موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٣ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١

ميلاد 2020 المطل على المئوية الأردنية

لقاء الملك عبدالله الثاني بأبنائه المسيحيين في الأردن وفلسطين بمناسبة عيد الميلاد 2020

لقاء الملك عبدالله الثاني بأبنائه المسيحيين في الأردن وفلسطين بمناسبة عيد الميلاد 2020

الاب رفعت بدر :

 

تشرفت الأسرة الأردنية الواحدة، ومنذ عشرين سنة، على الصورة الزاهية، بلقاء جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، بالأسرة الأردنية، وبابنائه المسيحيين في الاردن وفلسطين، ومع إطلالة كل عيد ميلاد مجيد. وبعد عقدين كاملين، لم تحل جائحة كورونا دون استمرار هذا التقليد الملكي الجميل، حيث التقى جلالة سيدنا أطال الله بعمره، وبحضور ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، يوم الأربعاء 23/12 عبر تقنيات الاتصال المرئي مع أبنائه رؤساء الكنائس في الأردن وفلسطين، وذلك لتقديم التهنئة الملكية بمناسبة عيد الميلاد المجيد.

 

وقد أشار جلالته إلى حجم التحديات التي يتعرّض لها المسيحيون والمسلمون في مدينة القدس الشريف، مع التأكيد على موقف الأردن الواضح والثابت في دعم صمودهم والوقوف إلى جانب قضاياهم العادلة.

 

اللقاء السنوي الذي جمع جلالة الملك مع أبنائه المسيحيين في الأردن وفلسطين، له عدّة دلالات، ورسائل نخاطب بها دول العالم بأكملها؛ والتي من أبرزها: اولاً؛ الدعوة إلى الوحدة الوطنيّة والتآلف والتحالف الإسلامي-المسيحي في وجه الضغوطات المشتركة التي يتعرّض لها المسلمون والمسيحيون، وان العيش المشترك والوئام الديني الاسلامي المسيحي في بلدنا الحبيب قد اصبح انموذجا يحتذى به، وهو مصدر فخر واعتزاز، ونحن مدعوون دوما الى البناء عليه، لكي نحافظ عليه، ونسلمه كما تسلمناه من إرثنا الأردني التاريخي، للأجيال المقبلة.

 

وثانيا، إن لقاء جلالة الملك المعظم مع الأسرة الأردنية، هو تأكيد على أن الوصاية الهاشمية على المقدسات بشقيها التوأمين الاسلامي والمسيحي، هي ليست حبرا على ورق، بل هي حياة وإرث مشترك، وكما قال سمو ولي العهد مقتبسا عن جلالة الملك: إنها جزء من الواجب الديني الذي حمله الهاشميون، وسيبقون حماة له على الدوام.

 

وأننا إذ نحتفل بمئوية الدولة الأردنيّة، فإننا نحتفل أيضا بمئوية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية. فهذا الأمر ليس جديدا، وليس عطية من أحد، بل إنها جزء من الشخصية الهاشمية التي كونت على مدار القرن الماضي الانفتاح والاعتدال والوسطية في التعامل مع الشأن الديني، وهي بالتالي درس وعبرة لكل شعوب الأرض

 

هنيئًا لنا كأردنيين هذا التعاضد وهذا التلاحم وهذه الوحدة الوطنية، وهنيئاً لكل شعوب الأرض بميلاد السيد المسيح، ميلاد العدالة والسلام والطمأنينة والشفاء بإذن الله. ولا يفوتنا في هذا المقام أن نوجه شكرنا لأبنائنا النشامى في الأجهزة الأمنية الأردنية على تأديتهم لواجبهم المقدس في حماية ورعاية الكنائس الأردنية على الدوام، ليبقى الأردن واحة أمن وأمان، حمى الله الأردن ومليكه، والشعب الأردني الملتف حول قيادته الهاشمية الحكيمة.

 

(الرأي الأردنية)