موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٥ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٣

ما الذي يميّز «المغطس» هذا العام؟

حج الكنائس الكاثوليكية إلى موقع المعمودية 2023

حج الكنائس الكاثوليكية إلى موقع المعمودية 2023

الاب رفعت بدر :

 

لأوّل مرّة في يوم الحج المسيحيّ إلى موقع المعموديّة، وصل أكثر من 6 آلاف حاج وحاجة من مختلف مدن وقرى الأردن العزيز إلى موقع المعموديّة، إحياءً لليوم الثالث والعشرين للحج الذي ابتدأ مع البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000، وتمّ اعتماد هذا الموقع موقعًا للحج المسيحيّ في عام اليوبيل الكبير، إلى جانب أربعة مواقع أخرى هي جبل نيبو ومكاور وسيّدة الجبل في عنجرة ومار الياس في عجلون.

 

يتميّز الحج الى المغطس هذا العام بأنّه الأوّل بعد انحسار موجة الكورونا بتدابيرها الصحيّة والتباعد الإجتماعي الذي كان مطلوبًا في العام الماضي 2022، حيث كان عدد المشاركين فقط ألف شخص، ولم يتم ملء الكنيسة التي تتسع لأكثر من ألفي شخص. أمّا في عام 2021، فقد اقتصر الحضور على 250 شخص. هذا العام هو عام الانفتاح، وبالتالي كان هنالك عطش لدى جماهير المؤمنين لكي تأتي وتُصلي وتتبرّك بمياه نهر الأردن المقدّسة إيذانًا ببدء موسم الحج إلى هذا الموقع الفريد.

 

ثانيًا: تميّز الحجّ هذا العام بأنّ وسائل الإعلام الدوليّة قد سلّطت الضوء في الآونة الأخيرة على، ليس فقط موقع المغطس المُدرج على لائحة التراث العالمي (اليونيسكو) منذ عام 2015، ولكن على المشروع الكبير، التاريخيّ والهام، الذي دشّنه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، في 7 كانون الأوّل من العام الماضي، ويُطلق عليه «مشروع تطوير الأراضي المجاورة للمغطس»، على مساحة 1400 دونم تقريبًا، حيث سيكون هنالك تأسيس لقرية سياحيّة دينية جديدة في تلك المنطقة التي ما زالت إلى اليوم تفتقر إلى التسهيلات للحجاج القادمين والذين يُنشدون مكان راحة وإمضاء خبرة روحيّة، كما يُقال، في بريّة يوحنا المعمدان.

 

لذلك، فإنّ المشروع سيتضمن العديد من التسهيلات التي يحصل عليها الزائر أو الحاج، والتي من شأنها أن تساعده على أن يكتسب تلك الخبرة الروحيّة المنشودة. بالإضافة إلى العديد من الفنادق والمطاعم التي تحترم البيئة الفريدة لهذا المكان، مع المسرح والمتاحف وغيرها من الفعاليات المتعدّدة.

 

ثالثًا: المُلفت أيضًا في هذه المرّة، هو مشاركة عدد من الأساقفة القادمين من مختلف أنحاء أوروبا وأمريكا الشماليّة وإفريقيا الجنوبيّة، بالإضافة إلى المجلس الأسقفيّ في الإتحاد الأوروبي. هذا التنظيم يسّمى «منسقيّة المجالس الأسقفيّة من أجل دعم الأرض المقدّسة»، والذي ابتدأ منذ عام 2005 بمبادرة من الكاردينال الراحل، رجل الحوار، جان لويس توران.

 

إنّ حضور عدد من أساقفة العالم، ومشاركتهم في القداس الاحتفالي وكذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وهو عادة سنويّة درجنا على تنظيمها، وتمكن البطريرك مترئس الاحتفال بييرباتيستا بيتسابالا، ومدير المركز كاتب هذا السطور، ورئيس الوفد الأسقفيّ المطران نيكولاس هادسون، لكي يقولوا للإعلاميين الأكارم ما هو انطباعهم عن السنة الماضية، وكيف يمكن دعوة الحجاج من مختلف أنحاء العالم لكي يأتوا إلى الأردن. وقد قال الأسقف القادم من بريطانيا قد قال بإنّنا سنشجّع مؤمنينا عندما نعود إليهم، وهو يقصد في أوروبا وأمريكا الشماليّة، إلى أن يأتوا لزيارة هذا المكان. وهذا يعتبر أكبر ترويج للأردن–الأرض المقدّسة عامّة، ولموقع المعموديّة على وجه الخصوص.

 

باختصار، لقد كان هذا العام أجمل رحلات الحج في هذه الكنيسة التي إن شاء الله ستدشّن مع نهاية العام الحالي، والتي بدأت مع مبادرة السيّد نديم المعشر، وتبنتها الكنيسة اللاتينيّة، وانتظرنا طويلاً لكي تُبصر النور. وقد وضع حجر أساسها البابا الراحل بندكتس السادس عشر عام 2009، فيما صلّى فيها البابا فرنسيس في عام 2014، وهذا يدلّ على تقدير الكنيسة الكاثوليكيّة جمعاء لهذه التحفة الكنسيّة والفنيّة والروحيّة الرائعة التي ستجذب بين جدرانها المقدّسة العديد العديد من الحجاج من مختلف أنحاء العالم.

 

إذًا، نحن بانتظار الربيع المزهر للسياحة الدينيّة إلى أردننا الغالي. فلننتظر، ولكن فلنعمل معًا من أجل الإعداد الجيد لذلك الربيع.