موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٧ يوليو / تموز ٢٠٢٢

"كاريتاس الأردن" تستضيف الأشقاء والأصدقاء

"كاريتاس الأردن" تستضيف الأشقاء والأصدقاء

"كاريتاس الأردن" تستضيف الأشقاء والأصدقاء

الاب رفعت بدر :

 

شرّفتني جمعية الكاريتاس الخيرية، أو ما يطلق عليها اسم كاريتاس الأردن، بالترحيب بوفود الكاريتاس العالمية وكاريتاس المونا (أو شمال إفريقيا والشرق الأوسط)، في أرض المعموديّة، في أرض يوحنا المعمدان، وفي أرض الأنبياء: موسى وإيليا (مار الياس) وكلّ الذين ساروا بهذه المنطقة، وبالأخص السيد المسيح وأمه البتول مريم. كما ورحبت بهم في بلد الهاشميين الذين يقودون دفة السفينة بحكمة وروح وئام عالية.

 

الجديد في هذا الاجتماع التنسيقي بين المنظمات الإنسانية الدولية، هو أنه الأول من بعد وباء الكورونا، الذي جعل التقارب البشري صعبًا، والذي من خلاله أبدعت «كاريتاس الأردن» والعالم بتقديم كل مساعدة ممكنة للأخوة المرضى والمسنين. كما تميز اللقاء بالإطلاع على الأوضاع في العالم، وبالأخص من خلال مشكلة اللاجئين التي تتفاقم حالياً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

 

وقد قلت للكاريتاسيين المجتعمين في عمان، انه مؤلم حقًا بأنّ البشريّة لم تخرج كليّة من داء الكورونا، الا وعادت سريعا إلى التقاتل والحروب. ولم يكن هنالك فترة طويلة من إعلان التعافي وإزاحة الكمامات، إلا أنّ البشريّة قد دخلت بكمامات جديدة، في أوكرانيا، لكي تقي نفسها وأطفالها وعائلاتها من رائحة الرصاص والغازات الكريهة والأسلحة المدمرّة.

 

إلى أين نحن متجهون، وما هو دور كاريتاس في هذه الأوقات؟ لقد لعبت المنظمات الإنسانية دورًا أساسيًا ومحوريًا في الماضي، من خلال الإهتمام باللاجئين والمهجّرين، ونشكر قداسة البابا فرنسيس الذي أنصف كثيرًا بلدَي الإستقبال بامتياز الأردن ولبنان، وقد ذكرت معهم ما قاله قداسة البابا قبل أيام لإخوتنا الأعزاء في اسبانيا، وهم يحتفلون بـ75 عامًا على تأسيس كاريتاس اسبانيا: هنالك ثلاث ميزات لعمل كاريتاس لهذه الأيام: أولاً، كاريتاس هي رحلة الأخيرين. لذلك نحن مدعوون إلى تكثيف جهودنا في سبيل الاعتناء، وأن نكون خيّرين، تجاه الأخرين نعم ولكن وأيضا بالأخيرين، الذين تطلب منا الكنيسة أن نعتني بهم لأنهم يومًا من الأيام سيصبحون أولين. ومن يدعون أنهم أولون سيعودون لأن يكونوا أخيرين.

 

ثانياً، كاريتاس هي مسيرة الرحمة: كم نحن بحاجة إلى الرحمة في عالمنا. وكم نحن بحاجة إلى الرحمة في أوكرانيا. وكم نحن بحاجة إلى الرحمة في أفريقيا، وكم نحن بحاجة إلى الرحمة في فلسطين. ولنا أن نتخيّل بأن المشاركين من فلسطين قد جاؤوا من مكتبهم أمام الباب الجديد، إلى جوار الشارع الذي مرّت به جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة، التي أمضت 51 عامًا في خدمة الإنسان في فلسطين المتألمة لكن مكافأتها كانت رصاصة بين خوذة الرأس وسترة الصحافة. ولم يفتني تقديم العزاء للقادمين من اليابان بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق بطريقة وحشية.

 

ثالثا وأخيراً، كاريتاس هي درب التجدّد: نحن بحاجة إلى النظر بأساليب عمل جديدة، نظرًا لأن هنالك فقرًا جديدًا يطرأ على الساحة، وهو الفقر النفسي والتعليمي والتكنولوجي.

 

كم نحن بحاجة الى تعظيم قيم الرحمة والتجدد وخدمة الأخوة الأقل حظًا في هذه الحياة! وقد بتنا في الأردن عنوانًا للتجمعات الدولية للاهتمام بالأشخاص المهمّشين، بغض النظر عن عرقهم وأصلهم ودينهم وطوائفهم. ذلك أنّ خدمة الإنسان هي الخدمة المجانية بدون حسابات الربح والخسارة.