موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأربعاء، ١٢ مايو / أيار ٢٠٢١

أحد حاملات الطيب 2021

بقلم :
الأب بطرس جنحو - الأردن
الأحد الثاني المعروف بأحد حاملات الطيب

الأحد الثاني المعروف بأحد حاملات الطيب

 

الرسالة

 

قوتي وتسبحتي الرب

أدباً ادبني الرب

 

فصل من أعمال الرسل القدّيسين الأطهار (أعمال الرسل 6: 1–7)

 

وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ إِذْ تَكَاثَرَ التَّلاَمِيذُ، حَدَثَ تَذَمُّرٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ عَلَى الْعِبْرَانِيِّينَ أَنَّ أَرَامِلَهُمْ كُنَّ يُغْفَلُ عَنْهُنَّ فِي الْخِدْمَةِ الْيَوْمِيَّةِ. فَدَعَا الاثْنَا عَشَرَ جُمْهُورَ التَّلاَمِيذِ وَقَالُوا:«لاَ يُرْضِي أَنْ نَتْرُكَ نَحْنُ كَلِمَةَ اللهِ وَنَخْدِمَ مَوَائِدَ. فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَحِكْمَةٍ، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ. وَأَمَّا نَحْنُ فَنُواظِبُ عَلَى الصَّلاَةِ وَخِدْمَةِ الْكَلِمَةِ». فَحَسُنَ هذَا الْقَوْلُ أَمَامَ كُلِّ الْجُمْهُورِ، فَاخْتَارُوا اسْتِفَانُوسَ، رَجُلاً مَمْلُوًّا مِنَ الإِيمَانِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ، وَفِيلُبُّسَ، وَبُرُوخُورُسَ، وَنِيكَانُورَ، وَتِيمُونَ، وَبَرْمِينَاسَ، وَنِيقُولاَوُسَ دَخِيلاً أَنْطَاكِيًّا. اَلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ أَمَامَ الرُّسُلِ، فَصَلُّوا وَوَضَعُوا عَلَيْهِمِ الأَيَادِيَ. وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو، وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ.

 

الإنجيل

 

فصل شريف من بشارة القديس مرقس (15: 43-47، 16 : 1-8)

 

في ذلك الزمان جَاءَ يُوسُفُ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، مُشِيرٌ شَرِيفٌ، وَكَانَ هُوَ أَيْضًا مُنْتَظِرًا مَلَكُوتَ اللهِ، فَتَجَاسَرَ وَدَخَلَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعًا. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ:«هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟» وَلَمَّا عَرَفَ مِنْ قَائِدِ الْمِئَةِ، وَهَبَ الْجَسَدَ لِيُوسُفَ. فَاشْتَرَى كَتَّانًا، فَأَنْزَلَهُ وَكَفَّنَهُ بِالْكَتَّانِ، وَوَضَعَهُ فِي قَبْرٍ كَانَ مَنْحُوتًا فِي صَخْرَةٍ، وَدَحْرَجَ حَجَرًا عَلَى بَابِ الْقَبْرِ. وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِي تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ. وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ، اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ، حَنُوطًا لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ. وَبَاكِرًا جِدًّا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ أَتَيْنَ إِلَى الْقَبْرِ إِذْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وَكُنَّ يَقُلْنَ فِيمَا بَيْنَهُنَّ:«مَنْ يُدَحْرِجُ لَنَا الْحَجَرَ عَنْ بَابِ الْقَبْرِ؟» فَتَطَلَّعْنَ وَرَأَيْنَ أَنَّ الْحَجَرَ قَدْ دُحْرِجَ! لأَنَّهُ كَانَ عَظِيمًا جِدًّا. وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابًّا جَالِسًا عَنِ الْيَمِينِ لاَبِسًا حُلَّةً بَيْضَاءَ، فَانْدَهَشْنَ. فَقَالَ لَهُنَّ:«لاَ تَنْدَهِشْنَ! أَنْتُنَّ تَطْلُبْنَ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ الْمَصْلُوبَ. قَدْ قَامَ! لَيْسَ هُوَ ههُنَا. هُوَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِي وَضَعُوهُ فِيهِ. لكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ: إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ». فَخَرَجْنَ سَرِيعًا وَهَرَبْنَ مِنَ الْقَبْرِ، لأَنَّ الرِّعْدَةَ وَالْحَيْرَةَ أَخَذَتَاهُنَّ. وَلَمْ يَقُلْنَ لأَحَدٍ شَيْئًا لأَنَّهُنَّ كُنَّ خَائِفَاتٍ.

 

بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.

 

المسيح قام... حقاً قام

 

كان يوسف الرامي من الرامة مشيراً غنياً (متى 27: 57)، ورجلاً صالحاً بارًا (لوقا 23: 50)، وعضوًا في مجلس السنهدريم. وكانت الشريعة اليهودية تقضي بألا تبيت جثة المحكوم عليه بالإعدام على آلة التعذيب (تثنية 21: 22). وبحسب القانون الروماني يجيز لذوي المحكوم عليه بالإعدام أن يطالبوا بجسده ويأخذوه. تجرأ يوسف على طلب جسد المسيح من بيلاطس ليتمكن من دفنه قبل دخول السبت.

 

تساءل بيلاطس عما إذا كان يسوع قد مات بالفعل. اتصل بقائد المئة وسأله عما إذا كان قد مات بالساعة. عندما تلقى إجابة قائد المئة، أعطى الجسد ليوسف الذي اشترى كتاناً وأنزل يسوع ولفه به ووضعه في قبر منحوت في الصخر. ثم دحرج حجرا وأغلق مدخل القبر.

 

عندما انتهى السبت، اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة العطور لدهن جسد يسوع. جاءوا إلى القبر في وقت مبكر جدًا بمجرد شروق الشمس. فقال بعضهم لبعض: من يدحرج لنا الحجرعن باب القبر؟ لأنه كان كبيراً جدًا. لكن بمجرد أن نظروا هناك، لاحظوا أن الحجر قد دحرج من مكانه، وبمجرد دخولهم القبر، رأوا شابًا يرتدي حلة بيضاء جالسًا على اليمين، فذهلوا. فقال لهم لا تخافوا. أنتن تبحثن عن يسوع الناصري المصلوب. قد قام. إنه ليس هنا حيث وضعوه. اذهبن الآن وقلن لتلاميذه ولبطرس: إنه يسبقكم إلى الجليل، هناك ترونه كما قال لكم". فخرجن سريعاً وهربن من القبر، لأن الرعدة والحيرة أخذتاهن. ولم يقلن لأحد شيئاً لأنهن كن خائفات" (مرقس 16: 5-8).

 

كان يوم السبت هو اليوم المكرس لله ويوم الراحة الروحية ، السمة المميزة لبني إسرائيل ، إلى جانب الختان والوصايا العشر. دعاهم الله إلى طريق الخلاص ، من أجل تمهيد الطريق للدخول في تاريخ يسوع المسيح لأبنه وتأليه المؤمنين باسمه. بدأ من الساعة السادسة مساءًا لأن يوم الجمعة ذلك كان عظيماً وكان له طقس خاص لا بد من تسريع الإجراءات ودفن جسد يسوع.

 

يوسف ونيقوديموس، أعضاء السنهدريم والتلاميذ السريون للمسيح، خاطروا بوظائفهم وسمعتهم والتعليقات الساخرة ضدهم واستخفافهم في أعين زملائهم الآخرين، وقاموا بقفزة الإيمان العملي بشجاعة. طلب يوسف البار من بيلاطس أن يعطيه جسد يسوع وبهذه الطريقة تحققت نبوة إشعياء التي تقول: "وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ" (إشعياء 53: 9).

 

وكان بيلاطس قد أمر بناءً على طلب رؤساء الكهنة والفريسيين بحراسة القبر حتى اليوم الثالث، لئلا يُسرق جسد يسوع من تلاميذه.

 

في الواقع، تم ختم حجر القبر وتركوا حارسًا من الجنود الرومان المسلحين (متى 27: 62-66). لذلك تحققت (نبؤة المزمور 16: 10) التي تصف دفن يسوع لمدة ثلاثة أيام وقيامته، بالكلمات: "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادًا". في الواقع، لم يتحلل جسده في الأيام الثلاثة لموته، متحدًا بشكل لا ينفصم مع ألوهيته.

 

وكان هناك عدد قليل من الأشخاص. مريم العذراء، والتلميذ يوحنا، ويوسف ونيقوديموس، ومريم المجدلية، ومريم أم يعقوب ويوسف، وأم أبناء زبدي. كما ويقول القديس البشير متى: "وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ، وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي" (متى 27: 55 -56).

 

عندما قال يسوع هذا "انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ" (يوحنا 19 : 2) كان يقصد، بالطبع، جسده وليس هيكل القدس، الذي استغرق بناؤه 46 عامًا. ويصرح الإنجيلي لوقا كذلك أن المخلّص السماوي للبشر أقام نفسه، لأنه "بعد موته ظهر لهم (الرسل) حيًا مع العديد من البراهين. ظهر لهم أربعين يومًا وحدثهم عن ملكوت الله" (أعمال 1: 3).

 

ونحن في هذه الأيام المباركة ما أحوجنا أن نكون على مثال حاملات الطيب ويوسف ونيقوديموس. نبشر بالقيامة كحاملات الطيب اللواتي حملن الطيوب سحراً جداً. ونملك شجاعة يوسف ونيقوديموس.

 

الطروباريات

 

طروبارية القيامة على اللحن الثاني

 

عندما انحدرتَ إلى الموت. أيُّها الحياةُ الذي لا يَموت. حينئذٍ أَمتَّ الجحيمَ بِبَرْقِ لاهوتِك. وعندما أقَمتَ الأمواتَ مِن تحتِ الثَرى. صَرخَ نحوكَ جميعُ القُوَّاتِ السماويِّين. أيُّها  المسيحُ الإله. مُعطي الحياةِ المجدُ لَك.

 

إنَّ يوسفَ المتَّقي أحدَرَ جَسَدَكَ الطَّاهِرَ من العود. ولفَّهُ بالسَّباني النَّقيَّة. وحَنَّطهُ بالطّيبِ وجَهَّزَهُ وأضجَعَهُ في قبرٍ جديد. لكنَّكَ قُمتَ لثلاثةِ أيَّامٍ يا رب. مانحاً العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

 

إنَّ الملاكَ حَضَرَ عندَ القبرِ قائلاً للنسوةِ الحامِلاتِ الطِّيب. أمَّا الطِّيبُ فإنَّهُ لائقٌ بالأموات. وأمَّا المسيحُ فقد ظَهَرَ غريباً عَنِ الفساد. لكنِ اصرُخْنَ قائلاتٍ قد قامَ الرَّبُّ مانحاً العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

 

 

القنداق
 

أيها المسيح الإله، لما كلمتَ النسوةَ حاملات الطيب بالفرح، كففت بقيامتك نوح حواء الأم الأولى، وأمرتَ رسلك أن يكرزوا، بأن المخلص قد قام من القبر.