موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ٢٤ ابريل / نيسان ٢٠٢٢

من قبس الفصح هذا العام 2022

المسيح قام.. حقًا قام

المسيح قام.. حقًا قام

الاب رفعت بدر :

 

يحمل الاحتفال بعيد الفصح المجيد هذا العام عدّة معانٍ جديدة، وهي دروس وعبر نأخذها في هذه الأيام المجيدة من أجل عيش أكبر لروحانيّة عيد الفصح – عيد القيامة التي يُحتفل بها سنوياً، ولكن في كل سنة تحمل مضامين جديدة.

 

الرسالة الأولى انّ العيد هذا العام هو الأول من بعد فصحين جاءا في ظروف استثنائيّة للبشريّة محليًّا وعالميًّا. كانت قيود الكورونا في عام 2020 قاسيّة على الناس، وقد تمّ الاحتفال بالأسبوع المقدّس في البيوت التي تمّ بثّ الطقوس لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو القنوات التلفزيونيّة، وبالتالي صلّى الناس وهم في بيوتهم في أيام الحجر الصحيّ صلاة العيد. وفي 2021، كان هنالك نوعٌ من الانفتاح، ولكن بأعدادٍ قليلة، مما اضطرّ الكهنة إلى تقسيم الصلوات على ساعات متعدّدة لكي يتسنى للناس أن يأتوا إلى الكنيسة مع احترام التباعد الاجتماعي الذي كان مفروضًا، وكذلك ساعات الحظر الليلي.

 

اليوم في عام 2022، نحن مسرورون لمجيء العيد في ظروف أكثر انفتاحًا وأملٍ بشفاء كامل للبشريّة -إن شاء الله- من الوباء. الكنائس غصّت بالمصلين، وهنالك العديد من الكنائس التي احتاجت لوضع شاشات ضخمة أيضًا في القاعات المجاورة للكنائس لكي تساعد الناس جميعا على الصلاة. نشكر الرّب تعالى على نعمة الشفاء، ونطلب منه فعلاً أن يطرد هذا الوباء إلى غير رجعة.

 

الدرس الثاني هو أن العيد قد جاءه أطفال لأوّل مرّة إلى الكنائس، لأنهم كانوا «ممنوعين» من المجيء في العامين السابقين. فالأطفال الذين لهم النظرة الأولى للكنائس ولهذه الطقوس الرائعة بترانيمها وصلواتها وخصوصياتها التي ينتظرها الناس سنة بعد سنة، لهم كذلك حق في التنشئة، وليست منحصرة فقط في المدارس. ولكن هنالك أيضًا البعد الروحي، أو التعليم الديني، للأطفال. ونشجّع العائلات على أن تعير هذا الأمر انتباهًا كبيرًا في واجب إعطاء الطفل هذه «الجرعات» البانيّة لشخصيّته، فيشتدّ عوده على التعليم الدينيّ السليم ومحبّة المجيء إلى بيت الله، وبالأخص في فترة الأعياد.

 

ثالثًا، في هذه السنة تمّ رفع الصلاة من أجل نيات عديدة، وأولها محليًّا شكر لله تعالى على نعمة شفاء جلالة الملك عبدالله ابن الحسين وعودته سالما إلى أرض الوطن. ورفعت صلاة يوم الجمعة العظيمة من أجل جلالة الملك وسموّ ولي العهد، ومن أجل جميع السلطات الحاكمة والمسؤولين السياسيين في العالم، لكي يمتعهم الرّب بالحكمة والشجاعة لقيادة شعوبهم دائمًا إلى برّ الأمان والازدهار.

 

رابعًا، صلينا هذا العام من أجل السلام، ورفعت الصلاة أيضًا من أجل وقف الحروب، وبالأخص بين روسيا وأوكرانيا. لماذا نهتم بهذا الأمر؟ لأنه شأن إنسانيّ، ولأن هنالك إنسانًا يُهجّر، وعائلات كثيرة بشيوخها ونسائها وأطفالها قد غادرت بلدها، بملايين الأشخاص، وذهبوا إلى دول الجوار يبحثون عن الأمن والاستقرار. في كنيسة قلب يسوع الأقدس، يوم الجمعة العظيمة، جاءت مشاركة عائلة أردنية هجّرت من أوكرانيا بسبب الحرب مؤثرة جدا. وقد صلينا معها من أجل السلام والطمأنينة وعودة الأمور إلى ما قبل الحرب. فتحية لعائلة ابراهيم هلسا وزوجته ايرينا وابنتهما جلوريا وابنهما اسكندر.

 

الدرس الخامس، هي بطاقة شكر وتقدير لكلّ الجهود الطيبة التي تُبذل على أبواب الكنائس في الأعياد، وبالأخص في عيدي الميلاد المجيد والقيامة السعيد، حيث تتواجد الجهات الأمنيّة، وهذا العام بالرغم من صيام رمضان، وأحيانًا كثيرة يأتي الإفطار في وقت الصلاة، لكن ذلك لم يمنع من أداء الاجهزة الأمنيّة لواجبها على أكمل وجه، وبمحبّة وإخلاص. فالهمّ الوطنيّ اساسي لدى رجال ونساء الامن النشامى، والحريصين على سلامة الوطن والمواطن. فهنيئًا لإخوتنا المسلمين العشر الأواخر من رمضان، وهنيئا للمسيحيين الاحتفال بعيد الفصح المجيد.

 

وكل عام والجميع بألف خير ومسرّة.