موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١

مئة ميلاد في أرض العماد

أمسية "مئة ميلاد في أرض العماد" والتي أحيتها جوقة قلب يسوع الأقدس

أمسية "مئة ميلاد في أرض العماد" والتي أحيتها جوقة قلب يسوع الأقدس

الأب رفعت بدر :

 

هكذا كان عنوان الأمسيّة الميلاديّة التي أحيتها جوقة قلب يسوع الأقدس، برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار، وبإدراج هذه الأمسيّة ضمن احتفالات المملكة بمئوية التأسيس.

 

كم هو جميل ومعبّر هذا العنوان، فللمرة المئة يحتفل الأردنيون، في إمارة شرق الأردن وبعدها في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، بعيد الميلاد المجيد، وهو علامة على الاستقرار والأمن الذي غلّف هذه المملكة العزيزة منذ نشأة الإمارة الأردنيّة، فلم ينقطع في سنة من السنوات الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، لأنّ الأردن كان دائمًا بلد خير واستقرار وسلم اجتماعي رائع.

 

وفي الأمسية التي حضرتها وزيرة الثقافة وعدد من المسؤولين وأبناء كنيسة قلب يسوع، تمّ أداء عدد من الترانيم الميلادية التقليديّة، بعدد من الألحان الشجيّة، وبمشاركة عازفين من المعهد الوطني للموسيقى، وعازفة البيانو المعروفة غريس ابو ضاهر وقيادة فارس عباسي.

 

وقد تمّ التركيز على ترنيمتين جديدتين، الأولى من تأليف الشاعر الراحل جريس سماوي ويتغنى فيها بنهر الأردن حيث يقول: «في نهرِ الأردنِّ صفاءُ طهرٌ أزليٌّ ونقاءُ ورسائلُ حبٍّ وسلامٍ تحفظُها أرضٌ وسماءُ. يوحنَّا وبشارة خيرٍ ويسوعٍ في المغطسِ جاءوا فتعمَّد في ماءٍ طهرٍ. ماء فاقَ طهارتَهُ الماءُ، ماءُ الأردنِّ قداستُهُ، وترابُ الأردنِّ سواءُ. في هذي الأرض رسالاتٌ هِيَ نورٌ يَهدي وضياءُ».

 

وكذلك ترنيمة ثانيّة تتوافق ومع عنوان الأمسية «مئة ميلاد في أرض العماد»، وتقول الترنيمة: «في قلب البشارة، من عمق المغارة، كما طيرٍ شادي، أصلي أنادي، وحدتنا المنارة. يا حامِي العبادِ، ميلادُكَ ميلادي. في مئة الميلادِ، في أرض العماد، في أرض الإخاء، في الليل المضاء، بنور العطاء، أصلّي أنادي، فاحفظ بلادي، وامنحنا الشفاء».

 

حقًا إننا فخورون بمئة ميلاد في أرض العماد، وندعو إلى رب العباد، أن يزيل الوباء عن كاهل الوطن، وأن تنعم جميع الشعوب بالسلم والمحبّة والاستقرار.

 

إنه مئة ميلاد في أرض العماد، والمعموديّة التي يرتبط اسم نهر الأردن بها. وجميل جدًا في هذه الأيام أن نحيي، بعد أيام، عيد عماد الرب، في نفس الموقع الذي تعمّد به السيد المسيح، اي في الضفة الشرقية للنهر الفريد.

 

وعلى مدار مئة عام شهدت السياحة الدينيّة في الأردن نهضة واضحة وبيّنة في العالم أجمع. فقد تطوّرت السياحة الدينيّة لدى اكتشاف العديد من المواقع الأثريّة، وأولها موقع جبل نيبو الذي بدأ التنقيب به من سنة 1930 بفعل البعثات العلميّة لرهبنة الفرنسيسكان الأعزاء الذين اكتشفوا هذا الموقع إثر الكثير من الحفريات التي توالت على مدار ثلاث مراحل فرنسيسكانيّة أثريّة. ثمّ صار لنا مواقع جميلة جدًا ومؤثرة وأهمها نهر الأردن الذي تمّ افتتاح الحج إليه في العصر الحديث عام 2000 للميلاد، وكان أوّل حاج هو البابا يوحنا بولس الثاني.

 

ننظر اليوم بفخر إلى الاحتفالات الميلاديّة التي تطوّرت بعد الإعلان عن عطلة رسميّة لجميع المواطنين في عام 1999، وتطوّرت في هذه الأيام لدى الاحتفالات بإضاءة الشجرة في أغلب محافظات المملكة مما يدلّ على أنّ هذا العيد لم يعد عيدا مسيحيا، أو طائفيا، إنما هو عيد وطني بامتياز تحتفل به في الأردن بشكل فرح وسرور الاسرة الاردنية الواحدة وتشارك بإيمان وإخاء.

 

ننظر في هذا العام بنظرة التفاؤل والأمل الى المستقبل، ونحن على أعتاب المئوية الثانيّة، وإن شاء الله يحتفل الأردن بمئتي عام بعيد الميلاد، بعد مئة جديدة، وهو دائم الثبات والاستقرار والتقدّم والحضور على المحافل الدوليّة، وبالاخص من الناحية السياسيّة والتي يقود دبلوماسيتها الهادئة والسلمية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله.

 

حفظ الله الأردن لما فيه الخير والبركة، وبلد الوئام والاستقرار، وكل مئة عام وأنتم تحتفلون بالميلاد في أرض العماد المباركة.