موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢

أحد لوقا الأول 2022

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
أحد لوقا الأول، وتذكار انتقال القديس يوحنا الرسول المجيد والانجيلي اللاهوتي

أحد لوقا الأول، وتذكار انتقال القديس يوحنا الرسول المجيد والانجيلي اللاهوتي

 

الرسالة:

 

إلى كل الأرض خرجَ صوتُهم     

السموات تذيع مجد الله

 

فصل من رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى الجامعة (1 يو 4: 12-19)

 

الله لم يُعاينهُ أحدٌ قطُّ. إن أحبَبنا بعضُنا بعضًا يَثبتُ الله فينا وتكونُ محبَّتُهُ كامِلةً فينا، وبهذا نَعلَمُ أنَّا تثبُتُ فيهِ وهُوَ فينا بأنَّهُ آتانا من روحِهِ ونحنُ قد علِمنا ونَشْهَدُ أنَّ الأبَ قد أرسلَ الإبنَ مخلِصاً للعالم، فكلُّ من اعترفَ بأنَّ يسوعَ هوَ ابنُ الله فإنَّ الله يثبتُ فيهِ وهُوَ في الله ونحنُ قد عَرَفنا وآمنَّا بالمحبَّةِ التي عندَ الله لنا. الله محبَّةٌ. فمن ثبتَ في المحبَّةِ فقد ثبَتَ في اللهِ واللهِ فيهِ. بهذا كَمَلتِ المحبَّةُ فينا حتَّى تكونَ لنا ثِقةٌ يومَ الدين بأن نكونَ كما كانَ هو في هذا العالم. لا مخافةَ في المحبَّةِ بل المحبَّةُ الكاملةُ تنفي المخافَةَ إلى خارج. لأنَّ المخافةَ لها عذابٌ. فالخائِفُ غيرُ كاملٍ في المحبَّة. نحنُ نُحِبُّ الله لأنَّهُ قد أحبَّنا هو أولاً.

 

 

الإنجيل:

 

فصل شريف من بشارة القديس يوحنا (يو 19: 25-27، 21: 24-25)

 

في ذلك الزمان كانت واقفةً عند صليب يسوعَ أمُّهُ وأخت أمّهِ مريمُ التي لِكلاوبا ومريمُ المجدلية. فلَّما رأى يسوع أمَّهُ والتلميذ الذي كان هو يحبُّهُ واقفاً قال لأمهِ يا امرأة هوذا ابنك ثم قال للتلميذ هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته. هذا هو التلميذ الشاهد بهذه الأمور والكاتب لها، وقد علمنا أن شهادته حق. وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع لو أنها كتبت واحدة فواحدة لما ظننت العالم يسع الصحف المكتوبة.

 

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

هو يوحنا بن زبدي أخو يعقوب، أمه سالومي حاملة المر من بيت صيدا في الجليل. دعاه الرب يسوع وأخيه يعقوب فيما كانا في السفينة مع زبدي أبيهما يصلحان الشباك، فتركا السفينة للوقت وأباهما وتبعاه (متى 21:4-22).

 

كان يوحنا أكثر تلاميذ الرب يسوع تعلّقاً بالبتولية والنسك، حتى أن الكنيسة وصفته بالرسول: البتول المعادل الملائكة. كما أن محبته للمسيح كانت عظيمة. وسيرته ممتازة فعرف بالتلميذ "الحبيب" هو الذي اتكأ على صدره في العشاء الأخير. كُتُبنا الليتورجية تسمّيه صديق المسيح وتقول عنه أنه ساكن المسيح منذُ الطفولة، ربما دلالةً على صلة القربى التي يُظن أنها كانت بينهما من خلال أم يوحنّا المدعوة سالومي والتي قيل إنها كانت إحدى بنات يوسف البار، رجل مريم، من زواجه الأول.

 

في البداية أصبح تلميذا للقديس يوحنا السابق وبمجرد أن التقى بيسوع أصبح تلميذا له مع أخيه يعقوب. منحته كنيستنا لقب عالم لاهوت.

 

وهو مؤلف الإنجيل الرابع الذي يحمل اسمه، والرسائل الجامعة الثلاثة بالإضافة إلى سفر الرؤيا. دعته الكنيسة "اللاهوتي" بسبب الرسائل اللاهوتية العالية لأعماله وخاصة من أجل التطوير الشامل والعميق لتجسد الله الكلمة. حددته الرحلات اللاهوتية العالية لأعماله بالنسر، أحد الكائنات الحية الأربعة الرمزية، التي رآها النبي حزقيال في رؤيا (حزقيال 1:10).

 

في رواية الإنجيل يشير إلى نفسه عدة مرات على أنه "التلميذ الذي أحبه يسوع" وليس بالاسم. كان أصغر الرسل الاثني عشر وفي الواقع كان في أقرب دائرة لتلاميذ يسوع. تظهر حياته وحضوره كتلميذ ليسوع في الأناجيل الأربعة مع بطرس ويعقوب، كان حاضرًا في قيامة ابنة يايرس وتجلي يسوع على جبل طابور، وكذلك في جثسيماني، حيث صلى قبل آلامه. الرسول يوحنا في مقدمة آلام يسوع في العشاء الأخير سوف يسقط على صدر معلمه. كان الوحيد من بين التلاميذ الذين لم يترددوا في البقاء على مقربة من سيده الحبيب في الجلجثة، حيث مات الرب على الصليب، وعهد إلى والدته مريم العذراء. اعتنى بالعذراء حتى رقادها. ثم ذهب مع تلميذه بروخوريوس ليكرزوا بالإنجيل في آسيا الصغرى. وفقًا لترتليان، خلال الفترة التي كان فيها دومتيان إمبراطورًا لروما، تم إرساله إلى روما للإدلاء بشهادته، ولكن أيا كان التعذيب الذي مارسوه (السم أو الزيت الساخن) لم يكن له أي تأثير عليه. وهكذا نفاه دوميتيان إلى بطمس (95 م) حيث تلقى الوحي الذي سجله. بعد وفاة دومتيان، أطلق الإمبراطور الجديد نيرفاس يوحنا الذي عاد إلى أفسس، حيث رقد بسلام.

 

يخبرنا التقليد أيضًا أن يوحنا بشر بالإنجيل في آسيا الصغرى، وخاصة في أفسس. في عهد الإمبراطور دوميتيان، تعرض للتعذيب والنفي إلى بطمس، حيث كتب سفر الرؤيا. في سن الشيخوخة عاد إلى أفسس حيث كتب إنجيله.

 

عاش يوحنا حوالي 100 عام (نام بسلام حوالي 105-106 بعد الميلاد). ومع ذلك، فإن ما يجدر ذكره هو العبارة التي قالها باستمرار لتلاميذه: "أيها الأطفال، أحبوا بعضكم بعضًا"، مما يعني أن أطفالي يحبون بعضهم بعضًا.

 

يحدثنا التقليد، حدثت معجزة عندما نام يوحنا: عندما شعر يوحنا بنهاية عمره أكثر من مائة عام، غادر أفسس مع تلاميذه السبعة للصلاة وهناك أمر بفتح حفرة حيث سقط. في وقت لاحق، عندما فُتح قبره، لم يعد جسده موجودًا، فقد وافته المنية. ورد في تقليدنا الكنسي أن بشارة يوحنّا، كانت في أسيا الصغرى حيثُ كانت جذور الوثنية عميقة وحيثُ انتشرت الأفكار والتيارات، على اختلاف توجُّهها، بكثافة وعلى نطاق واسع. أفسس هي المدينة البارزة في أسيا الصغرى التي تركّز فيها عمل الرسول يوحنا الكرازي. وقد لاقىَ هناك مقاومة شديدة وواجه الموت أكثر من مرّة لأن عبادة الآلهة ارتميس وتعلق أهل المدينة بها أثار عليه سخط جماعات كثيرة، كما تحرّك السحرة بكلّ قواهم وأعاجيبهم ضده، لكنّه بنعمة الله وآيات كثيرة حُفظ سالماً وهدى كثيرين وعمّدهم.

 

القديس يوحنا اللاهوتي هو مبشر المحبة. ليس فقط لأنه يشير باستمرار إلى الحب في كتاباته، ولكن بشكل أساسي لأنه اختبرها وعبّرعنها. لقد أحب سيده كثيرا. لقد تبعه حتى في أصعب ساعات حياته الأرضية. عندما كان التلاميذ الآخرون مختبئين "خوفًا من اليهود"، كان حاضرًا عند اعتقاله، في المحاكمة وفي الجلجثة، حيث تحت الصليب في تلك اللحظات الحرجة، عهد المسيح بأمه إليه.

 

بعد وفاة القدّيس يوحنا الحبيب ووري الثرى في أفسس، وهناك روايات في ذلك، كان قبره، في ذلك اليوم كما في كل سنة، يتغطّى فجأة بما يشبه الرماد العطر. وجرى المسيحيون على تسمية هذا الرماد بـ"المنّ". وكان يشفي مرضى النفوس والأجساد، الذين يدّهنون به بإيمان، من أمراضهم.

 

 

الطروباريات

 

طروباريَّة القيامة  باللَّحن الثَّامِن

إنحدَرْتَ من العُلُوِّ يا مُتَحَنِّن، وقَبِلْتَ الدَّفْنَ ذا الثَّلاثَةِ الأيَّام لكي تُعتِقَنَا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتَنَا، يا رَبُّ المجدُ لك.

 

طروبارية القدّيس باللحن الثاني

أيها الرسول المتكلم باللاهوت، حبيب المسيح الإله، أسرعْ وأنقذ شعباً عادم الحجة، لأن الذي تنازل أن تتكئَ على صدرهِ يقبلك متوسلاً، فاليهِ ابتهلْ أن يبدّد سحابة الأمم المعانِدة، طالباً لنا السلامة والرحمة العظمى.

 

القنداق  باللَّحن الثَّاني

يا شفيعَةَ المَسيحيِّينَ غَيْرَ الخازِيَة، الوَسِيطَةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المَرْدُودَة، لا تُعْرِضِي عَنْ أَصْوَاتِ طَلِبَاتِنَا نَحْنُ الخَطَأَة، بَلْ تَدَارَكِينَا بالمَعُونَةِ بِمَا أَنَّكِ صَالِحَة، نَحْنُ الصَّارِخِينَ إِلَيْكِ بإيمانٍ: بَادِرِي إلى الشَّفَاعَةِ، وأَسْرِعِي في الطَّلِبَةِ يا والِدَةَ الإِلهِ، المُتَشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ..