موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١١ أغسطس / آب ٢٠٢٢

الأحد التاسع بعد العنصرة 2022

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأحد التاسع بعد العنصرة

الأحد التاسع بعد العنصرة

 

الرِّسَالة

 

صلُّوا وأوفوا الربَّ إلهَنا

اللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا

 

فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (1 كو 3: 9-17 )

 

يا إخوةُ، إنَّا نحنُ عامِلُونَ معَ اللهِ وأنتُم حَرْثُ اللهِ وبِناءُ الله. أنا بحسَبِ نِعَمةِ اللهِ المُعطاةِ لي كبنَّاءٍ حكِيم وضَعْتُ الأساسَ وآخرُ يَبني عليهِ. فَلْينْظُرْ كُلُّ واحدٍ كيف يَبْني عليهِ، إذ لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يضعَ أساساً غيرَ الموضُوعِ وهوَ يسوعُ المسيح، فإنْ كانَ أحدٌ يَبْني على هذا الأساسِ ذهبًا أو فِضَّةً أو حِجارةً ثَمينةً أو خشباً أو حَشيشاً أو تبناً، فإنَّ عملَ كلِّ واحدٍ سيكونُ بينًا لأنَّ يومَ الربِ سيُظهرُهُ لأنَّه يُعلّنُ بالنارِ، وستَمتَحِنُ النارُ عَمَلَ كلِ واحدٍ ما هو. فمن بقي عمَلُهُ الذي بناهُ على الأساسِ فسينالً أُجرَةً ومَن احتَرقَ عَمَلُهُ فسَيخسَرُ وسيُخلُصُ هُوَ، ولكن كمَن يَمرُّ في النار. أما تعلَمون أنَّكم هيكلُ اللهِ وأنَّ روحَ اللهِ ساكِنٌ فيكم، مَن يُفسِدْ هَيكلَ اللهِ يُفسِدهُ الله. لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقدَّسٌ وَهُوَ أنتم.

 

 

الإنجيل

 

فصل من بشارة القديس متى (متَّى 14: 22-34)

 

في ذلك الزَّمان، اضْطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أنْ يدخُلُوا السَّفينةَ ويسبِقُوهُ إلى العَبْرِ حتَّى يصرِفَ الجُمُوع. ولمَّا صرفَ الجُمُوعَ صَعِدَ وحدَهُ إلى الجبلِ ليُصَلِّي. ولمَّا كان المساءُ، كان هناكَ وحدَهُ، وكانتِ السَّفينةُ في وَسَطَ البحرِ تَكُدُّهَا الأمواجُ، لأنَّ الرِّيحَ كانَتْ مُضَادَّةً لها. وعندَ الهَجْعَةِ الرَّابِعَةِ من اللَّيل، مضَى إليهم ماشِيًا على البحرِ، فلمَّا رآهُ التَّلاميذُ ماشِيًا على البحر اضْطَرَبُوا وقالُوا إِنَّه خَيَالٌ، ومن الخوفِ صرخُوا. فَلِلْوَقْتِ كَلَّمَهُم يسوعُ قائِلًا: ثِقُوا أَنَا هُوَ لا تَخَافُوا. فأَجابَهُ بطرسُ قائِلًا: يا رَبُّ إِنْ كنتَ أنتَ هُوَ فَمُرْنِي أَنْ آتِيَ إليكَ على المياهِ. فقالَ: تَعَالَ. فَنَزَلَ بطرسُ من السَّفينةِ ومَشَى على المياهِ آتِيًا إلى يسوع، فلمَّا رأَى شِدَّةَ الرِّيحِ خافَ، وإِذْ بَدَأَ يَغْرَقُ صاحَ قائِلًا: يا رَبُّ نَجِّنِي. وللوقتِ مَدَّ يسوعُ يدَهُ وأمسَكَ بهِ وقالَ لهُ: يا قليلَ الإيمانِ لماذا شَكَكْتَ؟. ولمَّا دخَلا السَّفينةَ سَكَنَتِ الرِّيح. فجاءَ الَّذين كانوا في السَّفينَةِ وسَجَدُوا لهُ قائِلِين: بالحقيقةِ أنتَ ابنُ الله. ولمَّا عَبَرُوا جاؤُوا إلى أرضِ جَنِّيسَارَتْ.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد.أمين

 

ألزم السيد التلاميذ أن يدخلوا السفينة ليأمر العاصفة، أو يسمح لها أن تثور. إن ربّنا يسوع المسيح يحترم الإرادة البشريّة ويقدّسها، لكن حين يُلقي الإنسان بنفسه في يديه الإلهيتين بكامل حريّته يلزمه السيّد بالسلوك حسبما يريد. هذا ما نلمسه من قول الإنجيلي أنه ألزم تلاميذه أن يدخلوا السفينة، وكأنهم إذ سلَّموا حياتهم في يديه بكامل حريتّهم، كان يدفعهم إلى وسط البحر، ليختبروا حضرته كسِرّ سلامهم عند هياج العاصف ضدّهم. إنه يعرف ما هو لصالحهم، فيقدّمهم إلى الطريق الكرب والباب الضيّق، ليس إمعانًا في آلامهم، وإنما ليلتقوا به وسط الآلام كمصدر تعزية لهم.

أما من جهة الجموع فقد شبعوا من الطعام المادي، وتوقّفوا عند هذا الحد، فلم يكن لهم أن ينعموا بالدخول في السفينة والعبور إلى البرّ السماوي.

 

وعندما أرخى الليل سدوله وصلت السفينة إلى منتصف البحيرة.  وبسبب الرياح العكسية التي هبت ، تعالت الأمواج. وكانت الرياح عاتية وكانت الأمواج مضطربة، وكان الخوف والذعر لكل من هو بالقارب يأتيه، كما يحدث في كل المرات التي يهتاج فيها البحر. ولكن عند الفجر يمشي يسوع المسيح على البحيرة. والمشي على الماء ليس ظاهرة طبيعية. فعندما رأى التلاميذ يسوع المسيح ماشياًعلى البحيرة ويقترب إليهم ، شعروا بالرعب ورفعوا أصواتهم في خوف، معتقدين أنه شبح. لكن يسوع المسيح يطمئنهم بأن لديهم الشجاعة ، ولا يخافوا.

 

نحن نرى المسيح يحلّ الأمور، فهل نؤمن  بهذا! إن كنا نؤمن فلنقل له ما قاله بطرس، دعني أسير مثلك فوق المياه، أي أسمح لي أن  أتخطى الصعاب التي تحيط بي لأكون بسلامٍ معك . أجابه يسوع: تعال، بكلِّ بساطةٍ. يسوع لا يُعَقِّد الأمور، نحن نعقِّدها، الأمور دائماً بسيطةً بنظر الله، ونحن دائماً بشوقنا إلى الأمور الدنيوية  نجعل الأمور غير بسيطة.

 

أن تلميذ يسوع بطرس، هو أيضاً، على مثالنا. يحتاج إلى مَن يُعلِّمه ويُمكِّنه من المشي وسط صعاب الحياة ومخاطرها. وقف الرب مقابله، فاتحاً له ذراعيه، قائلاً:" تعال". حركة الرب هذه، ودعوته تعال، تُذكِّرنا بما جرى معنا يوم كنّا أطفالاً صغاراً، وبما نقوم به تجاه ولد نُحبُّه نُريد أن نُعلِّمه المشي: نقف أمام الولد عن قُرب، نتطلّع إليه، نبتسم له، ونناديه: تعال، هلمّ، لا تخف. وكل مرّة نبتعد عنه قليلاً. وهكذا عندما يرى الولد وجهَ مَن يُحبّه يدعوه إليه، يتحرّك نحوه، غير خائف ولا يعطي أهتمام من خطر السقوط، لأنه واثق بأن يدي مَن يقف امامه لن تتركه يسقط.

 

يتكون الإيمان المسيحي من يقين ألوهية يسوع المسيح والحدود المحدودة للعقل البشري ، والتي  بغض النظر عن مدى معرفتها أو استكشافها، لا يمكن أن تتناسب مع حب الله وحكمته اللامحدودة. بدون هذا الإيمان فإن كل جهد يبذله الإنسان للتعظيم يقتصر على سياق حياته الأرضية ، بينما بالإيمان يتجاوز حدود المادة وعابرة الزوال ويصعد روحيًا مع توقع الأبدية. الرياح والعواصف والتجارب والإغراءات موجودة دائمًا. وغالبًا مثل بطرس نشعر بالإحباط ونبدأ في الغرق. يُعلمنا مقطع اليوم أنه حتى ذلك الحين فإن المسيح إلى جانبنا ويمد يده إلينا. طالما أننا لا نفقد إيماننا تمامًا، طالما أننا لا نشكك فيه ولا في وجوده بجانبنا. كل ما علينا فعله هو أن نعيد النظر إليه ونصرخ إليه، "يا رب نجني!"

 

صورة القارب الهزاز وخطر غرقه هو مثل الكنيسة ، التي تمر عبر التاريخ البشري. وبالنظر إلى تاريخ الكنيسة الطويل ، نرى عدد العواصف التي مرت بها اليوم والتي تمر بها عبر الاضطهاد والحرب العامة ضدها. لكن كل هذا لا يمكن أن يغرقها لأن الكنيسة لها صليبها وحاكمها هو يسوع المسيح نفسه ، الذي يعرف ويوجه قاربها جيدًا في ملاذ آمن. ينشأ الخطر الحقيقي عندما يبدأ المؤمنون في فقدان الثقة في يسوع المسيح ويصبحون ناكرين لإيمانهم. وهكذا نحتاج إلى إيلاء اهتمام خاص للإيمان والثقة المطلقة التي يجب أن تكون لدينا في قائد إيماننا ، يسوع المسيح. أمين.

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة  باللَّحن الثَّامِن

إنحدَرْتَ من العُلُوِّ يا مُتَحَنِّن، وقَبِلْتَ الدَّفْنَ ذا الثَّلاثَةِ الأيَّام لكي تُعتِقَنَا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتَنَا، يا رَبُّ المجدُ لك.

 

طروباريَّة الصَّليب باللَّحن الأوَّل

خَلِّصْ يا رَبُّ شَعْبَكَ وبَارِكْ ميراثَك، وامنَحْ ملوكنا المؤمنينَ الغلبَةَ على البربر، واحْفَظْ بقوَّةِ صليبِكَ جميعَ المُختصِّينَ بكَ.

 

قنداق التَّجلِّي  باللَّحن السَّابِع

تَجَلَّيْتَ أيُّها المسيحُ الإلهُ في الجبل، وحسبما وسِعَ تلاميذُكَ شاهَدُوا مجدَك، حتَّى عندما يُعايِنُوكَ مَصْلُوبًا، يَفْطَنُوا أَنَّ آلامَكَ طَوْعًا باختيارِك، ويكرِزُوا للعالمِ أَنَّكَ أنتَ بالحقيقةِ شُعَاعُ الآب.