موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٧ أغسطس / آب ٢٠٢١

كلمة في استقبال الكاهن الجديد لويس سلمان

الاب بدر مصافحًا الكاهن الجديد الأب سلمان

الاب بدر مصافحًا الكاهن الجديد الأب سلمان

الأب رفعت بدر :

 

فيما يلي نص كلمة الترحيب التي ألقاها الأب رفعت بدر في بداية القداس الاحتفالي الأول للأب لويس غسان سلمان، والذي ترأسه في كنيسة قلب يسوع الأقدس في منطقة تلاع العلي، غرب العاصمة عمّان:

 

 

في يوم الرب الأحد، وهو يوم الكاهن بامتياز... نستقبلك.

 

وفي عيد انتقال الأم البتول – أم الكهنة ... نستقبلك.

 

وفي سنة مار يوسف، شفيع الكهنة... نستقبلك.

 

وفي كنيسة قلب يسوع الكاهن... نستقبلك.

 

نرحب بك لأول مرة نقول لك أبونا ... أبونا الحبيب لويس غسان سلمان، أهلا بك في رعيتك...

 

أبونا، في هذه السنة الماضية التي تشرفت بالخدمة فيها مع أخي الأب سيمون حجازين، بين ايام الحظر والانفتاح، والاونلاين والقداديس الوجاهية، والأكاليل 20 شخص إلى 200 شخص، والعماميد، وأول مناولة وتثبيت، فرحت كنيستنا وتلألات وابتسمت كثيرًا ابتسامة من خلف الكمّامة... لكن صدقني يا صديقي في هذه السنة 21 من القرن الـ21، هذا اجمل يوم وابهى زينة، انّ زينة اليوم هي الكهنوت... يا ما أحلى هذه النعمة الكبيرة وما أجملها.

 

حظك حلو انّ قداسك الاول وقع اختياره في يوم الرب الاحد: جاء في الرسالة الرسولية للبابا القديس يوحنا بولس الثانيDies Domini  يوم الرب: "انه يوم قيامة المسيح. إنه فصح الأسبوع، أي اليوم الذي نحتفل فيه بانتصار المسيح على الخطيئة وعلى الموت، وباكتمال الخليقـة الأولى في شخصه، وبدء "الخليقة الجديدة" (را 2 قو 5،17). هو اليوم الذي نستذكر فيه أول أيام العالم، في العبادة والشكران"...

 

إنّه اليوم الأول من ايام العالم المفتدى... انه اليوم الأول في خليقتك الجديدة، وحياتك الجديدة من بعد ولادتك من رحم الكنيسة المقدسة المبتهجة بكهنوتك وشبابك وعنفوانك وعطائك. وانه كذلك يوم أم الكهنة، يوم عيد الانتقال، وانتقالك، بشفاعة سيدة الانتقال، إلى العلية حيث انشأ الرب سرين توأمين: الافخارستيا والكهنوت.

 

يا كاهن سنة مار يوسف، يا من صرت شماسا في عيده هذا العام، ستبدأ من اليوم حياة Patris Corde بقلب أبوي، وستقول مع ارميا النبي – أنا يا رب صغير السن لأكون صاحب قلب أبوي... ستنمو بك الابوّة يوما بعد يوم ايها الحبيب، ومار يوسف الذي نحتفل به طوال هذا العام يحفظك ويشفع لك مع الأم البتول، ومع سائر القديسين الذين تعرفت عليهم بوجودك في السمينير، وقبل ذلك من خلال تعبد الكاهن الأسبق لهذه الرعية الأب ابراهيم حجازين رحمه الله الذي أرسلك إلى المعهد الاكليريكي في بحر سنة  2014 وغادر الحياة بنهايتها ، وأنا متأكد بأن حضوره بقلبه الأبوي جعل صوت الرب الاب مسموعا وأكثر وضوحاً في أذنيك وفي قلبك الذي لم تقسّه، واكتشفت وقتها الدعوة الإلهية لتكون اليوم أبا. ولذلك نراك اليوم تتخذ شعارك الكهنوتي: "اذا سمعتم صوت الرب، لا تقسّوا قلوبكم"...

 

غادر ابونا ابراهيم إلى حضن ابينا ابراهيم. وكنت أنت في المعهد الاكليريكي برفقة آباء أعزاء، وزملاء بل أشقاء وتكتشف يوماً بعد يوم تعزيات السماء. وها أنت بعد سبع سنوات سمان عائد إلى أهلك، يا ابن غسّان، والى رعيتك، وتحتفل في هذه الكنيسة وعلى هذا الهيكل الذي خدمته مراراً، وتترأس قداسك الأول – ما أجمله ما أبهاه وما أنقاه... وما أعظم المسؤولية التي تنتظرك بعده تجاه كنيستك ووطنك والانسان والانسانية التي عصف بها داء الكورونا وتنتظر أن يكون قلبك الأبوي قلباً شافياً ومبلسماً ومداوياً، حتى وان بدا أحيانا هو بدوره جريحا.

 

ولك أيضاً من القديس لويس شفيعك -الذي نحتفل بعيده بعد 10 أيام- مثلاً في أن تكون نبيلاً ابنًا للنبلاء وتهتم بشؤون الفقر والمسنين والفقراء. وقيل عنه: "لم أسمعه قط في يوم من أيام حياته يقول كلمة سوء عن أي انسان". وقال هو في وصيته لابنه: "بني العزيز، أعلمك اولا ان تحب الرب الهك، بكل قلبك وكل قوتك، لانه لا خلاص من دون هذا... ليكن قلبك مفعما بالرحمة للفقراء، والاشقياء والمعذبين، وحاول أن تساعدهم وان تعزيهم، بقدر استطاعتك".

 

الأب لويس الحبيب، باسمي وباسم أخي الأب سيمون حجازين، والكاهن السابق للرعية الاب علاء مشربش، والكاهنين ابني الرعية اكرم مشربش وخالد قموه، والأخوات الراهبات بنات القديسة حنة، والشماس جبران والشدايقة فرح وروبير وسامي، والفعاليات الرعوية (السكرتيارية، والكشافة، الشبيبة، الجوقة، لجنة المحبة، والمدرسة، وحركة الرجاء، وأخوية الامهات، خدام الهيكل، عائلات مريم، ومجموعة العائلة المقدسة، ومجموعة الصلاة، واللجنة الاعلامية) أحييك وأرحب بك أخًا عزيزًا، وابنًا للرعية، وأبًا حبيبًا، متمنين لك كل المحبة والخير والسلام والنجاح في مسيرتك الأبوية الجديدة.

 

معك نحيي سيادة المطران وليم شوملي الذي اغتنم هذه المناسبة لاقول له باسم جميع الحاضرين، شكرا على خدمتك في الاردن كاهن رعية في سبعينات القرن الماضي، وكأسقف لمدة اربع سنوات... الله يعطيك العافية سيدنا. وتحية لأخوتك الكهنة الجدد: الاب نديم جقمان في بيت لحم، والأب رامز الطوال، الذي كان يخدم القداس معي في مادبا، والاب وجدي السهاونة، وقد شاركنا معهما روحيًا بقداسيهما الأولين. تحيّة لأهلك الأكارم، ولوالديك ام الخوري منى وابو الخوري غسان واخوتك وأخواتك ولجدك التسعيني العزيز الذي لم يتمكن من الحضور شخصيا، وأبناء عابود بلد الأجداد والقديسة بربارة. وتحية للمعهد الاكليريكي ممثلاً برئيسه الجديد الأب الصديق برنارد والكهنة الأحباء، واشبينك الشاب الرائع ومرشد الشباب بشار فواضلة، ومحسنيك وكل من عرفك وأحبك وتفاعل معك ورأى فيك انعكاس القلب الأقدس والقلب الأبوي وحنان الأم البتول.

 

علامة على الفرح برسامتك وقداسك الاول، تقدم لك رعيتك هدية بسيطة، ولكنها معبرة، لابتوب، حتى تبقى على التواصل مع المؤمنين، بسهر الراعي، وبتخصصك الجامعي الرسم الحاسوبي، وباستخدام حسن لوسائل الاعلام التي تتمتع انت شخصيا بموهبة فيها، حفظك الله على كل الدروب واهلا وسهلا بالجميع...

 

احباءنا كل عيد انتقال وانتم بخير، كل عرس كهنوتي وانتم بخير...