو فعل ذلك، لما كان التلاميذ اكتشفوا قدرته... لقد اندهش اليهود من الحدث إلى حد إنهم أرادوا أن يعلنوه ملكًا ، وهو ما لم يفعلوه إثر العجائب الأخرى".

 

تأتي عجيبةُ الخمسةِ الأرغفةِ والسّمكتَيْن لتدلّ على غزارة فيض محبّة المسيح في كنيسته. أنت في الكنيسة لا تجوع ولا تعطش لأنّ الّذي قال: "لا أَتْرُكُكَ ولا أَخْذُلُكَ ولا أَتَخَلَّى عنك" هو أمينٌ وصادِق. إنّ إرادة الله، والّتي هي قداسة كنيسة المسيح، تعمل فينا من خلال إراداتنا وفكرنا، شرط أن نأتي من المسيح. الرّبّ يسوع المسيح يأتي إلينا عندما نعشقه كما أتى إلى الجموع، ويصنع فينا العجائب إن كُنَّا أُمَنَاء على ناموسِه الإلهيّ.

 

 

طروباريَّة القيامَة باللَّحن السَّابِع

حَطَمْتَ بِصَلِيبِكَ الموتَ وفَتَحْتَ لِلِّصِّ الفِرْدَوُس، وحَوَّلْتَ نَوْحَ حَامِلَاتِ الطِّيبِ، وأَمَرْتَ رُسُلَكَ أَنْ يَكْرِزُوا بِأَنَّكَ قَدْ قُمْتَ أَيُّهَا المسيحُ الإله، مَانِحًا العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى.

 

القنداق باللَّحن الثاني

يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.